العرقلة ستؤدي للعصيان المدني وأولى ضحايا

[Ghnadine]

العرقلة ستؤدي للعصيان المدني وأولى ضحاياه مؤتمر باريس 3‏ بري يعطي مهلة لنهاية شباط وفريق السلطة يحاول تمرير الوقت
فيما تصدّر الحديث عبر وسائل الاعلام خطوة العصيان المدني التي تعتزم المعارضة القيام بها في ‏حال لم تتوصل المساعي والاتصالات الى بلورة صيغة للحل، فان الرئيس نبيه بري حدد امس مهلة ‏حدودها نهاية شهر شباط، فإما ان يأتي الحل، وإما سيكشف من يعرقله، وبالتالي فان ‏العرقلة ستؤدي بالمعارضة الى اتخاذ الخطوة الجديدة وهي العصيان المدني.‏
وفي هذا الاطار، فقد اوضحت مصادر نيابية معارضة ان خيارات التسوية بدأت تتراجع مع ‏انسداد كل الافاق ومع رفض الاكثرية لاي حل، واشارت المصادر الى صعوبة الوضع الراهن خصوصاً ‏بعد التلويح من قبل المعارضة بخطوة العصيان المدني.‏
وتقول مصادر قيادية في المعارضة، انه بالرغم من المحــاولات الجادة للسعودية وايران ‏للوصول الى تسوية فلا شيء متوقعاً حصوله في الايام المقبلة، وتضيف ان فريق الأكثرية لا يلبي ‏متطلبات المبادرة السعودية الايرانية، خصوصاً بعدما عاد النائب سعد الحريري وابلغ عن ‏عدم موافقته على حكومة صيغتها 19+11، وذلك ما دفع بالرئيس بري للقول ان لا حاجة ‏للقاء اذا لم يكن هناك شيء جديد، ولذلك تتوقع هذه المصادر ان لا ينعقد اللقاء بين ‏الرئيس بري والنائب الحريري قريباً.‏
وتتابع هذه المصادر بأن فريق الاكثرية ما زال يراهن على الوقت وعلى المشروع الاميركي ‏وامكانية تحقيق انتصارات في الشرق الاوسط، وبالتالي انعكاس تلك الانتصارات على فريق ‏السلطة ايجاباً.‏
وتقول ان كل ذلك يشير الى ان الامور سائرة باتجاه العصيان المدني في وقت قريب، وسيكون اولى ‏ضحايا هذا العصيان مؤتمر باريس 3.‏

[Ghnadine]

ماذا استجد في الـ24 ساعة الماضية؟‏
في معلومات لـ«الديار» أفادنا بها الزميل محمد بلوط، فإن التحذير الذي نقل عن لسان ‏الرئيس بري اول امس حظي باهتمام الاوساط السياسية، خصوصاً عندما قال ان عرقلة الحلول ‏ستدفع الناس الى العصيان المدني.‏
وفي هذا الاطار تحرك السفير السعودي عبد العزيز الخوجة امس باتجاه قريطم بعد عودة رئيس ‏تيار المستقبل النائب سعد الحريري فجر امس من المملكة العربية السعودية، حيث قالت ‏مصادر مطلعة ان الرياض هي التي حثته على العودة الى بيروت لمواكبة التحركات والمساعي ‏الجارية لبلورة الحل، بعد ان كان تردد انه سيزور باريس. وبالمناسبة فقد نفت مصادر ‏قريبة منه مثل هذه الزيارة.‏
واعتبرت المصادر ان عودة رئيس تيار المستقبل الى بيروت بتشجيع سعودي هي اشارة الى استمرار ‏فتح الابواب امام المبادرات والمساعي من اجل الولوج الى الحل، وكذلك تحقيق اللقاء بينه ‏وبين الرئيس بري.‏
وأمس اكد الرئيس بري امام زواره ما كانت «الديار» قد نشرته امس بالنسبة لوضع النقاط ‏على الحروف، وحدد هذه المرة ما يشبه المهلة الى نهاية شهر شباط الجاري.‏
واستغرب بري تفسيرات البعض بأنه هدد بالعصيان المدني، موضحا ان ما نسب عنه كان واضحا ‏ولا يقبل التلويح اذ انه حذر من ان استمرار الوضع على هذا المنوال وعرقلة الحلول سيدفع ‏الناس الى العصيان المدني، وأشار في هذا المجال الى انه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها ‏تحذيرات أو يدق جرس الانذار، فخلال جلسات التشاور حذر رئيس المجلس من أن ترك الامور الى ‏الشارع يعني تحويله الى شوارع، ثم حذر في المرة الثانية من استمرار تعاطي فريق السلطة مع ‏الأمور على الشكل الذي يتعاطى به يهدد بالفتنة، ولو لم يدع للتهدئة هو والســيد حسـن ‏نصرالله ويقطعا الطريق امام الاستفزازات ومحاولات الفتنة لكان شرها قد أخذ دوره. وها هو ‏اليوم يحذر من استمرار هذا الوضع الذي لا شك سيدفع المواطنين الى التحرك نحو العصيان ‏المدني.‏
أما في شأن تحرك السفير السعودي فان المصادر لم تكشف عن نتائج لقائه أمس مع النائب ‏الحريري، لكنها أشارت الى العودة لبحث الأفكار الاخيرة التي كان الرئيس بري قد طرحها ‏للسفير الخوجة والتي ترتكز على تشكيل لجنة لدرس مشروع المحكمة مع اقرار اعطاء المعارضة ‏الثلث الضامن وتوزيع الوزراء بحيث يصار الى اعلان الموضوعين بشكل متواز.‏
وقالت المصادر ان العودة الى بحث هذه الافكار يوضع في الخانة الايجابية، مع الاشارة الى الموقف ‏المتصلب للنائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع حيث قيل انهما يضغطان باتجاه رفض صيغة ‏الثلث الضامن وبالتالي عرقلة مثل هذه الافكار والمبادرات.‏
وفي موازاة ذلك برز تحرك الرئيس سليم الحص الذي اطلع امس الرؤساء اميل لحود ونبيه بري ‏وفؤاد السنيورة على نتائج زيارته لكل من الرياض ودمشق ولقائه مع الملك عبد الله بن عبد ‏العزيز والرئيس بشار الاسد.‏
وقال الحص انه لمس ان هناك استعدادات للحل لكن حتى الان لم يتبلور بعد مشروع الحل.‏
وذكرت معلومات اخرى لـ «الديار» بان النائب سعد الحريري الذي عاد من السعودية، ذكر ‏امام زواره ان هناك بوادر حلحلة في الافق على عكس الاجواء الملبّدة التي ظهرت في بعض وسائل ‏الاعلام، وان سعد الحريري ابلغ من التقاهم بان الايام المقبلة كفيلة باظهار هذه الحلحلة.‏