كفانا كذب ونفاق واحتيال يا فخامة الرئيس … ا

[Patriotic]

كفانا كذب ونفاق واحتيال يا فخامة الرئيس … الاعلى

لا نستطيع ان نخفي كم كان مدى حزننا عندما غادر الرئيس امين الجميّل لبنان بعد انتهاء ولايته الرئيسية، كما اننا لا نخفي مدى فرحتنا بعودته الى ربوع الوطن بعد غياب طويل عن شعبه وارضه دام لسنوات عدة، ثم مدى فرحتنا بعودة فخامته الى حزب الكتائب.

لم تكن فرحتنا بعودته الى الحزب مبنية على تعلقنا باشخاص واسماء، بل لشعورنا ان بعودته الى الحزب، عاد الحزب الى الوطن بعد ما كان يغّرد لسنوات عدة في سماء القطر الشقيق. لكن بالمقابل لا نخفي اسفنا لطريقة هيمنـته على الحزب الذي وكما هو مشار اليه في شعاره، حزب ديمقراطي، والديمقراطية تعني حق سماع صوت المنـتسبين وبالتالي لا يجب ان يكون هناك اي مركز قيادي خارج ارادة الحزبيـين والا سقطت عنه صفة الديمقراطية واتسم بالديكتاتورية، وبالتالي فان وصوله الى مركز الرئيس الاعلى هو بحد ذاته ضربة قاضية للديمقراطية التي على اساسها تأسس الحزب وليس على اساس حصر الارث السياسي لعائلة معينة بكون الانتماء اليها الشرظ الاول والاخير لتولي بعض المناصب القيادية.

لكن فرحاتنا تلك، لم تنسينا ما قاله يوماً عنه الرئيس السابق لحكومة اسرائيل آريال شارون حيث وصفه بحاكم قصر بعبدا محدداً حدود نفوذه بحدود القصر، واتت الايام لتـثبت – للاسف – صحة هذا الكلام.

لم يترك فخامته ولا حتى ابنه، معالي الوزير، لا مناسبة ولا برنامج سياسي الا واستغلوه لمهاجمة حزب الله وانتقاده على قرار الحرب الذي اتخذه – وهذا حقهم ونحن ايضاً نرفض تلك الحرب – الى ان اتى مهرجان الانتصار الذي اقامه حزب اللهفي الضاحية الجنوبية ليسقط عن فخامته ومعاليه الصغير وجوه النفاق، فبعدكل الكلام الصادر عنهما، اطّل على الشعب اللبناني رئيس حزب الكتائب الذي ينضويان في صفوفه فخامته ومعاليه، مصتحباً معه على الاقل عضواً واحداً من المكتب السياسي للحزب ليحتفلوا مع حزب الله في يوم فرحهم. هذا المهرجان هو نفسه الذي نال نصيبه من فخامته ومعاليه الصغير انتقادات وتساؤلات، نال ايضاً من رئيس حزبهم الهتافات والتصفيق الحار.

وبما ان رئيس الحزب الحزب قد حضر، فهذا يفسر بان الحزب باجمعه قد شارك في المهرجان، وبالتالي نضع علامات استفهام على كل الخطابات والتساؤلات والبيانات والتصاريح والاحاديث التـي صدرت عن فخامته ومعاليه الصغير المنتقدة لحزب الله. وهنا تظهر المشاكل فيتوجب علينا المحاسبة، فنسأل فخامته ومعاليه الصغير عن موقفهم وتعليقهم عن مشاركة حزبهم ممثلاً بالرئيس في نفس المهرجان الذي انتقدوه في كلامهم مشككين بالنصر.

المشكلة الاولى تقع في ان يكون فخامته ومعاليه الصغير هما من ارسلا رئيس حزب الكتائب لينوب عنهمنا في المهرجان، وبالتالي تكون الاعيبهن الماكرة وقد اتضحت وتبينت قفزاتهم من حبل الى اخر في اجواء السياسة القذرة.

اما المشكلة الثانية، فتكون في ان فخامته ومعاليه قد رفضّا مشاركة رئيس حزبهم بالمهرجان، لكن الاخير لم يعر كلامهم اي انتباه وذهب رغم انفهم، وبالتالي تثبت مقولة شارون بالجمال مستبدلين كلمة بعبدا بصيفي وبالتالي لا يكون لفخامته ولا لمعاليه الصغير اي تأثير على قرارات الحزب فيكون وجودهم في القيادة كوجود الاطرش في الزفة.

ثم نصل الى المشكلة الاخيرة التي تكمن في ان يكون للحزب قراران سياسيان منفصلان، الاول يسلك طريق قريطم الرياض مروراً بالمختارة، اما الثاني فيسلك طريق الضاحية طهران مروراً بدمشق.
المشكلات الثلاث تنعكس على الوطن، ويقوم فخامته ومعاليه الصغير بنقدها، في حين انه اذا ارادوا تنظيف الوطن، فعليهم البدء بتنظيف دارهم، فعلى المرء ان ينـزع العواميد الموجودة في عينيه قبل ان يفكر في نزع النـثرات الموجودة في عيون الاخرين، وبالتالي نقول لهم، ايها الطبيب طبب نفسك؟

اخيراً نقول لفخامته ومعاليه الصغير بان من يفشل في السيطرة على عدد صغير من المناصرين، ليس له الحق في التحكم بقرارات البلد ومصير الشعب.

كفانا كذب ونفاق واحتيال ... كفانا ضحك على الشعب. "قرفنا منكن ... حلّو مشاكلكن بالاول ... او حلّو عنا!"

هادي سعيد