Vcoderz Community - The Independent: Hariri's militia started the attack on Nahr al abred

"الاندبندنت": مسلّّحو الحريري منتشرون بيروتيا وسجلاتهم بـ "ماي فلاور"

"الاندبندنت": أنصار سعد الحريري هم من بدأوا المعركة على "البارد"

روبرت فيسك: لبنان دخلته أسلحة سُرِقَت من الجيش الأميركي في العراق

روبرت فيسك "الاندبندنت" البريطانيّة

:

لبنان تسكن فيه الأشباح ولكنها تعود اليوم لتنغيص الحياة في هذا البلد المدمر أصلا.. الميليشيات التي مزقته منذ أكثر من ثلاثين سنة حقيقة... فالأسلحة تتدفق على لبنان، 800 دولار للكلاشينكوف و 3700 للفرنسية (فاماس).. في نفس الوقت أجهزة الأمن اللبنانية تكابد لاصطياد قيادات هذه الجيوش السرية.
الأسبوع الماضي فقط، قبضت هذه الأجهزة على اثنين من أتباع الجنرال السابق ميشال عون المؤيد لحزب الله المعارض والمرشح الظاهر لرئاسة الجمهورية بزعم قيامهم بتدريب مسلحين، ولكن بعدما وجه الاتهام لهم بالتصرف كميليشيات لقيامهم باعتقال اثنين، نشرت قوات الأمن الداخلي اللبنانية صورة للمسلحين المسيحيين وفي ايديهم الكلاشينكوف والإم 16 الأميركية، وردّ حزب عون على ذلك قائلا بأنهم " كانوا يمرحون بأسلحة حقيقية ولكنهم لم يكونوا يتدربون عسكريا"...

انتهى المرح!
روبرت فيسك وفي مقال نشرته صحيفة "الاندبندنت" أشار الى أن ما يقلق السلطات اللبنانية الآن هو حجم تدفق السلاح على لبنان، و يظهر أنه يشمل مسدسات (الجلوك) الشهيرة بقيمة 1000 دولار للقطعة الواحدة.
ولفت الى أن المخاوف الحقيقية هي أن هذه الأسلحة قد تكون من المخزون الهائل من البنادق والمسدسات التي "فقدها" الجيش الأميركي بعدما قام بتسليمها لضباط الشرطة العراقية بدون تسجيل أرقامها أو وجهتها، مؤكّدًا ان الأسلحة الأميركية كان فيها 125 ألف مسدس (جلوك)... وما يثير الشكوك هو أن الربط اللبناني العراقي قد أثبت الآن... إذ أن عددًا متزايدًا من الانتحاريين في العراق قدموا من مدن لبنانية، كصيدا وطرابلس.
ويكشف فيسك في مقالته أن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة (التي زودتها الولايات المتحدة بشحنات من الأسلحة الجديدة للجيش اللبناني) اعترف أخيرا بأن هنالك ميليشيات يتم تأسيسها ما بين المسلمين الموالين للحكومة الآن، هذا وتقول تقارير واسعة الانتشار بأن (رئيس كتلة المستقبل النائب) سعد الحريري أسّس بنفسه نواة ميليشيا وإن كان هذا الخبر تم تكذيبه رسميا، ولكن من المعروف أن عددا من أنصار الحريري قاموا منذ البداية بإطلاق النار صوب معسكر مخيّم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بعدما تم الاستيلاء عليه من مسلحي التنظيم الموالي للقاعدة، ولفت الى ان رجال الحريري لديهم قوات مسلّحة (من المفترض ألا تكون كذلك) أيضا في بيروت، ولكن من يخطر له التشكيك في ذلك فعليه البحث في سجلات فندق "ماي فلاور" بغرب بيروت.
متمردو تنظيم فتح الإسلام الذين استولوا على معسكر مخيّم نهر البارد في نيسان الماضي استخدموا هم أيضا أسلحة جديدة بما فيها بنادق قناصة، وقد حاصر الجيش اللبناني المكان المذكور خلال 206 يوم وقتل منه 168 جنديا، وأشار الكاتب أن الجيش اللبناني دفن 98 من أصل 222 مقاتل إسلامي، في قبر جماعي بطرابلس، كان من ضمنهم فلسطينون سوريون وسعوديون وأردنيون ويمنيون وتونسيون وجزائريون.
ويتابع المقال أن من ضمن مقاتلي فتح الإسلام الذين لا تزال السلطات اللبنانية تبحث عنهم، هنالك ثلاثة من الروس: "أبو عبد الله" و تامور فلاديمير خوشكوف، وأصلان إيريك يمكوجاييف، يعتقد بأنهم من جمهوريات الاتحاد السوفييتي الإسلامية سابقا، ومواطن روسي آخر باسم "سيرجي فلاديمير فيسوتسك" هو الآن قيد الاعتقال بسجن في بيروت ومعه ثلاثة فلسطينيين من أعضاء فتح الإسلام، يواجه احتمال الحكم عليه بالإعدام.
حكومة السنيورة تعي جيدا مخاطر هذه التطورات الجديدة، حسب ما يقول أحد وزرائها معلقا على التدريب العسكري الجاري الآن و "مثل هذا الوضع قد يقود البلاد إلى حرب جديدة" ولفتت "الاندبندنت" أن "حزب الله" فقط مصنّف "كمقاومة" ويسمح له بحمل السلاح ولكن الحزب يتسلح من جديد هو الآخر، ليس فقط بصواريخ ولكن بأسلحة خفيفة لا تستخدم أصلا إلا في عمليات قتال الشوارع، ومؤيدو ميشال عون يُزعم بانهم يتدربون على الأسلحة بالقرب من مدينة "بيبلوس" بشمال بيروت ولكن تقارير أخرى تشير إلى تدريبات أخرى في وادي البقاع.
ويكشف روبرت فيسك أن نقاط تفتيش عسكرية يديرها فلسطينيون موالون لسوريا ظهرت في البقاع، ويراقبها عن كثب الجيش اللبناني الذي أدمي أنفه بغزارة في قتال "البارد".
ويختم الكاتب بالقول أن العلامة السيد محمد حسين فضل الله، أكبر القادة الدينيين الشيعة في لبنان وأكثرهم حكمة، حذر الجمعة الماضية من "إعادة التسلّح وكذلك المهاترات السياسية المشحونة بالطائفية والتي تهدد التنوع اللبناني وتعرض لبنان للانقسامات... ويتّهم فيسك الولايات المتحدة التي تؤيد الحريري أنها ترغب في تقسيم البلاد" إذ ان الأميركيين يخططون على ما يبدو لتقسيم العراق، وهذا في ذاته شبح آخر أخذ يحوم في لبنان.

ترجمة "النشرة" عن صحيفة "الاندبندنت" البريطانيّة للكاتب روبرت فيسك