Vcoderz Community - بين لبناننا ولبنانهم.. ؟

تقرير خاص قناة المنار – ضياء ابو طعام

11/02/2008
يتزامن التصعيد السياسي لفريق 14 شباط في لبنان مع حملة إعلانية إستبدلت شعار "من أجل لبنان"، بشعار تقسيمي جديد عنوانه "من لبناننا لن ينالوا"، وهو شعار يكشف حقيقة مرة أخرى النهج السياسي الذي يسير عليه فريق السطة.
فمن هنا تبدأ الحكاية الجديدة، وبين لبناننا ولبنانهم ضاع الشعار السابق "من أجل لبنان"، ليُستبدل بشعار أكثر تقوقعاً : "لن ينالوا من لبناننا".
قبل الحكم على النوايا، يجب تمحيص الشعار الجديد لغة واصطلاحاً.
الواو والألف في الفعل "ينالوا"، ضمير متصل في محل رفع فاعل تقديره هم، أما النون والألف في "لبناننا"، فهو ضمير متصل أيضاً لكنه هذه المرة في محل جر بالإضافة تقديره نحن، فما هي هوية هم، ومن هم نحن؟
إعلانات الشعار التي نشرت على كامل الاراضي اللبنانية تجيب لوحدها.
الإسم المرفوع بالضم مع ما تعنيه كلمة الضم من مرادفات، لم يقصدها بالتأكيد كاتبوا الشعار، فهي الجهة التي يتهمها فريق السلطة بلائحة التهم هذه والتي وضعت على احد الاعلانات تلك وهي : (الاغتيالات، تعطيل البلد، تعطيل الحكومة، تعطيل المجلس النيابي، تعطيل الرئاسة، واخيراً لبنان وطبعاً لم تشطب بعد)، والمستعرض لمواقف وجوه هذا الفريق خلال ثلاثة أعوام من الإتهام السياسي، يستنبط سريعاً أن المعارضة هي المقصود.
أما الإسم المجرور بالكسر، مع ما تعنيه كلمة الكسر من مرادفات هي بالتأكيد من أضداد الضم، فهي الجهة الأخرى التي تسجل لها هذه اللائحة من إنجازات وهي ايضاً بحسب احد الاعلانات: (اخراج الجيش السوري، التحقيق الدولي، المحكمة الدولية، القضاء على ارهاب العبسي وباقي على تلك اللائحة ما لم يتحقق بحسب واضعي الاعلان وهو الرئاسة الان)، وأبسط البسيطين في السياسة اللبنانية يعلم من هو المقصود.
إذاً فالشعار الجديد قد يكون مستوحى من تراث جبران خليل جبران الذي قال يوماً: لهم لبنانهم ولي لبناني، فصار لبنان بحسابات فريق السلطة لبنانيين، وأمسى شعبه الواحد مصنفاً بين نحن وهم. لكن لجبرانٍ آخر حديث ٌ آخر في المقام ذاته.
وقد قال الشهيد جبران تويني في خطاب القسم الشهير في 14 من شباط عام 2006 : "انتم شعب واحد موحد، لن ينقسم، ولن تكون هناك حرب اهلية بعد اليوم في لبنان.. نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، ان نبقى موحدين، الى ابد الابدين".
من هذا المكان في ساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت اطلق ذلك الرجل منذ عامين قسم الوحدة بين اللبنانيين ، عشرة اشهر مضت واغتيل جبران تويني واليوم يتم اغتيال القسم ليتضح ان الفرق بين لبناننا كلنا وبين لكل منا لبنانه هو كالفرق بين كلنا للوطن، وكلنا على الوطن".