![]() |
ع البيت
ع البيت؟! (ألكسندر نعمة) «يبدو لنا للوهلة الأولى، أننا عدنا إلى سنة 1985»، هكذا يقول أبو حوزيف السبعيني، وبحرقةٍ يُكمل: «لا نريدُ القتال ولا نريدُ الحرب، ولا نحلم سوى ببضعة أيام ننهي فيها ما تبقى من ظلم ومأساة هذه الحياة» إنّها عينة مما صادفناه ونحن نتجول في قرى وبلدات كسروان - الفتوح، قبل يوم من النزول إلى الشارع تلبية لدعوة قوة المعارضة، فالقاسم المشترك بينهم عبارات: لا للمظاهر المليشياوية، لسنا نحن من ندعو للحرب والتسلّح، هؤلاء ليسوا من بيئتنا، ولا المنظمات المسلحة من صلب عاداتنا وتقاليدنا، يكفينا ما عشناه من ظلمهم، وانتهاكاتهم لا تحصى ولا تعد وخاصةً إبان الحرب. للوهلة الأولى وأنت في بداية الجولة، يصادفك شباب من تيارات تدعي حماية الوجود المسيحي، بكامل لباسهم، والله أعلم إذا كان السلاح جزء من تجهيزاتهم، أعمارهم لا تتجاوز 25 سنة، ليس لديهم أدنى فكرة عن مضمون الشهادة، وحقيقة بناء الوطن، جلّ ما يريدون أن تعود لغة الحواجز والترهيب والترغيب. لن نلومَهم، فهكذا تعلموا السياسة، فمن مدارسهم تعرفونهم، وتاريخهم شاهد عليهم. عديدهم قليل، ولكن الظاهرة تستحق وقفة تأمل وإطلاق صوت، لا بد للدولة أن تتحرك وتبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، وتمنع أي مظهر من مظاهر الوجود المسلح. أحد المتابعين للشأن السياسي في المنطقة يقول: «قد يكون هناك قرارًا ما، يقضي بتسليح الجميع لنعود إلى سنة 1989 مع اتفاق طائف جديد، ولكن هذه المرة، لقطع رأس حزب الله وأمينه العام!». وهنا نسأل:
من هي الأحزاب العاجزة حتى هذه اللحظة، عن تجديد فكرها بما يتماشى مع تطور العصر؟
هذه جزء من أسئلة كثيرة حملناها من أهالي قرى كسروان، آلاف من أهالينا ما زالت صور الحرب لم تفارق مخيلتهم، بكاء الأمهات ما زال يروي ساحاتٍ ملأى بأشجار الحور والأرز والصنوبر، جموع غفيرة لا تطلب سوى السلام. لماذا تراهنون على الأكاذيب والتضليل وتشويه الحقائق والتاريخ؟ ألا يكفيكم ما حصدتموه لشعبكم؟ بالأمس راهنتم على الحرب، فكان مصير المسيحيين التشريد والقتل واليأس. بالأمس راهنتم على اتفاق الطائف، فعاش المجتمع المسيحي إحباطاً ثانياً. بالأمس راهنتم على اندحار مقاومي الجنوب أمام همجية إسرائيل، فخسرتم الرهان كالعادة. اليوم تراهنون على حرب داخلية، فهل سيقبل الشعب اللبناني رهناتكم بعد الآن؟ خرج مجتمعنا أخيراً من غرفه المظلمة، خرج سيداً حراً مستقلاً، خرج ولن يعود إلى تقوقعه، فكفوا عن رهاناتكم، ومارسوا السياسة بمفهومها الديمقراطي الحر، أعلنوا خيارتكم واتركوا للشعب اللبناني حرية التأييد، واجعلوا شبابنا قدوة للثقافة والعلم والمعرفة، بدل أن يكونوا رسالة حرب ودمار في هذا الشرق البائس، ولكن وكما قال سماحة السيد محمد حسين فضل الله: «لا شك في أن الفكر الأصيل المنفتح على قضايا الحرية والعدل والعلم، لا يمكن أن يتناسب مع مواقع هؤلاء الذين لا يمثلون أي قيمة في الإنسان، وخصوصاً أنهم يعيشون الجهل والتخلف ويريدون فرضهما على الواقع بالقوة». إذا كنتم تريدون تشكيل قوة ضغط على حزب الله، سنذكركم يا رهنة الأمس والحاضر و«المستقبل» بما قالوه أبناء كسروان بالأمس عن لسان دولة الرئيس العماد عون: «إن سلاح حزب الله، ما وجد إلا للدفاع عن لبنان، وهو مؤقت. وقد سعينا لإيجاد الإطار الملائم، والظروف الموضوعية التي تنهي دوره، وذلك بإقامة الدولة القادرة والعادلة التي حددناها في ورقة التفاهم، والنابعة من قناعاتنا الوطنية وحاجاتنا. وما يقال خارج هذا الإطار ليس سوى لمآرب خاصة لا تتخطى الرغبة في التسلط وإثارة العصبيات». لذا «ضبوا سلاحاتكن... وع البيت»! ألكسندر نعمة 02/12/2006 |
| All times are GMT +1. The time now is 07:09 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Ad Management plugin by RedTyger