[wewe]

أمل العماد ميشال عون أن يكون العهد الأول بعد زوال الوصاية السورية عهداً حراً وأسف للتدخلات الخارجية الكثيرة بمسألة رئاسة الجمهورية التي تسمح بها السلطة الحاكمة. وأمام وفد من طلاب التيار الوطني الحر الفائزين في انتخابات الهيئة في الجامعة الأنطونية أهدوا له فوزهم الأقرب إلى قصر الرئاسة الأولى آملين أن يعود الجنرال إليه، قال إن هذه الذهنية الحاكمة لا يمكن أن تبني وطناً لأن لا خط مستقيمًا وواضحًا لسياسييها الذين ينتقلون من موقع نفوذ خارجي إلى آخر جاعلين قوة الحكم مصلحية لا وطنية. وأشار إلى أنهم يتعاملون بنظام الصفقات والرشوة والمال السياسي وهذا لا ينتج حكاماً بل مجموعة سماسرة يقسّمون الدولة مغانم.
وانتقد عون الإشاعات والكذب والتضليل ليجعل من الإعلام المرتهن سبباً أساسياً للمشكلة اللبنانية. وعدد أنواع الدعارة التي لا تعني فقط بيع الجسد إنما أيضاً بيع القلم والصوت والضمير. فالقلم الحر، على ما قال، مقدّس إذا لم يكن في مقابل بدل تماماً مثل الحب ومثل إعطاء الثقة فالنفس لا تمنح في مقابل بدل.
والمشكلة، في رأي عون، ليست في ملء كرسي الرئاسة الأولى إنما في ضرورة انطلاقة عهد جديد تطهّر فيه كل القطاعات العامة. وأضاف: لن نقبل بتكرار أخطاء الماضي على غرار الحكومة الحالية التي تكرر أخطاءها منذ خمسة عشر عاماً ما أوصلنا إلى الإفلاس، منتقداً رئيس الحكومة الذي بات "مرجعاً عالمياً" وكل من ينادي باستمراريتها. وسأل العماد عون من وصف الحقوق المنصوص عليها في وثيقة الطروحات المسيحية التي أعلنها في الثالث من الشهر الجاري بالتعجيزية: هل حل المشكلات الإنسانية الثلاث (المفقودون في سوريا واللاجئون إلى إسرائيل والمهجرون من الجبل) أمر تعجيزي؟ وهل إعادة المجلس الدستوري الذي حُل في خمس دقائق أمر تعجيزي؟ وهل جعل الوظائف الأولى في الدولة مناصفة بين المسيحيين والمسلمين وهذا ما نصّ عليه الدستور أمر تعجيزي؟ وهل وضع قانون انتخابي عادل وهذا ما نص عليه البيان الوزاري لحكومة السنيورة التي وعدت بتنفيذه بعد ستة شهور ومرت الشهور الستة ست مرات هي أمر تعجيزي؟
أما النصيحة التي وجهها العماد عون إلى الشباب عبر طلاب الأنطونية فهي ضرورة التمتع بروح النقد والعقلانية والنضج ليكونوا مواطنين صالحين ومسؤولين صالحين