رسـالـة إلـى السيـد البطـريـرك
إن شاء القدر أن تكون راعياً، فعليك بالعدل بين جميع الخراف، هذا إن كنت راعياً على قطعان في برية، فكيف إذا كنت في بيت الله ترعى جماهير الله الذين هم مثلك على صورته ومثاله.
سيدي راعي جماهير الله في أنطاكية وسائر المشرق، أنت الجالس على كرسي بطرس. إن موقعك كما علمتنا ديانتنا المسيحية يلقي عليك مسؤولية وثقلاً كبيرين، أولى خطوطهما الحمر وأنت العارف قبل سواك باستحالة تجاوزهما: محبة الجميع، التعاطي بأبوة و«أمومة» (كما يريد البعض) مع جميع الناس، مصلحة الرعية والوطن الجامعة فوق كل اعتبار، العطاء اللا محدود، الانفتاح على الآخر وقبول الآخر، إنارة الضمائر، الرأفة، مساعدة المحتاج والضعيف، الصفح والتسامح، العفو الذي هو عند المقدرة، التعفف والتزهد، الى غيرها مما نراه في عيوننا ووجداننا حتى بالكاهن البسيط، فكيف ببطريرك أعطي له مجد لبنان؟
سيدي البطريرك، لا تغتظ إن صدقتك القول إننا يومياً نبكي الموقع والدور، وإننا نبكي حال التقزيم التي وصلنا اليها، نبكي العدالة أمام الانحياز، ونبكي أنك أصبحت فريقاً وأنت الذي نريد أن نراك فوق كل الفرقاء
سيدي البطريرك، أنت مصنّف اليوم على الساحة الداخلية اللبنانية، في فريق الموالاة، وأنت مصنّف أنك تقف ضد نصف الشعب اللبناني وأكثرية المسيحيين الذين تتشكل منهم المعارضة الوطنية، وأنت تذهب في المواقف في بعض المفاصل الحساسة، حتى أبعد من صقور الموالاة، وهذا أشد إيلاماً، لأن في موقفك وفي كلمتك، وقعاً أبلغ وأشد تأثيراً من أن يصدر مماثلاً لهما عن كل ألسنة الساسة والسياسيين
سيدي.. خـــذ في الاعتبار حزننا في ما نشكو منه، ولا بأس إن أعدت النظر، وسيكون لك عندها بالطبع في قلوبنا كما لسليمان، مكان أكبر، إن عدلت
ريما فرح