في مثل هذا اليوم من العام الماضي ، استفاق الشمال على صوت المدافع ورائحة الموت ، و لبنان على مذبحة نحر فيها 12 عسكرياً على مداخل مخيم نهر البارد. كانت بداية محاولة انشاء الدولة السلفية في شمال لبنان ، دولة أصدقاء سعد الحريري ،و حلفاء سمير جعجع و موظفو اشرف ريفي، ز بائن بنك بيروت الأزرق.
في 20 أيار 2007 ، صرخت أمهات الشهداء ، و بكت الحجارة على استشهاد الأحبّاء ، زغردت النساء في يوم انضم فيه أبناء الأرزة الخضراء الى أبطال 13 تشرين ، علت أصواتهم تحيي امتزاج دماء ألأسود بعزّة العلم.
غاب الأبطال ، 170 صخرة نزفها الوطن، و المجرم الأصولي مختبئ في أنفاق نهر البارد . جروذ مسلحة مجرمة أتت من أنحاء بؤر التعصب و التطرف ، لتكون ميليشا بأمرة الزعيم ، و يا له من زعيم ! ذلك الذي أتانا من بلاط أبناء سعود لينصّب نفسه زعيما لا يتقن سوى لعب الأطفال.
المجزرة حصلت في اليوم الأوّل ، لقد قطعوا أبطالنا ارباً في الشمال ، و أرهبوا الأطفال و النساء في كل زاوية من أرض لبنان.
و سقط الشهداء! لكن زنود العنفوان انتفضت و ثارت، مغاوير الجيش الجبّار تكتسحهم ، و تكاد تحسم المعركة... و اذ بقرار يأتي من غرفة ما ، ليمنع الجنود من الحسم ! ثلاثة أشهر و الجيش ينزف ، الأمهات ترتدي اللون الأسود، الذي ذعر من قتامة اجرام و حقد المرتزقة.
ها هو بسّام يسقط شهيداً ، خبر يسقط صاعقةً تدوّي صدى نحيب الأمهات.. و بولس.. أشهم الرجال ، مسعف الأبطال يعلّق صورة متّشحة بالسواد.
قيل أن الحسم آتٍ ، قيل أن الجيش يسيطر ، و حقاً يسيطر. ألأمر تطلّب قراراً واحداً ، ليس لحسم المعركة فقط ، بل لإخراج الجيش من مستنقع المؤامرة.
لكن الجواب اتى بإلياس نعشاً محملاً من أرض المعركة ، اكفهرّت سماء الصيف ليمطر دمعة من جفونٍ جفّت ، بكت على عشرات الشهداء.
حماة الأرزة لم يستسلموا ، لم يرضخوا لظلم المؤامرة .. و انتصروا.. انتصر لبنان ! و لكن ...
أين ذهب المجرم ؟ من أمن طريق الهروب له ؟ من خان عسكر بلادي من أجل حفنة من السلطة ؟!
من باع اخواني ، من ذرف دمعة أمي ؟ من قتل بلادي ؟
سكتوا.. سكت الجميع لكنّ الدم ما يزال يغلي. مجد لبنان يٌجرح و لا أحد يأبه.
قالوا أنهم مع الجيش ضد القتلة ، و ها هم القتلة يسرحون أحراراً ، و براعم زهر بلادي تدفن تحت التراب.
لقد نسوكم ! لقد داسوا عليكم و أنتم من تحت التراب تنشدون كلنا للوطن.
لكننا و الله لن ننساكم ، و لن نغفر لمن تواطئ لوضعكم تحت رماد الخيانة ، فقوموا انتفضوا ، هياً انتفضوا و اقلبوا الأرض على رؤوس الخونة أتباع المال و السلطة و الكراسي.
في ذكرى سقوط البارد وقيام لبنان الكبير ،تحية مني اليكم يا شهداء الجيش ، و يا ايها الأبطال الصامدون أبداً في قلوبنا ، و لو كان القلب معركة او ساحة أو ثكنة.