حقاً لبنان انتصر. وحدهما ساحة رياض الصلح وتمثالها الشهير شهدا، أمس، على هذا الانتصار. توافدت حشود الى المكان. الابتسامة هي القاسم المشترك بين الجميع. لبّى اللبنانيون الدعوة العامة التي وجهها «تجمع 11 آذار»، واحتفلوا معا بولادة لبنان جديد، خلال حفل غنائي أحيته الفنانة هيفاء وهبي، وقدمه الزميل طوني خليفة.
حضر الجنوبي والبقاعي. الشمالي وابن الجبل. حضر لبنان بجميع الوانه السياسية والطائفية. إنها انتفاضة الفرح وثورة الوحدة الوطنية. تقاطرت الوفود الى الساحة. يشعر العلم اللبناني بزهو أمام ملايين الأشخاص. انه عريس يزفه الشعب اللبناني. فتارة يرفرف في السماء راقصاً على إيقاع «راجع يتعمر لبنان» وطوراً يجمد في مكانه وكأنه يخفض رأسه تحية للجماهير.
تزامن الاحتفال مع خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، فبدأت الحشود تتوافد فور انتهاء خطابه. الثامنة مساء. يكتظ المكان بالحضور. وزعت أعلام لبنانية حملت شعارات «لبنان انتصر»، إضافة الى تزيين الساحة بصور للرئيس المنتخب ميشال سليمان، كذلك وزعت بالونات بيضاء طبعت عليها صوره. ورغم ان الحفل وطني بحت، لم تغب روح «المعارضة» عن الساحة، فحضرت أعلام لكل من حزب الله، حركة امل والتيار الوطني الحر. كما رددت بعض الشعارات السياسية التابعة للمعارضة.
وشهد الحفل حالات إغماء واختناق كبيرة بسبب الضغط الجماهيري الذي أعاق عمل القوى الأمنية التي وقفت خلف العوائق الحديدية. وكانت المحطة الاولى مع الفنانة وهبي التي اعتلت المسرح مرتدية قميصاً صمّم بقماش اللباس العسكري للجيش اللبناني، وحمل صورة الرئيس المنتخب. وبعد أدائها أغنية وطنية خاصة للبنان، انقطع التيار الكهربائي، وطلب المنظمون من وهبي مغادرة المسرح كي يضبطوا الجمهور الذي حاول احتلال المسرح عند حضورها، الا انها عادت اليه مجدداً وسط أجواء من الفوضى. اما الفنان عاصي الحلاني الذي كان مقرراً أن يشارك في الحفل أيضا فلم يتمكن من ذلك بسبب التدافع والفوضى.
tayyar.org