ال
Ecstasy
موضة قاتلة تجتاح لبنان: فهل المطلوب "حرق قلوب آلاف الأمهات كما تحرق آلاف الهكتارات الخضراء
آفة من أخطر الآفات التي يعانيها المجتمع اللبناني، آثارها لا تقتصر على الفرد نفسه وإنما على محيطه برّمته، إنها المخدرات. سنوات إلى الوراء كان يعتبر التعاطي بالمخدرات أمراً مشينا يجلب العيب لصاحبه، أما اليوم فقد أضحى الأمر موضةً و"صرعةً" بين الشباب المفعم بالحياة.
إن دور الشباب في كلّ أمة هو التعلّم والتثقف كي يؤمّنوا الإزدهار في بلدانهم ويضمنوا مستقبلها. أما بعض شباب لبنان فعلى ما يبدو قد تاهوا عن الطريق وأصبحوا يتباهون فيما بينهم حول تعاطي المخدرات.
إنه الواقع المبكي الذي نعيشه حاليا، واقع إنحداريّ بحيث أصبح تعاطي المخدرات على مختلف أنواعها (حشيشة، هيروين، كوكاين،...) منتشراً في الجامعات والمدراس.
فالموضة الحالية التي تنتشر مؤخرا بكثرة بين صفوف الشباب هي حبوب الـ
ecstasy
أي حبوب السعادة القصوى. إن إسم هذه الحبوب هو فعلا مغرٍ فمن منا لا يبغي السعادة القصوى في ظل الحالة الأمنية الإقتصادية "المقرفة" التي نعيشها في لبنان.
أما السؤال الذي يطرح نفسه، فهو من أين يأتي شبابنا بهذه الحبوب التي من المفترض بها أن تجلب السعادة القصوى ولكنها لا تقوم بمهامها سوى لساعات، إذ لا تلبس أن تتحول إلى مصدر للتعاسة والمصائب القصوى للفرد ولعائلته ولمحيطه.
إن قسما كبيرا من شباب لبنان المدمن والغير مدمن على الأنواع المتعارف عليها من المخدرات، أصبح يتعاطى وبكثرة حبوب الـ
ecstasy
لا سيما في الحفلات الموسيقية الصاخبة.
يشهد لبنان في الآونة الأخيرة، حفلات موسيقية صاخبة يحييها فنانون كبار، معظمهم غربيون، وذلك في الصالات والمراكز الكبرى في العاصمة بيروت، وفي النوادي والمنتجعات السياحية المنتشرة في المناطق لا سيّما في منطقة جبيل.
وفي تحقيق ميداني أجراه فريق عمل
“tayyar.org”،
بعد حصول عدّة إصابات
over dose
في إحدى الحفلات الفنية التي جرت مؤخراً في مركز ضخم على مداخل بيروت ، تبيّن أن قسما كبيرا من هؤلاء الشباب كان يتعاطى حبوب الـ
ecstasy
بطريقة مفرطة.
إن تعاطي هذه الحبوب وبكميات غير محدودة قدّ أدى إلى نقل العديد من الشبان والشابات إلى المستشفيات اللبنانية وإن كانت المراجع المختصة من قوى أمنية ومستشفيات ومنظمات تعنى بتأهيل المدمن، قدّ تحفظت على ذكر المعلومات.
ففي معلومات خاصة بالـ
tayyar.org،
سجل أكثر من مئة إصابة في تلك حفلة التي جرت منذ أسبوعين في إحدى المراكز على مداخل بيروت وتمّ نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة وإن لم تكن مختصة نظرا إلى حرج بعض الإصابات.
أمام أرقام الإصابات المتصاعد أسئلة عدّة تطرح نفسها: أين هي الرقابة على تلك الحفلات؟ ما هو دور القوى الأمنية؟ ما هو دور الجمعيات الأهلية التي تعنى بالتوعية من خطر الإدمان؟ أين تقع مسؤولية الذين ينظمون الحفلات؟ من أين يأتي شباب لبنان بحبوب ال
ـecstasy
وبأسعار زهيدة نسبياً؟
لقد أخذت حبوب الـ
ecstasy
بالإنتشار ونسبة الإصابات بتزايد مستمر، ولكن على من تقع المسؤولية؟ في التحقيق الذي أجراه فريق العمل حول تلك الحفلات الفنية ودور الشركات المنظمة، تبين أن تلك الشركات تلعب دور المتفرج على إنتشار الحبوب بين الساهرين وتعاطيهم، إن لم نقل دور المتواطئ مع الموّزع.
ففي عودة إلى حفلة احياها فنان عالمي،( لقبه مستوحى من الأرقام) العام المنصرم، حاولت جمعية "جاد" التي تعنى بخطر التوعية من الإدمادن دخول الحفل لتوزيع منشورات توّعي من خطر الإدمان. وبعد عدّة إجتماعات مع المنظمين، رفض هؤلاء دخول متطوعي الجمعية إلى داخل الحفل الذي أقيم في أحد المراكز الكبرى على مداخل وسط بيروت وطلبوا منهم توزيع المنشورات خارج الحفل.
في الواقع، خضعت الجمعية لقرار المنظمين ولم تدخل الحفل ولكن ماذا جرى في الداخل؟
إن نسبة التعاطي داخل الحفل كانت مرتفعة جدّا وكانت حبوب ال
ـecstasy
توّ زع بسخاء بين الشباب الساهر. وبعد وصول المعلومات إلى القوى الأمنية، تدّخل مكتب مكافحة المخدرات وقام بالقبض على 11 موزع. والجدير بالذكر أن القوى الأمنية إستطاعت أن تحدد المنطقة التي تصدر منها تلك الحبوب، لكنها تحفظت عن إعلان هذا المصدر حفاظا على سرّية التحقيق.
هذا خلال الحفل ولكن ماذا حصل بعد ذلك؟ كيف تصرف المسؤولون الأمنيون؟ الإجابة على هذه الأسئلة قدّ تشكل صدمة نفسيةً للعديد من اللبنانيين اللّذين يحلمون بإدخال التغيير والإصلاح على دولتهم ومجتمعهم! أجوبة قد تشكل خطراً على العديد من الأشخاص، لذا وحفاظاً على أمن الجميع سوف نتحفظ على ذكر نتائج تلك الليلة وعلى ذكر الأسماء. ولكن مع تحفظنا وحرصنا الشديد على سلامة الجميع نتمنى أن تقوم القوى المختصة والجمعيات الأهلية بالمراقبة الشديدة على تلك الحفلات.
كيف تتوفر حبوب ال
ـecstasy
وبسعر 5000 ليرة لبنانية للحبة الواحدة مما يسهل شراءها، علما أن كلفة تصنيعها في بلاد المنشأ هو 5 € للحبة الواحدة ؟
في الفترة المنصرمة نشر خبرٌ في الصحف اللبنانية، مفاده أن القوى الأمنية قامت بإقفال مصنع غير شرعي لتصنيع حبوب ال
ـecstasy
في إحدى ضواحي بيروت. بحسب الخبر المنشور يقوم هذا المصنع بتصنيع حبوب ال
ـecstasy
وبيعها بأسعار زهيدة.
فما هي حقيقة هذا الخبر؟ وهل هذا المصنع هو الوحيد المتواجد على الأراضي اللبنانية؟ من المؤكد أن هذا المصنع الذي أقفل في إحدى ضواحي بيروت، ليس يتيما. من المؤكد أن لديه العديد من "الأشقاء والشقيقات" في مختلف المناطق لاسيما في البقاع. غير أن جمعية "أم النور" رفضت هذا الخبر وأصرت أن جميع الحبوب المتوافرة في السوق المحلي مستوردة من الولايات المتحدّة الأميركية. أما جمعية "جاد" فقد تحفظت عن الإجابة.
ما هي المواد التي تصنّع منها هذه الحبوب محلياً؟ في معلومات خاصةتبين أن هذه الحبوب تصنع من "عظام البقر المطحون والمواد الحمضية
acide
لا سيما بطاريات السيارات والزجاج المطحون.
مواد سامة بإمتياز، فمن يستطيع أن يحدّد عواقب تعاطي هذا النوع من الحبوب؟
إن تعاطي حبوب الـ
ecstasy
يؤدي إلى إصابة الفرد بالإضافة إلى الإدمان والهذيان ومواجهة خطر الموت، بالـ
hépatite B
وبالـ
hépatite C
اللتين تؤديان إلى تفاعلات وأضرار عديدة في جسم المصاب. ففي إتصال مع جمعية "جاد"، أفادنا السيد جوزف حواط أن الإحصاءات تظهر إرتفاع نسبة المدمنين المصابين بهذين النوعين الخطيرين من المرض نتيجة تعاطيهم المتزايد لهذا النوع من المخدرات.
من جهة أخرى يؤدّي تعاطي تلك الحبوب المصنّعة محلّيا إلى تجرحات عدّة في الجيوب الأنفية وتلف في الأمعاء تصعب معالجتها.
هل يعقل أن يستمر الوضع على حاله؟ فمنذ سنة 1982 ولبنان مصنّفٌ بين أوّل خمس دول في العالم لجهة إنتاج المخدرات. والمحزن أكثر أن الوضع حالياً يشهد تراجعا، إذ أن الدولة اللبنانية لم تقم بأي عملية تلف منذ أربع سنوات، ممّا أدّى إلى الإساءة لصورة لبنان "وعودته للمنافسة على المراكز الأولى لإنتاج وتصدير المخدرات".
هل يعقل أن يبقى الوضع على حاله؟ متى ستستفيق الدولة البنانية؟ إن الشعب فعلا بدأ يسأم ويسأل نفسه، هل يعقل أن يكون هناك خريطة أمنيةً تحدد للقوى الأمنية الأماكن المسموح دخولها والأماكن المحظورة عليها؟
في النهاية نتمنى أن تقوم القوى الأمنية بدور حازم على الأرض وتقوم بضبط المخالفات من أي جهة أتت لأنّ اللبنانيين باتوا يتساءلون إذا كان المطلوب "حرق قلوب آلاف الأمهات كما تحرق آلاف الهكتارات الخضراء".
في النهاية، يعدكم فريق عمل
tayyar.org
بسلسلة تحقيقات حول المخدرات في لبنان لا سيّما عمليات التهريب التي تجري على الحدود بين لبنان وفلسطين.
ٍسورس
===========================
Guys i thought of sharing this important article with you to let you know a lil bit about the ecstasy and what is
really happening in Leb!
And plz spread this article everywhere , this is really
important
THANK YOU