على ماذا نشكرهم؟؟
اليوم عيد الشكر في أميركا.
والليلة، يجتمع كل أبناء العم سام، حول موائد الديكة الرومية، ليشكروا رب العام سام وأربابَه، على كل ما أُعطي لهم.
وفي بيروت، ثمة سلطة كاملة على محور قريطم السراي وشركائهما،حاولت طيلة الأعوام الماضية، أن تتأمرك في كل شيء. لكنها أصابت عن ذكاء، في أنها لم تتبنَّ عيد الشكر.
تصوروا لو أنهم فعلوا. فعلى ماذا كان اللبنانيون سيشكرونهم؟
هل يشكرهم موظفو القطاع العام على الهرب من مجلس النواب، كي لا يُقروا حقوقاً لهم، تعود الى اثني عشر عاماً؟
أم يشكرهم كل مواطن تضرر من انفجار، على إهدار أموال الإغاثة على الزفت الانتخابي،كي يمتلكوا أصواتهم، بدل دفع التعويضات لترميم ممتلكات المواطنين؟
أم يشكرهم كل إنسان صاحب حق عالق امام محكمة، على تطييرهم مجلس القضاء الأعلى، وشلهم سلطة العدل، لأنهم مختلفون على تقاسم مواقعها، ومحاصصة مناصبها؟
أم يشكرهم الناخبون الذين زُورت إرادتهم، على إلغائهم المجلس الدستوري، من أجل سرقة تمثيل الناس وشرعيتهم الفعلية؟
أم يشكرهم كل أرثوذكسي لبناني، على تحويلهم نيابة رئاسة الحكومة، موقعاً غير موجود في سراياهم الواسعة، بداعي صدورهم الضيقة؟
أم يشكرهم المعلمون على تركهم يُضربون ويعتصمون ويتظاهرون، ولا جفنَ لهم يرف؟
ام يشكرهم العمال، على مئتي الف ليرة، أكلتها قفزات الأسعار، ولا من يراقب؟
ام يشكرهم ارباب العمل، على مفعولٍ رجعي، قد يهدد بإرجاعهم الى وضع المفعول بهم؟
أم يشكرهم المديرون العامون الموضوعون اعتباطياً في التصرف، رغم أحكام قضائية لصالحهم، لمجرد انهم لا يدينون بالولاء لسيد السراي، ولا ينتمون الى مذهبه؟
أم يشكرهم نصف مليون مشترك في الهاتف الخلوي، لأنهم منعوا وزيراً من إصلاح قطاع نهبوه، وإقفال مغارة لصوصهم المعروفين؟
أم نشكرهم كلنا، لأنهم جاءوا الينا بكل اصوليي الشرق وإرهابييه، فنكبوا الجيش الوطني بمئتي شهيد، ثم أهدروا الأموال على غير الضحايا؟
أم نشكرهم، لأننا لم نقع بعد رهائن إرهابييهم، كما حصل في مومباي؟
حسناً فعلوا، حين لم يستوردوا عيد الشكر. لأننا كنا سندرك أيَّ شكر يستحقون، وأي مصير يأخذوننا اليه. مصيرٌ، اين منه إرهاب الهند، ورهائنه وضحاياه.