منذ ثلاثة الاف عام وكما تخبرنا التوراة حاصر العبرانيون اريحا اقدم مدينة في التاريخ لشهور واعوام ولم يتمكنوا من دخولها.
وتضيف حكاية التوراة ان اله اسرائيل امر يشوع بن نون خليفة موسى في قيادة الشعب اليهودي بان يطوف الشعب حول اسوار اريحا نافخين بالبوق وصارخين باعلى الصوت والهتاف وفي اليوم والساعة المحددين صرخوا بصوت واحد عظيم وبنفخ الابواق فانهارت اسوار اريحا ودخلها يشوع واعمل السيف والقتل والذبح في اعناق الرجال والنساء والاطفال ولم يوفر شيخا ولا رضيعا.
بعد ثلاثة الاف عام , ما اشبه اليوم بالبارحة الشعب الذي اسمى نفسه شعب الله المختار اصبح وبامتياز واستحقاق شعب الله الجزار.
اما العرب نسل ابراهيم واسماعيل ,اتباع الديانة السماوية العزيزة واصحاب الرسول الكريم فقد وضعوا تاريخهم وراءهم وباتوا عن حق وجدارة شعب الله الفاقد القرار.
ربما يكون مفهوما ان يرى بعض الغرب بعين متحيزة وفئوية ما يجري في غزة وتدين واشنطن القتيل وتشجع الجلاد على الامعان في القتل.
لكن ان يحمل بعض العرب المسؤولية في ما يحصل للشعب الفلسطيني وحماس فهذا ما لم يسبقهم احد اليه.
الموقف المصري اعطى براءة ذمة للاسرائيلي ومنحه اجازة مرخصة عربيا لاستحلال وهدر دم حماس
اما بقية عرب الاعتدال فاختاروا التخلي والاعتزال وسماع شعوبهم يرددون مع الشاعر و بتصرف : يا امة خجلت من تخاذلها الامم.
جحيم غزة في يومه الثاني قتلى ودمار غارات ونار ومزيد من الوعيد الاسرائيلي بان العملية مستمرة حتى القضاء على حماس. اما الخلفية الحقيقية فقد كشفت جانبا منها صحيفة هآرتس التي قالت ان هدف الهجوم هم محو اثار هزيمة تموز واخفاقات تساهال ضد حزب الله.
وللمفارقة فأن الكلام الذي يعلنه الاسرائيليون ولا سيما ايهود اولمرت لجهة الاستمرار في الهجوم حتى انهاء حماس شبيه بالمواقف ذاتها التي اطلقت عشية وغداة حرب تموز لجهة القضاء على حزب الله ولا ضرورة للتذكير بالنتيجة.
ماذا في اليوم الثاني من عملية الرصاص المصبوب؟