View Single Post
Old 01-13-2009   #10
TAREKŪ
~ Golden Boy ~
 
TAREKŪ's Avatar
 
Last Online: 06-14-2013
Join Date: Oct 2007
Posts: 11,464
Thanks: 11,906
Thanked 5,073 Times in 3,294 Posts
Groans: 190
Groaned at 82 Times in 72 Posts
Default Re: R.I.P. Mansour El Rahbany

هو "الغريب الآخر"... كسّر قيود الغربة ولحق بشوقه.. وحده سافر ملكاً ليلتقي بالعاصي لا ذكرى على أدراج بعلبك ولا لحناً مشلوحاً في سر وطن وكون وإنسان، إنما عمر تشتت باكراً بعدما رسم الطريق اثنين والإبداع اثنين والاسم اثنين فكانت الدنيا أن سكبت الأخوين رحباني!
21 حزيران 1986 أبحر عاصي في يوم الموسيقى.. 13 كانون الثاني 2009 اعتلا منصور "بحّار الشتي" سفينته في هدوء العواصف ولكن... لعل هذا الرحيل عاصفة تصفع الوطن على خدّ عطائه الفني وتراثه الذي "سيبقى فيما هم يرحلون".

من اليد التي تؤلم الوطن مسك الموت منصور الرحباني، متمماً واجباته الإيمانية إلى الله والوطنية إلى لبنان والإنسانية رسالة سلام، وإليها إلى قلبه وحبه الذي لم يستسلم... تاب!!
"ما له بالغياب يد"، لكنّ كسر الغربة حق! أودع وصيته منذ خمسة عشر عاماً ونبّه على الوطن "انتبهوا عالوطن.. الوطن عم بطير"!
استحضر سقراط الذي مات عن قضيته هو الذي أراد أن يموت عن بيروت.. أعلن إيمانه واضحاً حين أقام المسيح في اليوم الثالث.. كفر بالطوائف وبملوكها حالماً بمواطنين همّهم لبنان ولبنان فقط.. استحضر التاريخ مرآة لواقع يحكمه الرعيان لا بل "عقلية المختار والناطور"، وودّع مسرحه بفينيق انبثق قبل أن يموت من نفخ فيه الحياة الجديدة!

أربعة وثمانون عاماً من موسيقى وكلمات ومسرح ينتقد صراع الطبقات ويعيب على العالم الفقر وغلاء المعيشة وينبذ الولاء الأعمى لحاكم ويحارب أنانية الكرسي وحب السلطة. هكذا عاش منصور الرحباني وأحيا مع عاصي ثم أكمل ولكن "يلعن أبو هالعمر مستكتر عليه يتشمس مليون سنة"..
ومع أن "الحلوين كذابين" إلا أن الحلو جذبه دوماً. فكان الجمال ظل الخط الرحباني الدرامي الغنائي التاريخي، ونقل صورة لبنان أحبه بمدنه "فأوصى ع خوخ من صنين وسهر ع سطوح بيوت بيروت وجال بزواريب الضيع" وع دراج بعلبك بقي يطل ع عاصي!!
منصور الرحباني مات لكنه كما تنبأ هو باق وهم راحلون: باقٍ في ذاكرة شعب وضمير وطن وقلب إنسان!!

رسالته أن "يشهد للضعفاء ويقيم الصلح مع الأوجاع"، وحلمه "مواطنون همهم لبنان لا الولاءات الطائفية والحزبية".
من أنطلياس انطلق منصور إلى رحب الدنيا داعياً إلى الحرية وما أبعد السياسيين عنها وعن الوطنية، فهم وكما رآهم منصور حتى بعد اتفاق الدوحة "جايين ع حكم الوطن بعقلية المختار والناطور"!
عاصي مهّد طريق الوصول إلى السر، وعلى تلك الطريق أبحر منصور بعدما بسط يداه من الجولان إلى سيناء لكنه بقي غريباً.. مات الغريب! و"أخت أختك يا دني"!
روّاد القضية الكبيرة سلام! معبّدو طرقات الكرامة وبنّاؤو الحق والخير والجمال "لن نقول وداعاً بل إلى اللقاء" علّ لبنان يلتقي بمبدعين جدد وإلى ذاك الحين نقول بصوت منصور: "قال البيت خذوني معكم، أعطيناه الدمع ورحنا"!!

tayyar.org
TAREKŪ is offline   Reply With Quote