في اليوم الثالث وسطياً، أي اليوم الثالث لميلاد كتلة الوسط الحريرية، بدأت تتراكم علاماتُ اليأس والعجز لدى أصحابها، حتى على المستوى الانتخابي والسياسي.
وتأكيداً على ذلك، لا بد من طرحِ الأسئلة الآتية:
أولاً، لماذا يكرِّر سعد الدين الحريري أمام أزلامه وموظفيه، أنه يراهن على كل صوتٍ مقترع، من داخل لبنان، وخصوصاً من خارجه؟
ثانياً، إذا كان يراهنُ فعلاً على المقيمين خارج لبنان، فلماذا استشرس هو وكل قريطمييه، لمنع إعطاءِ هؤلاء حقَّهم بالاقتراع عبر قانون الانتخاب؟
ثالثاً، ما علاقة السؤالين السابقين، بعمليات الضغط التي يمارسها الحريريون، مباشرةً، أو بواسطة عرابيهم الإقليميين والدوليين، لدى دول الانتشار اللبناني، من أجل حظر تلفزيونات المعارضة هناك، أو منعها من الوصول الى منازل اللبنانيين المنتشرين في هذه الدول؟
الجوابُ على الأسئلة الثلاثة بسيط. لقد يئس الحريريون من اللبنانيين المقيمين. كأنهم باتوا يدركون عجزَهم عن الكذب عليهم، مرةً أخرى، قد تكون المرةَ الألف، وما بعد بعد الألف. فقرروا التوجهَ الى أرضٍ جديدة، لا تعرفُ عهرَهم، ولم تختبرْ فجورَهم. فاختاروا اللبنانيين في الانتشار. لذلك بدأوا أولاً بمنعِ هؤلاء من اكتساب الحق القانوني بالاقتراع. ثم مارسوا كلَّ ضغوطهم لدى حكومات بعض الدول، لمنع وصول صوت المعارضة الى اللبنانيين المنتشرين. من أجل إبقائهم، كما يتوهَّمون، تحت مفعول غسيل الدماغ الذي يمارسونه، عبر مدرسة تزويرهم، المتجسِّدة في مدرسة عمشيت. بعدها، دفعوا انكِشاريةَ قريطم نحو دول الانتشار، محمَّلين بالأموال والجوازات وبطاقات السفر، وحتى بالمخاتير مع الحقائب، لمعاملات غِبِّ الطلب.
لكنهم لم ينتبهوا الى حقيقة واحدة، وهي أن اللبناني يعرفُهم أينما كان وأينما حلُّوا، وأنَّ حقيقتَهم باتت عالميةً دولية، وتكاد تحظى بإجماع أمم الأرض. فلنستمع الى شهادة لبناني من أوستراليا، حول حقيقتهم، وحقيقة كل لبناني.