وفي رُباعِيَّةِ الحوار، كان من المُفتَرَض أن يخيِّمَ أنسُ المُمالَحَة على الاربَعَةَ عشر .أراد الرئيس أن يتشاركوا الخبزَ والماء , غيرَ أنَّ أثنَين حريرِيَّين وَسَطِيَّين غابا عن مائِدَةِ الطعام. ربما خافا من أن ينكَشِفَ طعمُهُما الحقيقي ,أو خَشِيا أن يظهَرَ مذهبُهُما العريق في الإطعام .
أو خَجِلا من عَجْزِهِما المستَجِد عن نَصب الطُعم أو هَرَبا كي لا تُفتَضَح طبيعَتُهُما في دَسِّ غيرِ الطعام في الدَسَم .
غابا بداعي ارتباطَين مُسبَقَين ، ما يُذَكِّرُ بكلِّ ارتباطاتِهِما السابقة والمسبَقَة . لكنَّ الحوارَ يُتابِعُ المشوار. يَرسُمُ محطَّةً مقبلة في 2 آذار ولجنَةً من المندوبينَ لتقطيعِ الوقت وتَمييعِ القرار .
في النهاية، أيُّ عنوانٍ لرابِعَةِ الحوار؟ مسألتان أساسيتان , الاولى والاهم، رَبْطُ الاستراتيجيَّةِ الدفاعية بالعمَلِ على إنهاءِ قضيَّةِ اللاجئينَ الفلسطينيِّينَ في لبنان, وهو ما أنجَزَهُ العماد عون, والثانية استمرارُ الحريري الاصيل بالصمْتِ شفهياً وخطياً حيالَ سلاحِ المقاومة واكتفاؤهُ بأكثر من حريريّ وكيل من مسيحيِّيه للخَوْضِ في المسألة والتغطية عليه .
هكذا يحافِظُ سيِّدُ قريطم على لغَّتِهِ المزدوجة, فمن جهَّةٍ اولى يُسايِرُ حزبَ الله بأمرٍ من أولياءِ نعمَتِه السعوديين، ومن جهَّةٍ ثانية يَستَعمِلُ سلاحَ حزبِ الله للتحريض في الشارع بالدنانير وقميص عثمان تمهيداً للانتخابات.
انتخاباتُ كلِّ الاسلحة المحظورة والرخيصة والدنيئة جهَّزوا لها من عمشيت الى عين الرمانة تَذكيراً بـ... من المدفون الى كفرشيما.