View Single Post
Old 04-01-2009   #27
Josee
Registered Member
 
Josee's Avatar
 
Last Online: 12-28-2011
Join Date: Sep 2006
Posts: 2,664
Thanks: 377
Thanked 959 Times in 569 Posts
Groans: 1
Groaned at 4 Times in 2 Posts
Default ما مشكلة هذا العماد؟‏

مشكلة العماد عون مع البعض، أنه زعيم تاريخي عظيم عملاق، وهم تعوّدوا على الأقزام.
مشكلة العماد عون، أنه لا مجال لمقارنته ببقية الزعماء الضائعين في زواريب الطائفية والمذهبية وخفايا الميليشيات وأقبية السفارات وحنايا الدولارات ومصالحهم الآنية وتزلّفاتهم الإقليمية والدولية وهو الزعيم الوطني الذي لا مصلحة له إلا لبنان.
مشكلة العماد عون أنه لا تاريخ له في القضاء على الحجر والبشر وإحراق الأخضر واليابس والتطهير العرقي والذبح على الهوية، إلا ما حاولوا إلباسه إياه بقوة الإعلام المضلل عن قصف "منطقة الاونيسكو". والعيارات الكبيرة لمدافع السوريين والقوات اللبنانية جاءت في التاريخ لتثبت تورّطهم في القصف يومها.
مشكلة العماد عون أنه نظيف شفاف وهم ضبابيون. فلا سوليدير ولا سيلولير ولا سوكلين ولا مجالس ولا صناديق حلوبة. ولا فساد وإفساد ولا إفقار واستيلاء وتأميم للملكية الفردية، وديون وهدر يغرق البلد.
مشكلة العماد عون أنهم يضعونه في مصافّهم المنخفض، ويحدّونه بمقاسهم الصغير ومجالاتهم الضيقة، ويرون فيه ما يرون في أنفسهم الخانعة، ويضعون تفكيره على مستوى فهمهم القليل، ويُنطقونه بلسانهم "وكل إناء ينضح بما فيه".
مشكلة العماد في محدودية كل منهم.
مشكلة العماد أنه يكرهون فيه صغر نفوسهم وتقصيرهم.
مشكلة العماد أنه أساس لكل عقدهم.
مشكلة العماد عون أن ثقته بنفسه ووطنه وشعبه، جعلت منه العين التي تقاوم المخرز، والشعلة الوطنية التي حفظت في الخارج حتى عاد الوطن حرّا من وصاية هم شاركوا فيها وتمتعوا بخيراتها على حساب هذا الوطن.
مشكلة العماد عون أنه أنفذ منهم بصيرة ونظرة ثاقبة وشاملة إلى المستقبل وإنسانية ونضع في كل ذلك العناد والصلابة في مواقفه الوطنية ومقاومة الاحتلال والتفهم واتفاق التفاهم مع ثلث هذا البلد، ومحاولة الاتفاق مع جميع الأطراف ووقفة مشرفة وإنسانية مساندة للمقاومة في حرب تموز جعلت المقاومة تعطي كل جهدها لمحاربة إسرائيل. فساعد على إنقاذ البلد من العدو ومن إمكانية حرب أهلية. ونضع في تفوق ووسع نظرته المستقبلية زيارته المظفّرة إلى سوريا، وحنوّه وتشجيعه للمسيحيين المشرقيين على التجزّر بأرضهم كونهم جزء من أصالة تاريخنا. ولا يزال يطالب ويعمل لإستعادة هذا الوطن من براثن فسادهم وإفسادهم وبناء الدولة القادرة والعادلة بدل من سلطتهم.
لا نخاف عليه منهم جميعا. ونثق أنه سينجح في كل مهماته المستحيلة. نخاف على حركته أن تصبح طائفية بدل أن تكون وطنية علمانية. وأن يحولها البعض مع الوقت إلى نوع من التقوقع والتمايز التي لا يحدها قرية وجسر، بل نظرية فوقية لطائفة مع الكثير من التقية والباطنية.
"اللّهم احمني من أصدقائي وأعواني فأنا كفيل بأعدائي".


محمد أنيس النصولي
نشرة في صحيفة النهار بتاريخ 18-كانون الأول-2008
__________________
цари́ца
Josee is offline   Reply With Quote
The Following 4 Users Say Thank You to Josee For This Useful Post:
Jess (04-01-2009), Rampage!! (04-01-2009), Sheriff Ice (04-01-2009), SysTaMatIcS (04-01-2009)