ضاء السيّد "م. م." راديو سيارته الـ"Renault 12" صبيحة يوم الأربعاء محاولاً إلهاء نفسه من عجقة السير، كان السيّد م. متجّهاً الى عمله فسمع الإعلامية ريما نجيم تصرخ وتهددّ وتقول لأحد المتصلين: " أنت أيها الشاب المسيحي، تطلب مني تهدئة الخواطر والأحوال في حادثة عين الرمانة من أجل حصر تداعياته، ما جرى هناك أتى ضمن زمن التفاهمات العظيمة، أسمعت التفاهمات العظيمة...". كلامها المسموم المملوء بالقيظ والحقد وضع السيّد م. م. لشدّة أخذه بالموضوع أمام مسلك أوتستراد الدورة - الكرنتينا فيما كان متجهاً أصلاً صوب أوتستراد الجديدة – سن الفيل حيث مكان عمله.
أمّا السيّد سامي المعتاد على أخذ اللقطات الجميلة أمام شاشات التلفزة وكاميرات الفيديو منذ كان طالباً في الجامعة للفت الإنتباه، قال له الوالد الأمين هذه المرّة "خففّها شوي ولدي...".
من جهته تفوّه رئيس الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية نادي غصن صباحاً بعكس ما قاله رئيس حزبه سمير جعجع مساءً فقال: "يبدو أنّ حزب الله يظنّ أنّ عين الرمانة هي كريات شمونة..." أمّا كلام جعجع المسائي المستجدّ هو انّه يجب وضع الحادث في إطاره الصحيح، مشكل اليوم مشكل فردي لا سياسي.. "للأسف يوجد مجموعات خارجة عن القانون واحدة منهم كانت وراءه... إنّها "موضة" الدراجات النارية التي عليها شبان رعناء".
إنّها عينّات قليلة عن الـ"ON" التي تبدأ بتوظيف أيّ حادثٍ أمني أو خلل لأجل تسجيل بعض النقاط السياسية ضدّ التيار الوطني الحرّ داخل المناطق المسيحية، فالهمّ كلّ الهمّ أن "نحرتق" على العماد ميشال عون سارق المشروعية التاريخية من المسيحيين باتجاه التفاهم مع المحيط، يقول الإعلامي شارل جبور من على شاشة الـ"MTV" قبيل قداس شهداء القوات اللبنانية في 26 أيلول: "مشكلة القوات أنّ هناك شخصاً إسمه الجنرال ميشال عون بمشروعيته المسيحية التي نالها في حربه ضدّ سوريا إستطاع ان يسرق منّا المشروعية التاريخية واصبح لديه مشروعية لدى قسم كبير منهم فأخذهم باتجاه مشروع آخر... خطورة المسألة أننا لا نستطيع تشبيه الجنرال بالشهيد ايلي حبيقة، لأنّ الأخير لم يشكّل مشروعية تاريخية بالنسبة للمسيحيين... لا يمكننا ضرب العماد بشكلٍ كامل، حققنا ضربة لكن الموضوع يتطلّب مزيداً من الوقت... نريد 4 سنوات أخرى ونريد بعضاً من التراكم لكي نخرج العماد عون من الوجدان المسيحي...".
قلّ لي كيف تفكّر أقل لك من أنت! فـ"إيغال عمير" قاتل رئيس حكومة اسرائيل اسحق ربين إعتبر أنّ العملية منفذّة من الله نفسه وهو كان وسيلتها العملانية... كما قاتل المهاتما غاندي ... فالأعمال المشينة تسهل عندما يضفي اصحابها القدسية على الأفعال خصوصاً مع إحتكار الله والأرض والتاريخ لصالح فئة أو جماعة؟ فجعجع المستاء من تصرّف مناصريه - الشتامون - للتيار والجنرال بُعيد القداس لا يجب أن يتعجّب من تصرفات محبيّه طالما أنّه يدعّي ملكية وحصرية التاريخ والجغرافيا والمشروعية المسيحية؟ فمار يوحنا مارون إنتخب الى جانبه ليدحر قوات التيار الوطني الحرّ في البترون!
ولأنّ للكلٌ طريقته في الدفاع عن الله وشعبه "المختار" وأرضه المقدسّة، يشعر مثلاً بعض السلفيين السنة أنّهم مستهدفون بدء من أفغانستان مروراً بالعراق وصولاً الى فلسطين، وهو الشعور ذاته الذي يشعر به المسيحيون مع تراجع ديمغرافيتهم وتضاؤل دورهم تماماً كما يشعر بها الشيعة في العالم العربي السنّي... أحد الدروز يقول "النظام الإنكشاري نكّل بنا، أتريدوننا مرّة جديدة أن ننتحر، فلينتحر النائب سامي والإستاذ جعجع، نحن كدروز وأقلية لا نريد الإنتحار".
بعض القواتيين يتصرفون على شاكلة "النكاية" بحزب الله والجنرال عون، يقولون: "نريد جرّ سلاح الحزب الى الداخل لنرتاح من سلاحه... كما اننا لا نريد تقوية صلاحية رئيس الجمهورية خصوصاً وأن المطلب آتٍ من خلال العماد عون... ضربنا الجيش في 13 ت1 1990 ومشينا مع الجيش السوري وقصفنا بعبدا لأنّ عقدتنا الحقيقية هي من "العونية"...
بعض الشبان المسيحيين تسائلوا أمس:
- يحقّ لجبران خليل جبران أن يُدْعي "المصطفى" لكن هل يحّق لإبن بلدته جعجع أن يَدّعي تمثيل التاريخ والجغرافيا والمسيحية ومار يوحنا مارون؟
- يحقّ للإعلامية ريما نجيم ان تعبّر عن مكنونات غيظها في البيت وأن تشتم التيار في المنزل لكن هل يحقّ لها بثّ السموم الطائفية مباشرة على الهواء الإذاعي؟
هناك نوعان من الأحلام، الإيجابية والسلبية. وهناك قسمان من الأحلام الحقيقية والخيالية... الخوارج الذين قتلوا الإمام علي كانوا يبغون قتل معاوية بن ابي سفيان وعمرو بن العاص أيضاً الاّ انّهم فشلوا... فهل سامي الجميل وسمير جعجع يدركان أنّ الخلاف السنيّ – الشيعيّ لن يجلب المنّ والسلوى للمسيحيين؟
في جلسة محببّة للفيف من الكهنة المؤمنين مازح أحد الكهنة زميله ذو الإتجاه السياسي المعاكس بالقول: "بعد كلام جعجع في قداس شهداء القوات في 26 أيلول بانتصار ماريوحنا مارون في البترون واندحار جميع مناوئيه دفعة واحدة، لا يسعني الاّ تهنئة الموارنة بهذا الكلام الجميل، لأنّه اعطى لغريمه السياسي العماد عون حقّ القول أنّ سيدة حريصا ويسوع الملك فازا في كسروان ضدّه وضدّ رئيس الجمهورية وتوابعهما...".
النائب القواتي انطوان زهرا هددّ التيار الوطني الحرّ في حالّ أصرّ على طلبه بتوزير جبران باسيل بالقول: "نحن ضدّ توزير الراسبين لكنّ وكما إعتاد أولاد الصف الثالث إبتدائي، سأطلب من المعلّم توزير راسبينا في حال هم وزّروا راسبيهم... وزهرا يؤكد في مؤتمره أنّه ليس متجهمّاً..."
عائلة سمير زينون تسأل في سرّها يا ترى هل صلّى سمير جعجع الأبانا والسلام على راحة نفس سمير زينون!
على اتوستراد سن الفيل – الصالومي الرئيسي لم تعلّق أعلام القوات اللبنانية على الإطلاق، فقط علقّت ضمن شارعها الداخلي، حيث المركز الرئيسي لحزب التيار الوطني الحرّ...
السيّد "م. م. أو معتّر مضروب" سلك مسلكاً آخر صباح أمس الاّ أنّه سرعان ما عاد الى مسلكه الطبيعي المسيحيون في لبنان لا يخشون الشيعة ولا السنّة لأنّهم اساس هذا الشرق... يخشون فقط الشرير سواء كان شيعياً أم سنيّّاً أو مسيحياً..
بول باسيل
__________________
الله أكبر خميني رهبر
|