صديقي مارون
12 تشرين الأول
2009
غسان سعود
لا شيء أجمل من أن يأخذ النقاش الديمقراطي مداه، وأراك اليوم عبر مقالك على موقع حزبك الإلكتروني تنضم إليَّ يا صديقي مارون في التعبير إعلامياً عما تريد قوله بعد أن سدت بوجهينا أبواب صالات النقاش الحزبي فاتفقنا أنا والعماد ميشال عون على مغادرتي الحزب.
أولاً، اقدر حرصك على وظيفتي وأطمئنك أن أمامي عملا كثيرا ولن تصرفني أي مؤسسة إعلامية، والأكيد هنا أن صحيفة الأخبار لم توظفني بهدف "تدمير التيار". وأنصحك يا صديقي أن تقرأ أكثر فتكتشف أنني خلال 3 سنوات كتبت أكثر من 900 مقال، انتقدت في 7 منهم فقط بعض الثغر في تنظيم التيار الوطني الحر.
ثانياً، أنت سألت لماذا لا أكتب عمن سميتهم "أحزابا عريقة"، ويبدو أنك يا مارون لم تر مقالين كتبتهما عن الحزب القومي لم يسبقني إليهما أحد في وضع اليد على عدّة جروح تنظيمية في هذا الحزب، أما شباب القوات والكتائب والتقدمي فكلهم شهود على دخولي إلى خفايا أحزابهم وتسليطي الضوء على لا ديمقراطيتهم. وإنني آسف حقاً يا صديقي لاعتقادك أن تقييم قدرات جبران باسيل وكفاءاته أمر لا يعني الصحافيين، وأترك للرأي العام أن يحاسبك على هذه النقطة.
ثالثاً، تضعني يا صديقي ضمن خانة "مجموعة حاقدة"، وعتبي هنا كبير. لا يا مارون أنا لا أحقد على تيار أحبه، أحبه، أحبه. وقلبي يعتصر كلما رأيته يتراجع ويترنح تنظيمياً ويهجره شبابه لينزووا في منازلهم. وأنت يا مارون شاهد، أغمض عينيك دقيقتين وتذكر، تذكر الأصدقاء، المندوبين والناشطين والشبان الذين لا يريدون اية مناصب؛ فكر أين صاروا اليوم، فكر لماذا لم يأتوا أمس إلى كنيسة القيامة ليصلوا على نية شهداء 13 تشرين، فكر يا مارون قليلاً قبل أن تنعتني بالحاقد على التيار.
رابعاً، تستغرب يا مارون تحولي من نابش أسرار خصومك السياسيين إلى عضو في هذه "الزمرة الإعلامية" التي يشكل وضع التيار الداخلي بالنسبة اليها هاجساً وحيداً وأوحد. ألا تقرأ يا مارون؟ ألا يخبرك مسؤول ملف المهجرين في التيار سيزار أبي خليل أنني أتصل به يومياً لأسأله ما جديده الصالح للنشر؟ ألا يخبرك نواب التيار أنني ألقاهم يومياً ولا نترك قضية دون متابعة؟ ألم تقرأ ملاحقاتي لتيار المستقبل في الوزارات؟ لا تقرأ ثم تأتي لتحاسبني، لا يا مارون ليس هكذا تكون المصارحة. وهنا، أرجوك يا مارون، في المرة المقبلة لا تسمني زميلاً، نحن لسنا زملاء مهنة واحدة؛ ثمة فارق كبير: أنت صحافي حزبي تولي أولوية لمصلحة قائد حزبك على كل القضايا الأخرى، أنا صحافي مهني طردت من التيار لأنني "أعطي الأولوية لعملي المهني على حساب عملي الحزبي".
خامساً، لم اسعَ يوماً الى تولي أي منصب طالبي في صفوف التيار، وأتحداك المجيء بناشط واحد في كلية العلوم الاجتماعية - الفرع الثاني يشهد بغير ذلك، لا بل إن رئيسة هيئة الكلية ليال فتوح تشهد انني دعمتها دائماً دون أن أسأل عن مقابل. وتتحدث أيضاً يا مارون عن "طموحي الدائم للوصول الى لقب منسق هيئة بلدتي منيارة العكارية في التيار" ولووو يا مارون! يبدو أنك لا تعلم أنني كنت منسقاً لأربع سنوات (2003 - 2007) وأنني بادرت، ومنسق التيار في عكار جيمي جبور شاهد، إلى الاستقالة بمباردة شخصية، واجتمعت البلدة لتنتخب منسقاً هو أحب إلى قلبي من أخوتي.
سادساً، أترك للقارئ أن يحكم على قولك إن "عملية الفصل طبيعية نتيجة تحذيرات متكررة من القيادة بعدم كتابة الأمور الحزبية الداخلية في الصحف".
سابعاً، يا عزيزي يا مارون أنت تقول إن داخل التيار الآلاف من وجهات النظر المختلفة التي تتضارب أحياناً، ثم تطلب من الصحافيين أن يتركوه وشأنه. لا يا مارون، هذا ليس طلبا مهنيا.
لن أطيل أكثر، فالنص يغدو مملاً حين تنعتني بالناطق الاعلامي لأصدقاء واهمين، إذ يبدو واضحاً يا مارون أنك لم تقرأ في مقالي الأخير عن التيار وانتقاداتي العنيفة لهؤلاء الأصدقاء المفترضين.
وأخيراً، قل للرفاق الذين نقلت لي إسقاطهم عني صفة النضال، وخصوصاً لمن يسميني "حرتقجي"، أن أمامهم درب نضال طويل لإنشاء حزب ديمقراطي، حزب يتسع لكل الشباب، حزب ينتخب مسؤولوه من صغيره حتى قائدهم، حزب يحترم حق الصحافة في نشر المعلومات.
تبقى غصة كبيرة يا مارون، أن تضعني مع أشخاص آخرين في خانة واحدة، وأرجوك لا تنفعل كالعادة، يكفينا توترات، تعال لنعمل سوياً، لا يفترض أن يضيع الجهد بهكذا مهاترات.