Thread: GMA in Bkerky
View Single Post
Old 12-02-2009   #5
Jess
Community Moderator
 
Jess's Avatar
 
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
Default

حين قرعت أجراس لبنان الكبير... فرحاً

بعبارة واحدةٍ واضحةٍ وضوحَ شمس هذا النهار... إنه سابقة تاريخية.

فأن يَعقُدَ مجلس المطارنة الموارنة اجتماعه الشهري، برئاسة رأس كنيسة أنطاكيا وسائر المشرق المارونية البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في حضور القائد المسيحي الماروني الأول رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، وتكونَ ثالثَهما رؤيةُ البطريرك الياس الحويك إلى لبنانَ الكبيرِ الكبيرْ دورًا وموقعًا ورسالةً... في الذكرى المئوية لِرسالته الراعوية الشهيرة.
أن يحدث ذلك، في هذا الأربعاء الواقع فيه الثاني من كانون الأول من السنة الميلادية 2009، ليس مجردَ حدثٍ كبير في تاريخ لبنان والبطريركية، إنما أيضًا والأهمُّ الأهمْ مفصلٌ أساس قد يطوي المرحلة الإنتقالية التي يحياها هذا الوطن الصغير الحجم العالمي الرسالة والرسولية، وينقله من مرحلة ما بعد التحرير، التي طالت أربع سنوات، إلى عصر التحرر، ومرحلة من البناء والأمان والطُمأنينة والإزدهار، أسست لها ثقافة التفاهم والحوار واحترام حق الإختلاف، وتعززها حضارةُ المحبة والإنفتاح على الداخل والمحيط، وتَحكمُها سياسةُ طي صفحات الماضي الأليم، لا لتُنسى ولكن كي تكون عبرةً لقابل الأيام والأجيال... والهدف الوحيد الأوحد من هذا المسار تحصينُ لبنانَ الكبير بالوحدة الوطنية والعيش الواحد والشراكة الحقيقية في الحكم واستعادة حقِّ كل مكوِّن من مكوناتِه في السلطة والقرار... ما دام اللبنانيون أمة واحدة.

قال العماد عون يومًا: لا يرى كُروية الأرض إلا من يحلق فوقها عاليًا. وإذا به في اجتماع اليوم يجسد جوهر هذه الحكمة، بغوصه مع أحبار الكنيسة المارونية في عمق القضايا الوجودية والكيانية والسياسية والإجتماعية التي تشغل بال اللبنانيين، لتوضيح الرؤية وإزالة الإلتباسات ووضع الأمور في نصابها، بعد عرض كل المعطيات المتوافرة في شأنها... فكان الإرتياح المتبادل الذي عبر عنه العماد عون شخصيًّا، وبيان مجلس المطارنة... وستكون مرحلة معبدة بالإيجابيات لمصلحة اللبنانيين عمومًا، والمسيحيين خصوصًا.

وقد تكون هذه المحطة التاريخية، التي مُهِّدَ لها باجتماعات ولقاءات واتصالات استمرت نحو شهرين، قد تكون ذخيرة للحكومة التي تقر اليوم بيانها الوزاري في جلسة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا، يترأسها الرئيس ميشال سليمان ويحضرها رئيسها سعد الدين الحريري والوزراء، لتنالَ على أساسه الثقة، فتنطلق في عملها لمواجهة التحديات والصعاب، متضامنة على رؤية موحدة، ومتسلحة بثقة ممثلي الشعب الحقيقيين، وقوية منيعة لرد كل الأهوال والأخطار، ومستنيرة برؤية من يكتبون بشجاعة غدَ الوطن الذي سَبَقَ نَموذَجُه عصرَه، ربما، أي لبنان الكبير الواحد الموحد، غير المنتقَص منه شبر، وبشعبه جميعًا غيرِ منتقص منه مواطن.

وإذا كانت المكاتيب تُقرأ من عناوينها، فعنوانُ لقاء بكركي التاريخي بين مجلس المطارنة الموارنة والعماد عون، لخصت ثمارَه قبل أن تينع، سَمفونية الأجراس التي قرعت احتفالاً وسرورًا وغبطة، ووصلت إلى كل أذُنْ... ومن له سامِعتانِ، فليسمع.


sawt al mada

__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe.


Jess is offline   Reply With Quote