هذا الأحد انتخاباتُ الجنوب. والانتخابات... هي انتخابات. وهي الأساسُ الأول للديمقراطية. التي من دونها لا سيادة، ولا إصلاح، ولا إنماء ولا خير...
ولذلك، فالانتخابات... ليست تزكية. والانتخابات... ليست معركة. الانتخابات هي وعيٌ، والتزامٌ، وخيارٌ وإرادة. وهي في ذلك، تبلغُ ذروةَ الرقيِ والحضارة والحداثة والمعاصَرَة و توازي كلَّ القيمِ الإنسانية...
وأبناءُ الجنوب أهل لكل ذلك، مؤهَّلون له. ومستحِقون له. ولذلك، فلديهم غداً انتخابات. لا تزكيات. ولا معارك ولا حروب. وأهلُ الجنوب يدركون أنَّ مقاومتَهم كانت الحركة الوحيدة التي هزمت اسرائيل في المنطقة، لأنها كانت، وستظلُّ ترتكزُ على مجتمعٍ أهلي، ونخبٍ مدنية، وحكمٍ محلي، ومؤسساتٍ مجتمعية. ولأنها منبثقة من ديمقراطية ما، ٍولو كانت خاصة. وإن كانت تعاني الشوائبَ والتشوهات. بينما في الدولِ المواجِهة لاسرائيلَ كافة، سقطت حركاتُ المقاومة، لأن أنظمتَها ألغت الديمقراطية، تحت شعار: لا صوتَ يعلو فوق صوت المعركة. فانتهَوْا الى إسقاطِ الإنماءِ وحقوقِ الإنسان، والديمقراطية والمقاومة معاً...
غداً في الجنوب انتخاباتٌ إذن. من أجلِ الديمقراطية. ومن أجلِ حفظ مقوماتِ المواجهة لأيِ عدو. ومن أجل تثميرِ قدراتِ ناسِنا في التطويرِ والتنميةِ والتحديثِ والعصْرنة...
غداً، من صيدا الى جزين، ومن مغدوشه الى مرجعيون، هناك انتخابات. أي هناك انتصارٌ جديد. مساوٍ للانتصاراتِ ضد الاحتلال. انتصارٌ للديمقراطية، وللبنان...
هل ثمة من يحاولُ نشرَ أجواءَ معاكسة لذلك؟ هل هناك من يحاولُ تشويهَ هذه المناخات؟