الشرق الاوسط الجديد قد يأتي في لحظة غضب عارم من غير مصدره المتوقع.
قد ينبع من اسطول غير حربي، قرر جنوده غير العسكريين كسر حصار دولة غاصبة منذ اكثر من ستين عاماً. سبعمئة من مختلف الجنسيات حملوا الضمادات في وجه الرشاشات، المواد الغذائية في وجه المدافع، الادوية في وجه الرصاص، الحرية في وجه الحصار.
وقد ينبع من هؤلاء السبعمئة الذين قد يمكن اعتبارهم اسرى، يستأهل تحريرهم تنفيذ البعد الجديد لقوة حزب الله العسكرية التي اعلن عنها الأمين العام لحزب الله اخيراً.
لكن هذه المرة، يبدو ان العالم لم يكتف بالإدانات والتصريحات الرنانة. اجتماع استثنائي لمجلس الامن الدولي وآخر لجامعة الدول العربية واجتماع طارىء لحلف شمال الاطلسي . اما تركيا التي ارتفع علمها على ثلاث بواخر من الاسطول، فذهبت الى ابعد من الادانة قائلة انها لن تقف مكتوفة الايدي حيال ما حصل، داعية حلف شمال الاطلسي الى اجتماع طارئ والى اعتبار الهجوم ارهاب دولة، ما ينذر بخلط اوراق اقليمية عدة قد يستند الى الموقف التركي الاخير المناهض لاستعمال اجوائها في حال اي هجوم اسرائيلي على ايران على خلفية ملفها النووي.
وفيما تجنّد الجميع ، ولو كلامياً احياناً، لمواجهة الجريمة التي حوّلت الانظار اللبنانية عن الداخل، اتت زيارة رئيس الحكومة سعد الدين الحريري الى دمشق لتشعل مخيلات عدة، في توقيتها الثاني بعد زيارة واشنطن التي كانت سبقتها زيارة اولى. هذا فيما تستعد الحكومة لمواصلة خوض غمار موازنة 2010 العتيدة.
في هذه الاثناء، بدأت حسابات الفوز والخسارة التي انتجتها انتخابات الامس. اقليّة تحولت اكثرية، وجردة ارقام لبلديات فازت بها المعارضة.
والبداية من هنا. من نتائج محافظتين شكلت صدمة لكثيرين. ومن تعليق العماد ميشال عون على نقيضين، كما الحياة تماماً. على مجزرة اسطول الحرية وعلى نتائج الانتخابات البلدية