شهيرةٌ مقولةُ الرحابنة، أنه حين يقعُ الظلم، تضيقُ الأرض...أما حين يكونُ الظلمُ اسرائيلياً، فتضيقُ الأرضُ والبحرُ والسماءُ معاً...هكذا هو ظلمُ اسرائيلَ في البحر قبالةَ غزة... وهكذا هو على الأرضِ عند ضفة الوزاني اللبناني، وهكذا هو في أجواءِ لبنان، وفي كل جوٍ وفضاءٍ يتنفسُ الحرية...
لكن، كما يكمنُ خلفَ كل ظلمٍ ظالمٌ، كذلك يقفُ مع كل مظلومٍ ناصر...لا بل أنصارٌ وناصرون، وحتماً...نصر...
وإذا كان اغتيالُ الرئيسِ المصري السابق، أنور السادات، قد جعلَ بعضَ العواصم يرفعُ لافتات: لكل خائنٍ إسلامبولي، فإنَّ اغتيالَ بحرِ غزة، واختراعَ بحرِ المآسي، واجتراحَ بحرِ المظالم على أيدي اسرائيلَ اليوم، ترافقَ مع شعارٍ آخر: لكل ظالمٍ ومظلومٍ... اسطمبول...فبالإذنِ من العرب، ومن أمتِهم وأممِهم، ومن لغتهم وخطاباتهم...جاء الردُ على الظالم، والنصرةُ للمظلوم، من أرضِ اسطمبول. وكان الناصرَ إردوغان...
واسطمبول لمن يذكر، هي نفسُها القسطنطينية. هي المدينة التي جاءتها خشبةُ صليب يسوع، من أورشليم. فأضاءت جبالَها والهضاب. وهي المدينة نفسُها التي يعودُ منها الصليب اليوم الى أرض فلسطين، ليضيءَ ليلَ ظلمِها، مع صوتِ خليفةِ الخليفة، وعلى صدرِ أسقفٍ مقاوم...الصوتُ هو صوتُ إردوغان الآتي من الآذانِ الوارثِ لأتاتورك. أما الصليبُ فهو صليبُ إيلاريون كبوجي، الحاملِ أكثرَ من صليبٍ لفلسطين، منذ عقودٍ طويلة...فقبلَ بحرِ غزة، وقبلَ كلامِ اسطمبول... بدايةً، من هو هذا الأسقفُ المقاوم، لمن يودُّ أن يعرفَ، كيف يكونُ الإنسانُ، أسقفاً... ومقاوماً؟