Thread: GMA\SG Meeting?
View Single Post
Old 09-28-2010   #6
CEDRO
Registered Member
 
CEDRO's Avatar
 
Last Online: 03-02-2014
Join Date: Sep 2006
Posts: 137
Thanks: 101
Thanked 77 Times in 56 Posts
Groans: 13
Groaned at 3 Times in 3 Posts
Default








نتحدّى جعجع


جان عزيز
كان يفترض بهذا الكلام أن يكون متروكاً لعقود آتية، لنبش مذكرات مهملة متروكة بعد عمر أو قدر، أو لبوح تجربة معاناة وأسى، بعد تأكّد يأس، أو تجدّد بأس... غير أن وطأة الزور والفجور، جعلت من هذا الكلام ضرورة آنيّة.
قال سمير جعجع السبت الماضي لمناصري التيار الوطني الحر، ما حرفيته: «لقد جمعتنا أيها الإخوة خمس عشرة سنة من النضال المشترك، حيث اضطُهِدنا سويّاً ولوحِقنا سويّاً وقُمعنا وسُجِنّا سويّاً»... وهو مَن قال قبل نحو خمسة أعوام إن «خيطَ قطنٍ لم يُقطع في القوات أثناء سجنه إلا بأمر منه»...
هكذا، وبثني الكلامين، تصير مناقشة جعجع في أقواله مفهومة وواجبة. فالأعوام الخمسة عشر التي لمّح إليها لا يمكن أن تكون إلا بين 1990 و2005. قبلها لا «تيار»، وبعدها لا نضال مشتركاً مفترضاً أو مزعوماً. غير أن التدقيق في التاريخ الأول يظهر أن «التيار» ولد وتكوَّن وتأسّس من تحالف جعجع مع الجيش السوري ضد ميشال عون، حتى التوافق معه لاحتلال ما بقي من لبنان في 13 تشرين الأول. وفي تلك الحقبة، كان بالقرب من جعجع مَن رفض تلك الحرب، ومَن حذّر ونبّه إلى مخاطرها، ومَن اختلى وكتب تقارير كاملة ـــــ لا تزال لدى أصحابها ولدى جعجع ربما ـــــ تنذره من الحرب ضد عون، وتؤكد له أن مآلها سيكون تدميراً ذاتياً لتوازن الداخل، ولسيادة الخارج، ومن ثم إنهاءً لسمير جعجع نفسه. يومها، كان رد فعل «الحكيم» غير صالح للقول ولا للتبليغ. حتى إن حامل الرسالة هرب، واكتفى بالقول للمعنيين: اهربوا، ها هو شاهد حيّ في الساحة السبت...
بعدها، جاء غازي كنعان إلى غدراس، وبعده جميل السيّد، وكان البحث مقتصراً على «حصر إرث» المسيحيين في الخانة الجعجعية من سلطة الطائف. لا سيادة ولا استقلال، ولا مَن يذكرون. هكذا كانت الحال في حكومتَي عمر كرامي ورشيد الصلح، وهكذا كان القبول بتعيين النواب سنة 1991... حتى وقع الخلاف على الحصّة النيابية سنة 1992، لا غير. وكل المعنيين شهود على هذا الكلام، فضلاً عن شهادة محسن دلول الدامغة، في بيع دستور الطائف من جعجع لحافظ الأسد شخصياً...
حصل الطلاق سنة 1992، فيما تطورات إقليمية ودولية تتسارع. جاء الحريري رئيساً للحكومة، فحاول جعجع الالتحاق والاستلحاق بعد إخراج جورج أفرام، لكن الوقت كان قد تأخّر، وكانت جدليّة «إمّا النظارة وإمّا الوزارة» قد حُسمت لمصلحة الأولى.
بعد دخول جعجع السجن، اختار الانصياع كليّاً للنظام السوري، مع هامش معارضة ضيق لبعض تركيبته المحلية. وهذا ما جعله ـــــ بعد سجنه ـــــ يفاوض حكمت الشهابي عبر رشيد الخازن، ويفاوض غازي كنعان عبر دزينة من الوسطاء، ويفاوض الهراوي وبري والمر وكل الأبواب السورية الممكنة... عبر خيط القطن نفسه.
في المقابل، كانت ثمّة حركة في قاعدته ترفض هذا الخيار وتعلن معارضتها الشاملة للسلطة السورية ـــــ اللبنانية القائمة، وهي الحركة التي تمثّلت بهيئة التحرك والمتابعة، ومن ثم مجموعة إيليج، فضلاً عن مجموعات أخرى ذهبت أبعد في ثورتها.
عندها، بدأ الصدام بين جعجع ورفاقه، عند كل محطة واستحقاق. «القواتيون» الرافضون ذهبوا إلى التنسيق مع القوى المعارضة الأخرى، تحت شعار السيادة، وجعجع مصرّ، عبر خيط قطنه، على مشروع واحد وحيد «براءة براءة...».
هكذا في نيابية 1996 رفض جعجع الانضمام إلى مؤتمر المعارضة، فذهب توفيق هندي وحيداً. وسنة 2000 رفض جعجع المقاطعة، وطلب الاقتراع للوائح الحريري ـــــ غازي كنعان، المدعومة من جميل السيّد يومها، وخير للمعنيين ألّا ينفوا أو يكذّبوا، كي لا يكشف اسم الشاهد من أهل البيت...
وفي بلدية 1998، تحالف جعجع مع النظام السوري ـــــ اللبناني في بيروت، ضد المعارضة، وكرّر تحالفه في بلديات 2004... لتظلّ فرعيّتا المتن الشمالي في حزيران 2002 وبعبدا في أيلول 2003، نموذجاً فاقعاً عن التحاق جعجع بالتركيبة السورية، ضد الخيار السيادي... فضلاً عن كل استحقاق نقابي وموقف إعلامي...
نعم، لقد جمعت المعتقلات شباب القوات والتيار، لكن ضد توجيهات جعجع، وخلافاً لإرادته، وإيلي كيروز خير شاهد، والكلام المباح أكثر بكثير وأخطر من الخطير...
وإلّا فأيّ مفارقة أن يكون كل الذين واجهوا السلطة السابقة على خصام مع جعجع اليوم؟ وأيّ مفارقة أن يرفع التحدّي في وجه جعجع اليوم؟ هل لك أن تظهر لنا سطراً إعلامياً واحداً، لأي من وزرائك الحاليين أو السابقين، أو نوابك، أو مسؤولي هيئتك التنفيذية، يتضمّن انتقاداً واحداً لسوريا، منذ 21 نيسان 1994، حتى 14 آذار 2005؟ إنه تحدّي الذي لا تنفع معه أشداق النبّاحين والشتامين... أما انتخابات ذلك العام، فقصّة أخرى، تستحقّ رواية منفصلة... فللبحث صلة.
CEDRO is offline   Reply With Quote