الحكومة مرجأة الى ما بعد الرابع عشر من آذار
24-2-2011
شهران ونيف على ثورة الياسمين التونسية، ولا تزال الانظار موجهة الى الدول العربية فيما يخفت الاهتمام المحلي تدريجاً في ظل عقم التوصل الى اي نتيجة ملموسة حيال التشكيلة الحكومية العتيدة.
وإذ تبدو الحكومة مرجأة الى ما بعد الرابع عشر من آذار في ظل عدم استعجال اي فريق "سلق" اعلان ولادتها كيفما كان، يبدو ان العقد مرمية كلَها على جهة واحدة فيما التركيبة العددية لم تُحسم بعد، كما عقدة التمثيل السني ، ناهيك عن عدم حسم الاكثرية السابقة امرها من المشاركة، مع اشارة المعلومات الواردة الى ان عودة العاهل السعودي الى الرياض قد تعجّل في قرارها لناحية المشاركة، فيظل تأكيد الرئيس المكلف السابق ان حكومة ذات لون واحد لا يمكنها ان تعيش في لبنان.
اضف الى ذلك، بدء التسويق الاعلامي لاحتمال وقوع مأزق دستوري قد ينجم عن عرض تشكيلة حكومية على رئيس الجمهورية لا يوافق عليها هذا الاخير.
هذا في الداخل، اما اقليمياً فتختصر تطورات ليبيا وحدها مأساة الدول الخاضعة لدكتاتوريات عسكرية وغير عسكرية. وجنون العظمة الذي يمتاز به قائدها لا يبدو انه سيقف عند اي حدود منذ اثنين واربعين عاماً، اكان في افعاله ام شخصيته. فالقتلى تُحصى بالآلاف في ارجاء ليبيا فيما المعلومات ترد عن انقلاب عدد من قادة اركانه على اوامره بقصف المدنيين. اما هو فيؤكد ان لا سفكاً للدماء حصل ولا مجازر.
ورد فعل الدومينو الذي تنبأ به المحللون السياسيون في الخليج يبدو انه وقف الآن عند ليبيا بعدما سعى قادة كل من البحرين والسعودية والكويت وغيرهم الى محاولة تقويض المطالب الشعبية عبر تلبية البعض منها . فالبحرين اطلقت سجناء شيعة لديها، والكويت رفعت الرواتب ، اما السعودية فمنحت ثلاثة وستين مليار دولار كتقديمات اقتصادية في الاسكان والاجور والوظائف، وهومبلغ يبدو زهيداً نسبة الى فائضها المالي الذي يقدر بـ 450 مليار دولار