View Single Post
Old 03-09-2011   #2
Rabi3
Community Moderator
 
Rabi3's Avatar
 
Last Online: 06-26-2014
Join Date: Apr 2008
Posts: 5,388
Thanks: 1,475
Thanked 4,960 Times in 2,942 Posts
Groans: 0
Groaned at 6 Times in 6 Posts
Default

هل تستحق تظاهرة 14 آذار كل هذه المغامرة بأمن البلد؟

إعلام «المستقبل» يستخدم أسلحة «نارية» لنبذ السلاح


يطالعنا مؤخراً فيلم ترويجي قصير عبر شاشة «المستقبل»، من ضمن الحملة التي يشنها «تيار المستقبل» على فريق 8 آذار. وهي الحملة التي لا تبقي ولا تذر في سبيل توفير أوسع مشاركة شعبية ممكنة، في تظاهرة 14 آذار المرتقبة

يتضمن الفيلم، وهو أشبه «بكليب» مشهداً بالغ القسوة في يوم السابع من أيار. عائلة تضم امرأة وزوجها (في الخط الخلفي)، وطفلها ووالدها، وهم يستظلون في سور حديقة من وابل الرصاص، الذي يصاب الطفل لدى سماعه بهلع كبير وبكاء مفجع. فيما تبدأ الأم بالندب خوفاً على طفلها

صورة مؤثرة، ربما تدمي القلب. يستخدمها إعلام «المستقبل» للمتاجرة بالطفل وعائلته، في سبيل إذكاء نار حملته. يتبعها في الفيلم صور حول الظهور المسلح في الشارع، ثم صور لعناصر من «حزب الله» خلال عروضات عسكرية، في ظل عبارة: «مظاهر شبح 7 أيار إنها ساعات الفجر الأولى». ويذيل «الكليب بعبارة: «الاستقواء بالسلاح ما بيدوم»

وهل الاستقواء بالإعلام يدوم؟ سؤال يخطر ببال المشاهد، الذي سرعان ما يشعر وهو يشاهد الترويج بأن الحرب على الابواب! وبأن سلاحاً آخر يستخدم ضد فريق آخر في البلد، (بغض النظر عن هويته)، وهو سلاح الإعلام الخطير، في حرب شعواء، أحد أبرز نتائجها المحتملة ربما، هو إشعال حرب ميدانية. وبهذا يقع إعلام «المستقبل» بصلب ما ينتقده، وما يمارس الترهيب به ومن خلاله

نقول «الاستقواء بالإعلام» في حال كانت المادة المستخدمة في الرسالة الإعلامية، بمثابة وقائع. فكيف إذا كانت غير واقعية، أو تستخدم على غير محملها؟

يؤكد محمد ديب لـ«السفير»، وهو أحد الأشخاص الموجودين في «الكليب»، الى جانب زوجته عبير حريري ووالدها علي وطفلها علي ديب، أنه تم استثمار «الكليب» بطريقة خاطئة ومسيسة. معلناً أنه اليوم (أمس) بصدد رفع دعوى قضائية بحق تلفزيون «المستقبل»

ويروي ديب الذي يسكن في منطقة بشارة الخوري، أن حماه علي الحريري حضر لإخراجه وعائلته من المنزل، وكانوا يحتمون بالسور درءاً للرصاص، من دون معرفة هوية مطلقيه، في يوم اختلط فيه الحابل بالنابل

ويلفت الى أن عدسة قناة «العربية» هي التي كانت تصوره وعائلته، ليعرض ذلك لاحقاً عبر شاشة «المستقبل». ويشير الى أن كل من يصادفه يسأله عن «الكليب» ودوافعه، بمن في ذلك أقرباؤه في الخارج، الذين يتصلون مستفسرين، ما يسبب له إحراجاً

ويقول: «حتى لو كان استخدام مشهد العائلة في الوجهة الصحيحة، فمن حقنا أن تستأذنا القناة قبل عرضنا عبر شاشتها، كما أننا نرفض أن نشكل جزءاً من حملة سياسية»

هذا الموقف عكسه بقية أفراد العائلة ممن ظهروا في «الكليب» عبر شاشة «المنار»، التي عرضت في نشرة الأخبار، مساء أمس الأول، تقريراً ضم شهادات كل من عبير ووالدها وطفلها، الذي راح يعيد أمام كاميرا «المنار» تمثيل المشهد، الذي كان يحتمي فيه في السور، وعمره يقارب الأربع سنوات

وللوقوف على وجهة نظر القيمين على الشاشة العارضة «للكليب» ، اتصلت «السفير» بمدير الأخبار في تلفزيون «المستقبل» عماد عاصي، فأحالنا الى المشرف على «أخبار المستقبل» نديم المنلا، «الذي ما زال يمارس مهامه لغاية منتصف الشهر الجاري، وباعتباره المسؤول عن هذا الترويج، والجهة الصالحة للحديث عن الموضوع» بحسب عاصي. الا أن المنلا أفادنا بتعذر إدلائه بحديث، لأنه متواجد في المطار على أهبة السفر

أما مدير الأخبار في «المنار» علي الحاج يوسف فقال بأن ثمة قرارا بعدم استدراج «المنار» للقيام بحملة مضادة لتلك التي يشنها «المستقبل»، معتبراً ذلك نوعاً من «الحرتقات» الداخلية التي لا تجدي نفعاً، ويوضح أنه «وردنا اتصال من آل حريري في كفردونين، يطالبوننا بأخذ شهادتهم لتكذيب وتوضيح ما تعرضه «المستقبل». لا سيما أن عناصر من «حزب الله» هم من تولوا إخراجهم من المنطقة يومها. وتم إعداد التقرير بناء على طلب هؤلاء وحقهم في التصويب، ولم يأت في سياق حملة مضادة، بدليل أن التقرير عرض مرة واحدة فقط، ولم يتم استغلاله في أبعد من ذلك»

ولكن رغم عرض التقرير عبر «المنار»، واصل «المستقبل» عرض «الكليب»

وموضوعنا هنا ليس ما قاله ديب او الحاج يوسف، لأنه ببساطة ليس هدفنا ضرب مصداقية «الكليب»، بل الأهم هو تسليط الضوء على السياسة الإعلامية المتبعة من قبل أحد الأفرقاء الاساسيين في البلد، والتي تهدد ربما باقتراب شبح الفتنة. ولنفترض بأن «الكليب» يتمتع بمصداقية ويحظى عرضه بموافقة آل حريري، فلماذا يستثمر بهذه الطريقة؟ وهو يضاف الى «كليبات» أخرى، تعرضها «المستقبل» عبر شاشتها، ومنها ما يتضمن مشهداً من أحداث مار مخايل في العام 2008، في محاولة لتحريفــها عبر استخدام عبارة «اعتداءات مار مخايل»، لتوجيه بوصلة الاتهام نحو «حزب الله». في وقت جُرمت فيه عناصر من القوى الأمنية آنذاك، بعد وقوع عدد من الضحايا

هذا المسار الإعلامي يطال أيضاً موقع «فايسبوك»، ولكن مع شيء من العنصرية. فيعرض الموقع على سبيل المثال، مشاهد «من هنا» يبرز فيها تلاميذ في مدارسهم، مقابل «من هناك» حيث التلاميذ يحملون السلاح. وامرأة محجبة وابنتها تبكيان، مقابل امرأة سافرة تضحك. ومجتمع يعيش على الانفجار واشتعال النيران، مقابل آخر تغزو سماءه المفرقعات والألعاب النارية

ليس المقصود مما ورد بالطبع، هو أخذ جانب فريق سياسي من دون آخر، بل تسليط الضوء على نهج إعلامي خطير، كل اللبنانيين اليوم في غنى عنه. نهج تستخدم فيه اليوم كل الأسلحة الإعلامية «النارية»، الصحيح منها والملفق، لنبذ السلاح! نهج تخطى كل الاعتبارات المهنية من أجل تهييج النفوس المؤججة

لم يعد مقبولاً لا من قبل فريق «8 آذار» ولا من فريق 14 آذار» خوض هذه اللعبة مجدداً. ولن نسأل هنا مجدداً عن دور ضائع لوزارة الإعلام أو للمجلس الوطني للإعــلام المرئي والمسموع»، لأننا ندرك بأن صدى صوتنا هذه المرة أيضاً عائد الينا

هل يستوجب عدم وصول آل الحريري الى كرسي الحكومة كل هذا النهج الثأري؟ هل يستحق «الحلم» بحشد أوسع مشاركة شعبية في تظاهرة الأحد المقبل، من باب تكريس «الذات» المستبعدة، كل هذه المغامرة بأمن البلاد؟


Source



مشهد من «الكليب» كما عرضه المستقبل




عبير حريري خلال حديثها الى المنار




الطفل علي يستعيد لمراسلة «المنار» ظروف الحادثة


Rabi3 is offline   Reply With Quote