فايز كرم: انت حر في سجنك...وهم سجناء عدم عدلهم
بالأمس لم يصدر حكم ادانة العميد فايز كرم، بل ادانة الحقيقة لتبرئة فرع المعلومات. وبعد اشهر قليلة سيخرج العميد فايز كرم من سجنه. لكن الأكيد ان هذا الفرع ومن وراءه لن يخرجوا منه ابداً.
باسم الشعب اللبناني طعنت الحقيقة، وسقط العدل امام قصره. وظهر ان الدولة يحميها حراميها، ويعوس بها فساداً وتشويهاً للسمعات، يحفر قبر العدل، ويرقص على جثة الحقيقة... ولا من يبالي.
أمس كان المشهد واضحاً: براءة العميد تعني نهاية فرع المعلومات الذي فبرك وركّب وزوّر واتهم واصدر الأحكام وخالف القوانين، وداس على الدستور. لكن، في مكان ما، يبدو ان هناك من لم تكن لديه الجرأة لقول الحقيقة كما هي، فدخل كرم السجن، ودفع ثمن جبن البعض، بينما براءته بالنسبة الى محبيه ومعارفه، لا تحتاج لا الى حكم او محكمة او وقائع، وفيما ادانة فرع المعلومات صدر في حقها حكم متابعي القضية والمطلعين على خلفياتها ووقائعها ومجرياتها. ولن تبدّل في ذلك كل حملات الجنون الإعلامي والسياسي المتوقّعة في الأيام المقبلة.
الأكيد، انه لا امس ولا اليوم او غداً سيكون العميل فايز كرم، بل سيبقى بالنسبة لمحبيه العميد المتقاعد الذي تعرفه ساحات الشرف، وتحبه جبهات التضحية، وستشتاق لطلته منابر الوفاء...والسؤال الذي يجب ان يطرح: ماذا بعد؟ وهل انتهت المسرحية؟ وهل يمكن القبول ببساطة بمن يصدر الأحكام قبل المحاكمات، ويخترع الوقائع، فتغيب الإثباتات، ويدفع كل لبناني الثمن بعدما لم تعد هناك خيمة عدل فوق رأس احد؟
اليوم اكثر من الأمس، باتت الحاجة الى تغيير ما هو قائم واصلاح ما بات سائداً. وفي كل الأحوال، فايز كرم حر في سجنه، وهم سجناء عدم عدلهم.
tayyar.org