View Single Post
Old 11-02-2006   #1
KeXasthur
Registered Member
 
KeXasthur's Avatar
 
Last Online: 12-17-2012
Join Date: Jan 2006
Posts: 2,996
Thanks: 319
Thanked 1,119 Times in 872 Posts
Groans: 1
Groaned at 6 Times in 6 Posts
Default أسباب بيولوجية وراء الشجارات التي تحصل بي

أسباب بيولوجية وراء الشجارات التي تحصل بين السائقين

المصدر ميليا بو جودة - السفير 02 / 11 / 2006
إذا كنت من المهتمّين بالمصطلحات العلميّة فلتضف <سُعار القيادة> إلى قائمتك. ربما وجدته <ثقيلاً> لغوياً، لكن لا عليك. فأنت ستعتاده إذ غالباً ما سوف تعتمده أثناء تنقّلك بسيّارتك أو بالسرفيس أو بالتاكسي أو بالباص أو حتى بالشاحنة... باختصار ستجد مجالاً واسعاً لاستخدام هذا المصطلح أثناء مرورك على الطرقات اللبنانيّة فرعيّة كانت أم أوتوسترادات.
المصطلح ليس جديداً. ففي عام 1988 تمّ التوافق على اعتماد <سعار القيادة> أو كما جاء بالإنكليزيّة ROAD RAGE بحسب موسوعة . والموسوعة تعرّف <سعار القيادة> ب<غضب سائق خارج عن سيطرته. وهذا الغضب يأتي نتيجة فعل مزعج أو بغيض صدر عن سائق آخر. أما التعبير عن هذا الغضب فيكون من خلال سلوك عدائي أو عنيف>.
وهذا المصطلح هو اليوم <على الموضة> في أوروبا وكندا والولايات المتحدة، إذ يتزايد الحديث عنه وعن الوقاية منه. وبحسب <المؤسّسة الكنديّة لسلامة القيادة>، ازدادت حوادث السير المرتبطة بسعار القيادة خلال السنوات العشر الأخيرة بشكل جذريّ ومقلق.
وقد توصل فريق باحثين من جامعتيّ هارفرد وشيكاغو مؤخرا، إلى تفسير جديد لسُعار القيادة، في دراسة نشرتها في مجلّة <أركايفز أوف جنرال سايكاتري> ARCHIVES OF GENERAL PSYCHIATRY في عدد شهر حزيران الماضي باعتباره أحد حالات <الاضطراب الانفعالي المتقطّع> أو IED (INTERMITTENT EXPLOSIVE DISORDER). لكن تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الاضطراب ليس حالة مستجدّة ولا هو مرادف لسُعار القيادة.
وتشرح جودي كوك، طبيبة أمراض عصبيّة ونفسيّة، أنه <عندما لا ينال المرء ما يريد، يصل بغضبه إلى الأقصى. فأنا أبرر سعاري بأنه نتيجة لأنني تأخّرت في الوصول إلى حيث أريد، أو حتى لأنني لم أجد ما كنت أريد شراءه من ذلك المحل أو لأن صديقتي لم تعاملني كما أريدها أن تفعل... ويستطيع المرء إعطاء مئات الإجابات غير المنطقيّة>.
هذا التشخيص ليس جديداً. لكن الجديد في الدراسة اتّضاح أن الاضطراب الانفعالي المتقطّع، الذي يشكّل سعار القيادة أحد حالاته، هو شائع أكثر من المتوقّع بحسب الكاتب الرئيسي لهذه الدراسة رونالد كيسلر من كليّة الطبّ في جامعة هارفارد. فالباحثون يقدّرون أن 16 مليون شخص في الولايات المتحدة (سبعة في المئة من السكان) يعانون من هذا الاضطراب.
وهذه الدراسة التي تصدّرت الصفحات الأولى من الدوريّات العلميّة، ارتكزت على مقابلات وجاهيّة مع 9282 أميركي ما بين عام 2001 وعام ,2003 وقد تمّ تمويلها من قبل <المعهد القومي للصحّة العقليّة>. ويشير رئيس قسم الأمراض العصبيّة والنفسيّة في كليّة الطب في جامعة شيكاغو إميل كوكارو إلى أن <نسبة هذا الاضطراب تتعدّى بأشواط نسب أمراض عقليّة ونفسيّة جدّ معروفة كانفصام الشخصيّة واضطراب القطبين>.
يضيف كوكارو أن الناس <يعتقدون بأن الاضطراب الانفعالي المتقطّع هو مجرّد سلوك سيّئ وأن الشخص الذي يعاني منه يحتاج إلى <التهذيب>. لكن ما يجهلونه هو أن لذلك تفسيراً من ضمن علم الأحياء والإدراك>. ويوضح أن هذا الاضطراب يكشف أن هناك خللاً في إنتاج السيروتونين، يمكن علاجه بمضادات الاكتئاب بما فيها تلك التي تستهدف مستقبلات السيروتونين في الدماغ، إلى جانب علاج سلوكي لإدارة الغضب>.
ما هو الاضطراب الانفعالي المتقطّع؟
يصف <الدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات العقلية، الطبعة الرابعة> DSM-IV ، وهو مرجع عالمي في الطبّ العصبي والنفسي، يصف هذا الاضطراب بأنه واحد من بين اضطرابات عدّة دفعيّة ومتهوّرة، منها هوس السرقة وإشعال الحرائق المرَضي. بالتالي فهو اعتلال عقلي يتميّز بنوبات محدّدة من العنف والسلوك العدواني قد تؤدّي إلى إلحاق الأذى بالآخرين أو التعدّي وتحطيم ممتلكات. وتبدأ هذه النوبات وتنتهي بشكل فجائي لكنها قد تستمرّ لساعات. وقد يشعر المرء خلال هذه النوبات، بتشويش أو يعاني من فقدان ذاكرة آني.
ولا تتسبّب بهذا السلوك اضطرابات عصبيّة أخرى كاضطراب الشخصيّة المعادية للمجتمع، أو الثنائيّة القطبية... كذلك لا يقف وراءه الإدمان أو الإفراط بتناول مواد معيّنة ولا حتى حالة طبيّة كمرض ألزهايمر أو ارتجاج دماغي...
ويظهر هذا الاضطراب عند الذكور أكثر منه عند الإناث. وتسجل غالبيّة الحالات بين سنّ المراهقة وأواخر العشرينيّات بمعدل 43 <هجوماً> في الحياة لكلّ شخص بسبب الإنتاج المنخفض لمادة السيروتونين.
لكن المتخصّصة في علم الاجتماع نانسي هيرمان، تشير إلى أن النساء يتورّطن أكثر فأكثر في حوادث <سُعار القيادة>. وفي دراسة أجرتها هيرمان في جامعة وسط ميتشيغان، خلصت إلى أن الظروف الضاغطة في العمل تدفع بالناس إلى تنفيس غضبهم أثناء القيادة. وبما أن <الضغوط التي تتعرّض لها المرأة في ميدان العمل أكبر من تلك التي يتعرّض لها الرجل، لذا نرى النساء متورّطات أكثر فأكثر بتلك الحوادث>.
والسيروتونين أو HT-5 هو ناقل أو موصل عصبي. وتلعب هذه المادة دوراً مهماً في تنظيم مزاج الإنسان والرغبة الجنسيّة، كما ان لها دورها في مرض الصداع النصفي (داء الشقيقة) وفي اضطراب السلوك الغذائي. وهذه المادة تسمّى أيضاً هيدروكسي تريبتامين .5 وكان التعرّف على هذه المادة قد أحدث ثورة في علاج مرض الكآبة حيث لوحظ أن معظم المصابين به يمتلكون نسبة أقل من المستوى الطبيعي للسيروتونين في الدماغ، الأمر الذي دفع العلماء إلى اختراع جيل جديد من الأدوية التي ترفع مستوى السيروتونين في الدماغ. وتجدر الإشارة إلى أن الجدل ما زال قائماً حول كيفيّة تأثير هذه المادة على تنظيم مزاج الإنسان.
أسباب السعار
وعلاقة الإنسان بسيارته
القتل هو أقصى درجات العنف الذي قد ينتج عن سعار القيادة. أما الاستفزاز المسبّب لهذه الحالة من الاضطراب الانفعالي المتقطّع، وبحسب السلطات الكندية في كيبيك، فهو ينتج عن إطلاق الزمّور عند عدم وجود حاجة إلى ذلك، أو الالتصاق بالسيّارة في الأمام، استعمال الضوء العالي، التجاوز عن اليمين، عدم احترام إشارات السير، السرعة المفرطة، القيام بإشارات خارجة عن الأصول والآداب العامة، الشتم والسباب، الارتطام المقصود، الترجّل من السيّارة وإطلاق التهديدات إلخ ...
وفي دراسة نشرتها صحيفة <واشنطن بوست> في عددها الصادر في 27 تشرين الأوّل الماضي، يشرح الباحث في جامعة كولورادو جايكوب بنفيلد أن ل<شخصيّة> السيّارة دور أساسي في سعار القيادة. فالقضيّة ترتبط بكيفيّة <تقدير> السائق لسيّارته. وكان بنفيلد وزملاء له أجروا دراسة على 204 طلاب يملكون سيّارات لاكتشاف مدى إعطاء هؤلاء صفات إنسانيّة لسيّاراتهم، وهو أمر يطلق عليه تسمية AUTO-ANTHROPOMORPHISM أو <تجسيم السيّارة>. وخلص الباحثون إلى أن نصف الطلاب يتكلّمون عن سيّاراتهم إما بتأنيثها أو بتذكيرها، وهؤلاء يُظهرون أعراض سعار القيادة أكثر من غيرهم. كذلك، أكثر من واحد من أصل أربعة طلاب يطلق على سيّارته إسماً علماً. من جهة أخرى، تبيّن أن من لا تربطه بسيّارته <علاقة وديّة> إذ يرى فيها <قطعة خردة>، قد يقود بطريقة عدوانيّة.
من جهة أخرى، وخلال جلسة استماع في محكمة سيدني في أستراليا، الأسبوع الماضي، حمّل المدعي العام التمييزي بول كلوران البرامج التلفزيونية الأميركية مسؤولة العنف أثناء القيادة، فهي تعطي رسالة مفادها <إذا لم يعجبك ما يقوله الآخرون، يمكنك التعرّض لهم جسدياً>. وأظهر استطلاع أجرته أواسط تشرين الأوّل الماضي شركة تأمين أن سعار القيادة بارتفاع مستمرّ، وأن زحمة السير هي المسبّب الرئيسي له. وتبين أن 50 في المئة من المستطلعين أعلنوا أنهم كمشاة كانوا ضحايا لسعار القيادة.
ربما قد تدفع هذه المعلومة القيّمين على وزارة الصحّة في لبنان لإجراء حملة وطنيّة مجانية لفحص نسبة السيروتونين لدى كلّ من يملك رخصة قيادة لبنانية...
KeXasthur is offline   Reply With Quote