التقرير الأميركي السنوي عن الارهاب
'حـــزب الـلـه' يعـمـل داخــل العـراق
سوريا وايران تواصلان دعم التنظيمات:
جددت الولايات المتحدة وصف ايران بانها الدولة الاكثر رعاية للارهاب في العالم، واتهمتها مع سوريا بمواصلة دعم وتسليح او تمويل تنظيمات صنفتها واشنطن ارهابية مثل "حزب الله" و"الجهاد الاسلامي في فلسطين" وحركة المقاومة الاسلامية "حماس" وغيرها، كما اتهمت "حزب الله" بأنه "يعمل مع بعض العراقيين داخل العراق" ضد القوات الاميركية، كما قال منسق مكتب مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية هنري كرامبتون، في مناسبة صدور التقرير السنوي عن الارهاب في العالم.
ومع ان كرامبتون أشاد، في مؤتمر صحافي، بمحاولات الحكومة اللبنانية لاحتواء النشاطات الارهابية والمظاهر المسلحة في لبنان، فقد اشار الى تعقيدات الوضع اللبناني والصعوبات التي تواجهها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في هذا المجال، قائلا :"في لبنان حكومة هشة، ونحن نعتقد انهم يعملون بجهد ووفق قدراتهم من اجل تنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة". وأضاف ان الحكومة اللبنانية تنشط ضد تنظيمات الرفض الفلسطينية و"نحن نحاول مساعدتهم".ولكنه رأى ان "حزب الله" يشكل تحديا أكبر، لان لحزب الله اعضاء في البرلمان، ويوفر الخدمات الاجتماعية، لكنه ايضا تنظيم ارهابي، وهناك حدود لما تستطيع ان تفعله الحكومة اللبنانية نظرا الى طبيعتها الهشة، ونظرا الى تعقيدات التحالفات السياسية هناك".
وكان كرامبتون يجيب عن سؤال عن الاسباب التي تمنع واشنطن من تصنيف لبنان دولة راعية للارهاب بسبب وجود ملجأ آمن لتنظيمات مثل "حزب الله" وغيره.
وجاء في التقرير ان ليبيا والسودان، وهما من الدول التي تصنفها واشنطن راعية للارهاب، اتخذتا خطوات مهمة للتعاون مع الجهود الدولية لمكافحة الارهاب، مع انهما ستبقيان على هذه اللائحة في المستقبل المنظور. "لكن كوبا وايران وكوريا الشمالية وسوريا واصلت علاقاتها مع التنظيمات الارهابية...
وايران وسوريا تواصلان توفير الملجأ الآمن والفريد وموارد كبيرة والتوجيه للتنظيمات الارهابية".
وذكر ان "الحكومة اللبنانية تعترف بعدد من التنظيمات الارهابية بما فيها حزب الله كتنظيمات مقاومة شرعية"، وانها قررت أخيراً العمل على السيطرة على سلاح الميليشيات الفلسطينية خارج المخيمات خلال ستة اشهر وللمرة الاولى تناقش احتمال فرض قيود على سلاح حزب الله".
وتحدث التقرير عن انسحاب القوات السورية العسكرية من لبنان قبل سنة، فقال انه لا يزال لسوريا حضور مخابراتي في لبنان وهي تواصل توفير الدعم وتسهيل تهريب الاسلحة لحزب الله والتنظيمات الارهابية الفلسطينية".=
واتهم ايران بتوفير الدعم المالي الكبير والتدريب والاسلحة لتنظيمات مثل "حزب الله" و"حماس" و"الجهاد الاسلامي في فلسطين" و"كتائب شهداء الاقصى" المنبثقة من حركة "فتح" وغيرها.
كما اتهم سوريا بمواصلة توفير "الدعم السياسي والمادي لحزب الله والتنظيمات الارهابية الفلسطينية". وقال ان دمشق لا تزال مقرا لقادة هذه التنظيمات الفلسطينية، على رغم نفي الحكومة السورية ذلك. ولفت الى الاجتماع العلني الذي عقده الرئيس بشار الاسد العام الماضي مع قادة تنظيمات الرفض الفلسطينية، ومشاركة هؤلاء بعد شهر من ذلك في اجتماع آخر في دمشق مع رئيس مجلس الشورى الايراني غلام علي حداد عادل. واضاف: "وتواصل سوريا السماح لايران باستخدام دمشق محطة لتزويد حزب الله في لبنان أسلحة".
وكرر التقرير كما يفعل كل سنة الى ان لا أدلة على تورط الحكومة السورية مباشرة في اعمال ارهاب منذ 1986، "الا ان النتائج الاولية للجنة التحقيق التابعة للامم المتحدةالتي تحقق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري قد اظهرت وجود احتمال قوي لضلوع رسمي سوري" في الاغتيال.
وأكد ان دمشق كانت قد تعاونت في السابق مع واشنطن وغيرها من العواصم ضد تنظيم "القاعدة" وغيره من التنظيمات والافراد الارهابيين، لكن هذا التعاون توقف في ايار من العام الماضي بحجة استمرار الشكاوى الاميركية العلنية. كما لاحظ ان سوريا قلصت تحركات المقاتلين الاجانب في اتجاه العراق.
وأبرز وجود "تحالف وثيق" بين ايران و"حزب الله" الذي قال انه "ينشط عادة نيابة عن ايران، وان كان يتحرك ايضا بشكل مستقل". واضاف ان "حزب الله" يعتبر بمثابة "مثال" للطوائف الشيعية الاخرى في المنطقة، وانه وسّع دوره في لبنان بعد الانسحاب السوري العسكري من خلال الانتخابات النيابية. وانه بعد اغتيال الحريري "نظم حزب الله التظاهرات لدعم دمشق"، الا ان "تقارير لجنة التحقيق المستقلة التابعة للامم المتحدة، والتي تشير الى تورط الحكومة السورية (في اغتيال الحريري) لم تورط حزب الله في اغتياله حتى الآن".
وأوضح ان منطقة عمليات "حزب الله" تشمل الضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع وجنوب لبنان، كما انه اقام خلايا في اوروبا وافريقيا واميركا الجنوبية واميركا الشمالية وآسيا. وقال ان "حزب الله" يتلقى الاسلحة والمتفجرات والتدريب، الى الدعم السياسي والديبلوماسي والتنظيمي، من ايران، والدعم الديبلوماسي والسياسي واللوجستي من سوريا، كما يتلقى التمويل من خلال جمعيات خيرية ورجال اعمال. وقدر التقرير قوته البشرية "بآلاف المؤيدين، وبضعة آلاف من الأعضاء، وبضع مئات من الناشطين الارهابيين".