[Jean]

بعد 18 لقاء مع جعجع حول ملكية "اللبنانية للارسال"
الضاهر يعلن: "الأمر لي" ويعيّن جورج غانم مديراً للأخبار
استياء في الأرز ومفاوضات نهارية وليلية للتقريب
النهار 2 حزيران 2006
بين ادما والارز، خلاف خرج الى العلن للمرة الاولى بإعلان رئيس مجلس ادارة "المؤسسة اللبنانية للارسال" مديرها العام بيار الضاهر امام العاملين في قسم الاخبار اول من امس: "الامر لي". حسم القضية مرة واحدة. قال على ما نُقل عنه: "المحطة (الارضية) لن تكون اداة "بروباغندا" للقوات اللبنانية... لن اقبل بأن تتقزم المحطة الى جهاز حزبي". غير ان ما قاله تسرب فوراً الى "آذان" الارز وتلقت الامر باستياء وانزعاج.

بعد بضع ساعات، كان يوم جديد في "المؤسسة اللبنانية للارسال" في ادما، ولكن ليس ككل الايام. كلام الليل كان لا يزال يتردد بقوة، ووقعه تجاوز ادما بكثير. الاجواء كانت محمومة، مأزومة بين الجانبين. ففيما تحصّن "سيد" المحطة بالصمت اعلاميا، حرّض الوضع بعض المحيطين برئيس الهيئة التنفيذية في حزب "القوات اللبنانية"سمير جعجع على الكلام: "على الضاهر ان يوضح الامر. الكرة في ملعبه. المطلوب ان يوضح ما سُرّب، وإلا...".

قراءة موقف الضاهر "المسرّب اعلاميا" اخذت في الاعتبار الضرر السياسي الذي يلحقه بسمير جعجع. "من سرّب الامر على انه فصل بين "القوات" والضاهر اراد ان يضرب اهم موقع قواتي مسيحي في التركيبة اليوم. هناك حملة مركزة على جعجع في بعض وسائل الاعلام بدأت منذ اكثر من 15 يوما، كأن هناك خطة لضرب الشريك المسيحي الاساسي في قوى 14 آذار".

الوضع المستجد حرّك طوال ساعات النهار اتصالات واجتماعات بين ادما والارز. ودخل على خطها مصلحون لتقريب وجهات النظر. وكان ترقب، خصوصا أن بعضهم كان يراهن على ان يصدر الضاهر نفيا لما سُرّب عنه، فيخفف بذلك من وطأة المشكلة. لكنه لم يفعل.
"كان مستاء جدا (من مضمون ما سرب)"، قال احدهم. وافادت معلومات "النهار" بان اجتماعا مسائيا قد يكون عقد بين جعجع والضاهر للبحث في المسألة. وكان من الصعب تأكيد ذلك من الجهتين.

18 لقاء منذ آذار

من سرب اقوال الضاهر؟ هل اعلن فعلا "استقلال" المحطة عن "القوات خلال اجتماعه بقسم الاخبار في المحطة؟ ماذا قال؟

بحسب معلومات توافرت لـ"النهار"، استغرق الاجتماع نحو 3 ساعات تخلله عرض لشريط فيديو عن مراحل تطور المحطة منذ اطلاقها. وقدم الضاهر تصوره لعملها وادائها، فشدد على "اننا كنا نريدها دائما مستقلة ومنفتحة على لبنان وكل العالم، وخصوصا العالم العربي، في وقت كان هناك دائماً توجه الى جعلها جهازا حزبيا. والأمر ليس جديداً".

واثار علاقته بجعجع، فاشار الى ان بينهما خلافا قويا وانه يعمل على حله، لكن لم نتوصل بعد الى اتفاق. ولفت الى انها ليست المرة الاولى التي يختلفان فيها. "وكلما كنا نختلف، كنا نعود الى ايجاد مساحة نلتقي فيها"، على ما نقل عنه.

واشار الى ان "الاجتماعات بيننا لم تنته، ولا تزال تتطلب مزيدا من الوقت، وهي مطوّلة... وما تعتلو همّ".

واكد رفضه ان تكون نشرات الاخبار والبرامج السياسية خارجة عن التوجه العام للمحطة، مشددا على ضرورة ان يأخذ كل خبر حقه في النشرة بحسب اهميته وحجمه بموضوعية. واعلن تعيين الاعلامي جورج غانم مديرا للاخبار والبرامج السياسية. وشدد على ان هذا التدبير الجديد ليس موجها ضد جعجع، انما يخدم مصلحته، وهو يعرف جيدا ان وقت "الحزة، منكون الضهر ع الضهر (نتبادل الحماية").

وكأن الضاهر اختصر بهذه العبارات حصيلة لقاءات طويلة مع جعجع، بلغ عددها بحسب المعلومات نحو 18 لقاء منذ 19 آذار الماضي.

وافاد مطلعون ان النزاع الرئيسي يتركز على 49 في المئة من اسهم المحطة الارضية. وتفاقمت الازمة بين الجانبين عندما تردد الى مسامع الضاهر، من اوساط جعجع، كلام مسيء بحقه، وان هناك نية لتغييره.

وكان الموضوع مدار بحث بين الرجلين في احد الاجتماعات، ابلغ خلاله الضاهر الى جعجع استياءه من اجواء التخوين بحقه. وذكّر بالخطوات التي حققها من اجل تطوير المحطة، ناصحا لجعجع بعدم الوقوف امامه في المحكمة "لانك ستخسر، ولا احب ان اراك خاسرا".

من جهته، نفى جعجع للضاهر ان تكون هناك اجواء تخوينية بحقه، عارضا بدوره مآخذه على اداء المحطة. وانتهى الاجتماع بلا اتفاق.

رغم كل شيء، حرص مصدر في "القوات" على التأكيد ان "لا خلاف بين جعجع والضاهر، لا من قريب ولا من بعيد. كانا مجتمعين الاحد الماضي، وكانت الاجواء عادية بينهما". واشار الى ان "الضاهر طرح تساؤلات على جعجع. وأجابه الاخير حرفيا: بيارو، في زمن الحرب انشأنا مؤسسة مهمة جدا. واليوم نحن في زمن السلم. ضع برنامج عملك. تسلم، ليس ادارة المحطة فحسب، انما ايضا كل اعلام القوات، لان المطلوب في هذه المرحلة ان نكون سباقين في الاعلام". لكن الضاهر رفض.

ونفى المصدر ان "يكون قريبون من جعجع يتدخلون في اخبار المحطة وتوجهها العام". وهل هناك اتجاه نحو اللجوء الى المحكمة لفض النزاع؟ اجاب: "لكل حادث حديث. نتمنى الا تصل الامور الى هناك".

المفاوضات تكثفت ليلا. لكن لا معلومات تسربت منها. فالجميع أمسكوا عن الكلام. واذا كانت الايام المقبلة سترسم ما يمكن ان يكون إما حدا فاصلا نهائيا بين الجانبين، واما مرحلة تعاون جديدة، تلمع في الافق اسئلة مستجدة: ماذا يعني اتفاق القوات مع رئيس تحرير اذاعة عالمية مشهورة تبث بالعربية في الخارج ليعود الى لبنان ويكون في مرحلة اولى مستشارا اعلاميا لجعجع؟ لماذا لم تزر نائبة وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون المنظمات الدولية كريستن سيلفربرغ الا "المؤسسة اللبنانية للارسال" من بين كل المؤسسات في لبنان خلال زيارتها لبيروت قبل نحو اسبوعين؟ ولماذا كان سفيرا دولتين غربيتين يستقصيان من شهر ونصف شهر عن حقيقة الوضع الداخلي في "القوات اللبنانية"؟