زيارات أركان 14 آذار لواشنطن .. هل تعقـّد الأز

[Ghnadine]

زيارات أركان 14 آذار لواشنطن .. هل تعقـّد الأزمة أم تسرّع حلّـها ؟
فنيش : لا تعديل في مطلبنا ولتواجه الأكثرية الاستحقاقات الداهمة وحيدة
مصادر جنبلاط : «حزب الله» لا يعلن ملاحظاته على المحكمة خلافاً للأسد ولحود

سيمون ابو فاضل

تباينت القراءات خول زيارة رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الى الولايات ‏المتحدة الأميركية وعقده سلسلة لقاءات مع الوفد المرافق، مع الرئيس الأميركي جورج بوش ‏والمسؤولين في ادارته، سيما ان زيارة النائب جنبلاط كأحد أركان قوى 14 آذار في هذا ‏الوقت، واعلانه الكلام «النوعي» من العاصمة الأميركية، ارخى حكماً ترددات على الساحة ‏اللبنانية التي تعيش ازمة حادة بين فريقي الموالاة والمعارضة
وشملت القراءات في بعض جوانبها ما قيل عن زيارة مرتقبة لرئيس الهيئة التنفيذية الدكتور ‏سمير جعجع الى الولايات المتحدة على الرغم من نفيه ذلك، بحيث أن زيارته ايضاً كأحد اركان ‏قوى 14 آذار تحمل الدلالات ذاتها، سيما ان كلا من جنبلاط وجعجع، يرأسان قوى سياسية، ولا ‏يتوليان اية مسؤولية رسمية في هرمية الدولة ومؤسساتها، على غرار نائب رئيس الحكومة وزير ‏الدفاع المحامي الياس المر، الذي سيباشر في غضون الايام المقبلة زيارته الى العاصمة واشنطن ‏التي كانت مقررة في النصف الثاني من تموز الماضي، وارجأت بسبب عملية «الوعد الصادق» في ‏الثاني عشر من الشهر ذاته، وتشكل زيارته هذه استكمالاً لجولات قام بها بهدف تعزيز قدرات ‏الجيش اللبناني فيما خص العتاد والأسلحة الممكن ان تقدمها الأدارة الأميركية الى هذه ‏المؤسسة لتأهيلها للعب دور دفاعي، بعد تطور الموقف الأميركي اثر انتشار الجيش اللبناني في ‏الجنوب تنفيذاً للقرار 1701.‏
فمن زاويته يقرأ «حزب الله» وفق ما يقول الوزير المستقيل محمد فنيش، لـ«الديار»، ‏الزيارات الى واشنطن التي يتواجد فيها حالياً النائب جنبلاط، على انها زيارة استدعاء ‏ستشمل اخرين من الفريق ذاته، لمقابلة الرئيس بوش، وهي تعكس القلق الأميركي من تطورات ‏الوضع في لبنان والمنطقة، والشعور بأن المشروع الذي تدعمه واشنطن بدأ بالأنهيار، وبات ‏الفريق الذي اطمأنت اليه اميركا على الساحة اللبنانية، غير قادر على تحقيق رهاناتها ‏وطمأنتها على امكانية المضي به، فزيارة واشنطن، يكمل الوزير المستقبل فنيش، هدفها ضرب ‏كل المساعي القائمة لمعالجة الازمة، وهذا قرار يعمل على تطبيقه كل من ينزلق الى المواقف ‏الخالية من أي انتماء وطني، ولا يراعي بها مطلقوها مشاعر أناسهم وقواعدهم، وهذا يأتي في ‏خانة التحريض على استقدام عدوان اميركي ـ اسرائيلي، بعد أن كان رفع سابقاً شعارات ‏مناهضة جرى المتاجرة فيها.‏
فالكلام في رأي الوزير المستقيل فنيش، من قبل النائب جنبلاط او زوار واشنطن، عن «حزب ‏الله» من قلب العاصمة الاميركية، هو تعزيز لأوراق اعتماد هذا الفريق، لأن الادارة الأميركية ‏ليست في حاجة الى آرائهم لتحدد نظرتها من «حزب الله»، فما أعلنه النائب جنبلاط لا يفيده ‏سياسياً، خصوصاً انه يتهم الآخرين بالتزامات خارجية، وهو يطلق النار على بلده من الخارج ‏محوّلاً اياه الى منصة للصراعات».‏
وحيال انسداد الآفاق امام المعارضة وخطواتها على الصعيدين السياسي والعملاني، يقول ‏الوزير المستقيل فنيش، بأن اعتبار المعارضة في هكذا حالة، اي حالة التعب التي يصورونها ‏لها، فلماذا لا تستفيد الموالاة من هذه اللحظة لأنتاج حل، لكن الذي يقدمون عليه، هو ‏اعتمادهم للمكابرة، ورفضهم للشراكة، بعدم اعطاء المعارضة الثلث المشارك، فمن غير الممكن ‏انتاج تسوية ومن تحقيق هذا المطلب، فالمعارضة كررت مراراً، عن ايجابياتها حيال التعاطي مع ‏مسألة المحكمة لكن ذلك يتطلب منها دراسة الملف وابداء الملاحظات، ولكن بعد اجهاض الفريق ‏الحاكم لعدة محاولات تسوية كانت ستخرج الى الترجمة من خلال التزامن مع حلين لكل من المحكمة ‏والحكومة، فأضحينا امام واقع مقنع، بأن ثمة فريقاً يعمل داخل قوى 14 آذار، على الأطاحة ‏بمنافذ الفرص، وهو ما يدفع للسؤال عن دور تيار المستقبل وموقعه مع حلفائه.‏

[Ghnadine]

واذ وصف الوزير المستقيل فنيش المرحلة، بأنها لا تحمل جديداً ويطغى عليها الترقب والانتظار، ‏رأى في سياق رده عن دور السعودية حالياً بأن الموضوع بات اكبر من الدور السعودي، وهو ‏توسع ليشمل ايران والجامعة العربية بهدف الوصول الى حل، لكن سلبية حلفاء تيار المسقبل ‏يعملون على اطفاء اي بارقة ضوء عربية، بطلب اميركي، وهذا ما تظهره المعطيات، فالذي ‏يريد حلاً لا يذهب الى واشنطن ويطلب منها شنّ الحرب على بلده، فالبلاد امام جملة استحقاقات ‏يتطلب التحضير لها العودة الى الاقرار بحق المعارضة بالشراكة وفق صيغة الثلث زائد واحد، ‏لأن على الابواب مقررات باريس3 والاستحقاق الرئاسي، ولن يستطيع فريق الغالبية المعني في ‏ادارته للبلاد وفق اسلوب المكابرة.‏
اما الكلام في محور قوى 14 آذار وحصرا لدى مصادر نيابية مقربة من النائب جنبلاط هو ان ‏زيارته للعاصمة الاميركية تأتي في اطار متابعته للوضع اللبناني وبالتالي هي زيارة بعيدة ‏عن التوصيفات التي اطلقت عليها بأنها تحمل مخططات، وسعياً لتحقيق فدرالية في البلاد، ‏واتهامات اتت في موقف معاكس لأهدافها، اذ ان النائب جنبلاط، طالب صراحة وعلنية بإيجاد حل ‏لمزارع شبعا، واكد على ضرورة انجاح اتفاق مكة الذي حصل مع الفرقاء الفلسطينيين، وشدد ‏على تطبيق القرارات الدولية التي ايدها كافة الفرقاء وفي كل المحاور على الساحة ‏اللبنانية.‏
وتابعت المصادر الحزبية الرفيعة لـ «الديار»، بأن المشكلة حيال مواقفه من ايران ‏وسوريا، ليست جديدة، وهي جزء من المشكلة اللبنانية، والكلام الذي يصدر من سوريا على ‏النائب جنبلاط بشكل خاص يدل بوضوح عن وجود مشكلة لكن مع ذلك اعطت سوريا ما لديها من ‏ملاحظات الى تركيا حول ملف المحكمة، ورئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود الذي هو المشكلة ‏عرض ما لديه من ملاحظات في حين لم يعرض «حزب الله» ملاحظاته واعتراضاته حول المحكمة صراحة او ‏من خلال اعلانها بل هو يعمد لاتهام الاخرين بالتخوين، فالثقة بين الفرقاء لا تبنيها سياسة ‏الاتهامات والاحقاد والتخوين لأن كل القوى اللبنانية تكبدت اثمانا كبيرة ولذلك يجب ان ‏تتوضح كل الخيارات ليصار الى مناقشتها صراحة...‏

[Ghnadine]

وتابعت المصادر بأن التسوية في نهاية المطاف ستحصل حكما، ولذلك فإنه من الافضل عدم تعريض ‏البلاد للمغامرات، وهو ما يتطلب ترتيب الامور بالحوار والتفاهم، لمواجهة العاصفة التي ‏ستضرب لبنان ويعرب الجميع عن تخوفه من ان تتكبد البلاد فاتورة باهظة ثمنا لها، وهذا يكون ‏بالعمل لتعزيز الوحدة الوطنية.‏
واضافت المصادر بأن زيارة النائب جنبلاط الى واشنطن ليست استدعاء فهذا الكلام خطأ في ‏التعاطي مع الشركاء سائلة الاوساط، هل ان مشاركة كل من ايران وسوريا في اجتماع بغداد ‏الذي يتم التحضير له يأتي بمثابة استدعاء لهما، ان الذي يلجأ اليه النائب جنبلاط هو ‏التواصل مع المجتمع الدولي خدمة للقضية اللبنانية.
واكدت المصادر على ان المعارضة تسعى لضرب وحدة قوى 14 آذر باعتمادها اسلوبا فاضحا انما ‏لا تعديل ولا تبديل في مواقفها، ولا سيما النائب جنبلاط، من انشاء المحكمة وفق اي بند وعدم ‏اعطاء المعارضة «الثلث المعطل» لأنها تريد شل البلاد، والدليل على ذلك ما اقدمت عليه من ‏خطوات توزعت بين استقالات واعتصامات وقطع طرقات وتهديد بعصيان مدني لا تتأمن له فرص ‏النجاح.‏