Otv Intro

[Jess]

فضلاً عن اشتداد الحماوة الانتخابية، قبل اسبوع على انتهاء مهلة الترشيح، ثلاثة أحداث يجدر التوقف عندها اليوم. واحد في الداخل، وثان في الشرق، وثالث في الغرب.
داخلياً، وبعد ثلاثة وخمسين يوماً على طلب وزير الداخلية، اصدرت هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل، رأيها القانوني في ممارسة بعض المخاتير صلاحياتهم خارج لبنان. وقضى الرأي بتأكيد لا قانونية هذه الخطوة، وبكونها خرقاً ومخالفة للأصول التي ترعى عمل المختار. ذلك أن أمراً كهذا، لا يمكن أن يكون قانونياً، إلا بعد صدور إجازة خطية بذلك، من وزارة الداخلية، واستناداً الى طلب خطي مقدم من المختار المعني. وهو ما أكدت أوساط وزارة الداخلية للotv، أنه لم يحصل قط. وبالتالي، بات الباب مفتوحاً أمام الجهات المتضررة من تلك الممارسات، للتقدم بشكوى حسب الأصول، تؤدي حتماً الى ملاحقة المخاتير المعنيين، واعتبار كل ما قاموا به خارج لبنان باطلاً.
أما الحدث الثاني المسجَّل شرقاً، فمسرحُه الدوحة. فعلى مسرح القمة، كان الأبطال قلة. ابرزهم حسني مبارك غياباً، وعمر البشير حضوراً، ومعمر القذافي مفاجأةً ومبادرة.
فيما ظلت كواليس الدوحة مربكة بتناقضات المواقف، بين تراجع المصالحات على الجبهة المصرية، وتقدمها على الجبهة السعودية، وبين اندفاع العرب لتأييد محكمة دولية في لبنان، وتنديدهم بمحكمة دولية أخرى في السودان.
لكن الحدث الثالث، فغرباً. وأهميته، أنه كاد يجمع بين شرقٍ وغرب، يُفترض أن يكونا ممن لا يلتقيان. سعد الدين الحريري، يُحاور دبلوماسياً اسرائيلياً، بهذه الصفة بالذات، في العاصمة البريطانية، لندن.

[Rami_s]

أسبوعٌ لحسم الترشيحات أما المهلة الفعلية فساعات

أسبوع واحد يفصلنا عن إقفال باب الترشيح للانتخابات النيابية. وهو موعد يحمل مفارقتين اثنتين:
أولاً، رقم المرشحين تخطى عدد المقاعد النيابية. لتسجل بورصته اليوم 161 مرشحاً. علماً أنّ الترشيحات الأساسية لم تظهر بعد. باستثناء حالات معدودة، مثل دائرة زغرتا. وهو ما يبشر برقم كبير جداً مساء الثلثاء المقبل، موعد انتهاء المهلة، حيث من المتوقع أن يناهز العدد الأربعمئة مرشح.
ثانياً، ورغم وجود اسبوع كامل فاصل، يعتقد المراقبون، أن حسم كل الترشيحات، ينتظر أن يتم في الساعات القليلة المقبلة. ذلك أن الفترة الفاصلة عن موعد الإقفال، تتخللها عطلة اسبوع، وفي هذه العطلة يقع أحد الشعانين وفق التقويم الغربي. كما أن إعداد الأوراق اللازمة للترشح، لم يعد كما كان في القانون السابق. فهناك معاملات مصرفية مفروضة، لجهة فتح حساب خاص للحملة الانتخابية، وتعيين مدقق حسابات محلف للإشراف على النفقات، وسوى ذلك من الأوراق الروتينية. وبالتالي، لم يعد أمام مشاريع المرشحين، فعلياً، إلا ساعات قليلة لحسم قرارهم، أو ليحسم المسؤولون عنهم قراراتهم، قبل فوات الأوان.
وفي حين يبدو المشهد الانتخابي العام على ما كان متوقعاً، باستثناء معضلة الشوف لدى الفريق الحريري، والتوتر المستجد في صيدا، بعدما حسم هذا الفريق قراره بخوض معركة مقفلة، تتجه باقي الدوائر الى مواجهات متوقعة. حتى أن بعض خبراء الاستطلاع، يقولون أن أقل من بضعة آلاف مقترع سيحسمون هوية الأكثرية النيابية المقبلة، في دائرتين رماديتين أو ثلاث على الأكثر. وإذا كان منطقياً أن ينفق أحد الفريقين، عشرات ملايين الدولارات، والبعض يقول مئاتها، لربح هذه الأكثرية، عندها قد لا يكون مستبعداً، ان يُعرض ما يفوق عشرة آلاف دولار، على الصوت الواحد من تلك الصوات المحظوظة.
رقم معقول جداً. ونهج واضح جداً. يكفي أن نقيسه بما حصل مع مخاتير فريق قريطم خارج لبنان، وهو موضوع لم ينته جدلاً قانونياً بعد

[Jess]

عون اول من يقدم ومن ينجز، ومروان حمادة في دائرة الشبهات مجدداً





بدأت حلاوة المعركة.
وحلاوتها في أنها بدأت تفرز المواقف. فتهتزَّ أعصاب البعض، أو يفقدونها. وبدأت تتغربل الرجالات، بين من يُنجز، وبين من يُفتضح. فهناك من يُقدم ويُطل، وهناك من يتهرب ويتنصل.
ميشال عون، كما دوماً، أول من أقدم. وأول من أنجز. ففي الإنتخابات، أُعلنت من الرابية لائحة دائرة بيروت الأولى. وأُعلن من برج حمود، التحالف الشامل والكامل في كل الدوائر، بين الطاشناق والجنرال. فاهتزت الأعصاب، وخرج البعض عن أطواره. فرد سعد الدين الحريري بمزاعم. قبل أن يأتيه الرد على رده، تأكيداً من أمين عام الطاشناق، أنه يبدو أن الحريري لم يفهم علينا، فيما ذهب هاغوب بقرادونيان مباشرة الى الهدف، بالقول: لا نملك شققاً سكنية ولا عقارات في الشام، ولم نتاجر مع سوريا كما فعل البعض.
أما في التشريع، فبعد ضمان الشيخوخة، وبعد فروقات الرتب والرواتب، وبعد ضبط تملك الأجانب، وغيرها من القوانين المفصلية، شهد اليوم تسجيل قانونين جديدين، للتاريخ، باسم ميشال عون ايضاً. الأول، هو إعادة الجنسية اللبنانية، الى كل مغترب فقد جنسيته، منذ ما بعد قيام لبنان الكبير، أي منذ العام 1921. وهو الحلم العتيق، الذي طالما تردد، ولم ينفذ. أما القانون الثاني، فمساواة المحررين من السجون السورية، بأولئك المحررين من السجون الاسرائيلية، لجهة الحقوق والتعويضات.

وفي المقابل، ماذا فعلت الأكثرية هذا النهار؟ أولاً، فضحت نفسها بالكامل، لجهة خوفها من المحكمة الدولية في اغتيال الحريري. حتى أن ابراهيم نجار، لم يجرؤ على تحديد موعد لانتقال الصلاحية الى لاهاي، ولا حتى تاريخ زمني، لكتابة ثماني كلمات، هي أسماء الموقوفين المطلوب رفعها الى المحكمة. ما أكد مجدداً مأزق الأكثرية، وأثار السؤال: ممَ يخافون؟ وهل هناك فضائح أكبر بكثير، إذا وصل الموقوفون الى لاهاي، وانطلقت المحكمة؟
أمر ثان أنجزته الأكثرية اليوم، وهو افتضاحها في قضية تنصتها على اللبنانيين. لكن الأخطر كان ما ألمح اليه رئيسُ اللجنة النيابية المختصة، من أن تنصت أجهزة الأكثرية على كل المواطنين، تزامن مع الأحداث التي سبقت عدوان تموز. وهو ما يذكر بمن كان وزيراً يومها، مروان حماده، وما ذكر في هذا المجال، مما لم يجرؤ حماده على جلائه قضائياً.
ماذا بعد؟ إنه أول نيسان. وفي هذا النهار، ليس كل الكلام كذباً، او مزاحاً. فبعضه يصيب قلبَ الحقيقة. تماماً كما صرخة بكركي هذا النهار: لا تُعطوا أصواتكم، إلا لمستحقيها، لا للصفقات المالية ولا للتسويات المشبوهة. ولا تنسوا أبداً أن من اشتراكم، باعكم.

[Rami_s]

التسونامي البرتقالي إنطلق

كأنَّهُ المونديال. وكأنَّ كلَّ المونديال عندَنا. مع فارقٍ، أنَّ الكرةَ الآن، صوت، والهدفَ مقعد، والعشاقَ بالآلاف، يحلمون بركلة، والبعضُ... يستحقُّها.
هكذا تبدو حُمَّى الانتخابات باكراً. قبل خمسةٍ وستينَ يوماً من قَرْعِ الجَرَس. ما يدفَعُ الى السؤال: كيف سيُمضي لبنانُ الأيامَ الفاصلة؟ وهل تظلُّ الحُمَّى رياضية؟ أو يتحوَّلُ البعضُ الى "هوليغنز"، على الطريقَةِ الانكليزية، إن خَسِروا شاغبوا، وإن رَبِحوا شاغبوا؟ السؤالُ مطروح، في ظل بعض النُباح المنطلق، خصوصاً عبر بعض المواقع الإلكترونية الميليشياوية.
كأنه المونديال، بكل عدته. الراياتُ، والألوانُ والشاشات... لكن بلا حَكَم. لأنَّ القانون سُلق سلقاً. ولأن ثغراته الكثيرة، كافية لهبوب ريح البترودولار. حتى أنَّ جهاتٍ تجارية معنية، ذكرت أنَّ موازنةَ أحد الأطراف، لإعلاناته الانتخابية فقط، بلغت سبعة عشر مليون دولار أميركي.
كأنه المونديال. لا شيء يشغلنا غيرَه، أو عنه. قمةٌ في الدوحة؟ نسأل: متى حصلت؟ حكومةُ اسرائيل الجديدة تشكلت؟ نسأل: وهل مات شارون؟ قمة العشرين منعقدة الآن؟ نسأل:وأين سيترشح العشرون؟
كأنه المونديال، وفي نهائياته انتظارٌ لتسونامي واحد، برتقاليّ اللون، كلُّ الأرصاد الشعبية، تشير الى أنه انطلق.

[marc_gma]

قريطم لم تحسم التباينات و تسحب إعلاناتها

وفي اليوم الثالث قبل انتهاء المهلة الرسمية للترشيحات، أقفلت بورصة الداخلية، على 323 اسماً. بينهم نواب حاليون، وآخرون سابقون. وبينهم وزراء، ووجهاء، ومعروفون و...مغمورون.

لكنَّ بينهم اليوم اسماً، هو العنوان: ميشال عون مرشح في كسروان. في قلب الجبل. في قلب الوطن. في أرض طانيوس شاهين ومجد لبنان، والشاطئ الذي ما همَّه من هدير البحر. ميشال عون مرشح، صارت خياراتُ الناس واضحة، واقتراعُ الوطن محتوماً.

وفي المقابل، تؤكد المعلومات الخاصةان اجتماعاً حاسماً منتظرٌ هذا المساء في قريطم، بين أقطاب الفريق الحريري. وذلك لمحاولة تخفيف التباينات القائمة بين مكوناته. فجعجع لم يحسم خلافاته مع الجميل. والاثنان لم يرضيا بعد بما قسمه لهما الحريري وجنبلاط. فمقعد البترون لا يزال عالقاً بين زهرة القضاء، وسعادته. والكتائبيون مصرون على مقعد شمالي مضمون. فيما جعجع يقفل عليهم الباب، من عكار، الى ما قبل البربارة.

وفي عاليه، يحاول الجميل التعويض، بينما سيد المختارة قد وضع السقف، وهو واطئ أصلاً، ويطلب من كل زعماء مسيحييه، اللعب تحته، ولو اقتضى ذلك طأطأة الرؤوس.

ولأن الوضع الانتخابي الحريري كذلك، افادت معلومات مؤكدة، أن قريطم أصدرت أوامرها، بسحب إعلاناتها الانتخابية، لمدة اسبوعين كاملين، اعتباراً من الثلثاء المقبل. وذلك في انتظار حسم التجاذبات، وحتى لا يكون إنفاقها الإعلاني، حيث لا يجب، وعلى من لن يكون ضمن السباق.

ومع ذلك كله، يستمر الفريق الحريري داخل الحكومة، في نهجه المعهود. ففي جلسة أمس، أصر السنيورة على رفض تنفيذ قرارات مجلس الشورى الدولة الصادرة لصالح المدراء العامين الموضوعين بالتصرف. وأصر في المقابل، على جردة تراخيص لما يسمى جامعات، تفوح منها رائحة النفعيات. ليظل التنصت، فضيحة الفضائح الحريرية الراهنة، وهو ما فصله الوزير جبران باسيل، في القانون المنتهك،والوقائع المذهلة، والوثائق التي تودي الى أكثر من مساءلة

[Sheriff Ice]

أن تسرق نضالات الآخرين... لا الحقيقة في المرصاد


يمكنك أن تكذبَ على كل العالم بعضَ الوقت. أو يمكنك أن تكذبَ على بعضِ العالم، كلَّ الوقت. لكنْ، لا يمكنك، ولن يُسمحَ لك، ولا العالم سيسمح، ولا الوقتُ سيسمح، بأن تكذبَ على كلِّ العالم، كلَّ الوقت.

هذا هو الانطباعُ الأول حيالَ بعض ما قيل هذا النهار.

فأن تزوِّرَ سكوتَك حيال الوجود السوري، طيلة أحدَ عشرَ عاماً، وتأتي اليوم فتدَّعي العكس، سنفضحُه بالوقائع. وأن تزوِّرَ هربَك من كل المواجهات السيادية، في قضايا الحريات الإعلامية، وفي انتخابات المتن وبعبدا، ثم تزعم الآن أنك كنتَ جزءاً منها، سنكشفُه بالحقائق. وأن تسرقَ نضالاتِ الآخرين، وحتى صورَ عذاباتهم وأشرطةَ تضحياتهم، وتعتقدَ أنهم لن يلاحظوا أنها كلَّها صورُهم لا صورُك، هذا ما سنفنِّده بالشهادات الحية، لمن لم يمت ضميرُهم ولا وجدانُهم، كما ماتت ضمائرُ ووجداناتُ كثيرين.

انتهى زمنُ الزور، وبدءاً من الغد، لنا أكثرُ من موعدٍ، مع زمن الحقائق، لفضح كل المزوِّرين والزاعمين والكاذبين. لا من أجل انتخابات. ولا من أجل حسابات. بل أمانةً للحق والناس والتاريخ.
ومن حقائقِ هذا النهار، أنَّ قريطم قررت شراءَ بعض ِأزماتها المتراكمة. فدفعت ثمنَ معضلة أمين الجميل، ثلاثةَ مقاعد نيابية، على حساب نجيب ميقاتي، واليسار الديمقراطي. واستدركت بهية الحريري معضلةَ صيدا، فتذكَّرت أنها ونبيه بري في خطٍ واحد، وأنه خطٌ أحمر.

[Rami_s]

هللويا في اورشليم ,وتزوير الحقيقة يتواصل


ودخل السيدُ الى الهيكل. استقبله إجماعُ الأطفال والأحرار بالهللويا. واستقبلته أكثرية السلطة بالتآمر والتواطؤ.
هو كان آتياً من منفى الجليل، ليحرِّرَهم. وهم كانوا في أورشليم، عملاءَ النظام اليهودي الروماني المشترك، متسلِّطين على رقاب الناس، مستعدين لكل كذبٍ وزورٍ وعهر، من أجل أن يُجهضوا تحريرَه وتحرُّرَ ناسه، أو من أجل أن يظلوا في سلطة الهيكل، بعد التحرُّر والتحرير.
هكذا تحالف قيافا وبيلاطس. تقاطعت حساباتُ الهيكل، مع مصالح القصر. لكنه فاجأهم. بسُعف الأطفال فاجأهم. بعيون من تفتَّحت عيونُهم برؤيته، فاجأهم. بصرخة الحق في وجه الفاشل والفاسد والحاقد، فاجأهم. بفلس الأرملة، في وجه دنانير العمالة، فاجأهم. بكونه ابن الانسان، في وجه من لا تُعرف أسماءُ أمهاتِهم، فاجأهم.
دخل يسوعُ الرب الهيكل. بدأت دربُ الجلجة. غداً سيأتي اضطهاد. غداً ستكون مؤامرات. بعد أقل من أسبوع، سيكون عذابٌ، وصلبٌ، وموت. لكنَّ الأكيدَ الأكيد، أنَّ بعدها انتصاراً وقيامة.
كيف لمدينةٍ واحدة، وناسٍ هم أنفسهم، أن ينقلبوا بين أَحَدين، من التهليل، الى أصلبوه؟

إنه فنُ التزوير. إنها حِرفةُ الكذب وقلب الحقائق وعكس الوقائع. إنه عهرُ أهل السلطة، المستعدين في كل مكان وزمان، لأن يجعلوا شعارَ الحقيقة، حرباءَ متلوِّنة بكل الألوان، من أجل أن يظلَّ لونُهم، لونُ فسادهم، سائداً.
منذ ألفي عام، تتكرر الواقعة. كأنهم يعتقدون أنَّ الناسَ لم تعرف، ولم تتعلم، ولم تشهد.
الحريري اليوم، يقنعنا أنه كان منذ العام 92، رأسَ حربة في مواجهة الوصاية. يريدنا أن ننسى مفتاحَ بيروت، وتمويلَ 13 تشرين، وحلفَ قريطم عنجر، وقصورَ دمشق وبلودان، ونصدِّقَ أنه حرر. طبعاً، لا يمكن لأي إنسان أن يحرمَه نعمة التوبة. طبعاً لا مشكلة أن يقول مثلاً: كنا عملاء، لكننا أخطأنا، وتبنا. لكن أن يسرقَ نضالاتِ المقاومين، يومَ كان يقدِّمُ عاصمتنا الى غازي كنعان، أن يعرضَ صور 9 آب، يوم كان يحاكم زعيمَ المسحوقين أمام قصر عدله في 9 آب، أن يزعمَ أنه كان شريكَ السياديين، فتلك جلجلةٌ جديدة، بعدها انتصارٌ أكيد للحق الأصيل، وأصحاب الحق الأصيل.
اليوم الحريري، وأمس أحد حوارييه. فلنستعرض الوثائق، في مواجهة الأكاذيب

[marc_gma]

رصاص المسلحين أصدق إنباءً من برامج المسلحين

إنَّ فلسفَةَ ميشال المر تقضي بالتملُّقِ لكلِّ العهود، من أجلِ البقاءِ في سدَّةِ السلطة. نهجُ ميشال المر يقضي بتسخيرِ المناصب لتمرير المكاسب. ديمقراطيَّةُ ميشال المر تعني تهديدَ المواطنينَ في رزقِهِم ومصالحِهِم، واستمالتَهم بالقوة عندما يستحيلُ ذلك بالإغراء. ونحن إنْ كنا نعارضُه، فلأننا نطمَحُ للمتن وللبنان بنموذجٍ بديل. نموذجٌ يطالب به اللبنانيونَ منذ أمدٍ طويل، وهم يستحقونَه، كي يبنوا حاضرَهم ومستقبلَهُم. نموذجٌ بانت ملامحُه في الشعاراتِ التي يرفَعُها يومياً رئيسُ الجمهورية منذ انتخابِه. وهي شعاراتٌ يضربُها ميشال المر كلَّها، وفي كلِّ يوم، في كلِّ ما يقول وكلِّ ما يفعل. إن وجودَ ميشال المر في سدَّةِ المسؤولية، هو صفعةٌ تُسدَّدُ يومياً الى الديمقراطية ودولَةِ القانون والمؤسسات.

هذا الكلام، ليس لوسائلِ الإعلام التي تضلِّلُ المواطنين، كما زَعَمَ المر. وليس لأعضاءِ التكتل الذي انتسب إليه المر، ثم أُخرِجَ منه. هذا الكلام، هو لنسيب لحود، ومأخوذٌ حَرفياً من برنامَجِ نسيب لحود الانتخابي لاستحقاقِ العام ألفين.

اليوم قَبِل ميشال المر مطالبةَ أزلامِهِ له بالترشح. حتى أنهم فرضوا عليه برنامجَهم الانتخابي الإنقاذي الوطني، تحت عنوانٍ عصري حضاري كبير: بالروح، بالدم، نفديكَ يا بو الياس. وغداً، قد ينضَمُّ نسيب لحود نفسُه الى هذا التحالف، والى هذا البرنامج. وبالأمس، كان نموذجٌ حضاريٌ آخر، لحليفٍ آخر لميشال المر، هو سعد الدين الحريري. أمس، وعند إعلانِ آل الحريري تيارَهم السياسي، تحت عنوان رَفْضِ السلاح والعنفِ والقهرِ والإرهاب، كان رصاصُ إزلامِهِم في طرابلس، يُشعِلُ جبلَ محسن. وكاد يفجِّرُ أحياءَ الأصوليَّةِ الداعِمَة لتيار الحريري.

جملةٌ واحدةٌ صائبة قالَها ميشال المر اليوم: لا تدعوا أمهاتِكم وابناءَكم تضلِّلُهُم الشعارات. وجدرانُ جبل محسن، المنخورة برصاصِ المستقبل الواعد، تُضيفُ الى عبارَةِ المر، عبارةً أخرى: رصاصُ المسلَّحين، أصدقُ إنباءً من برامج المرشحين

[Jess]

برّي يفاجىء حلفاءه و جعجع يتنازل و كارلوس يباغت


كل أخبار اليوم تقريباً، تصلح خبر مانشيت. أو تصلح خبراً أول، نستهل به هذه النشرة.
فمن الطبيعي البدء مثلاً، بترشيح فؤاد السنيورة، عن أحد مقعدي دائرة صيدا. ما ينذر بتحويل عاصمة الجنوب وبوابته، أم المعارك السنية.
ومن الممكن في المقابل، أن نبدأ بمفاجأة نبيه بري: مدير مكتبه الخاص في المصيلح، أبو حسن، هاني القبيسي، مرشح في بيروت الثانية، خلافاً لاتفاق الدوحة، وخلافاً لترشيحات حزب الله، الذي أعلن لهذا المقعد النائب الحالي أمين شري. فيما أوساط عين التينة تؤكد ل
لOTV،
أن الخطوة تمت، إما بالتوافق مع الحلفاء، وإما للتوافق بين الحلفاء.
وقد يصح البدء بخبر أن الموازنة ستقر غداً في مجلس الوزراء. وهو ما خلصت اليه خلوة بري السنيورة في ساحة النجمة، بعدما شهد الاثنان على تطيير جلسة مجلس النواب، وإجهاض مشروعي رواتب الموظفين، وتخفيض سعر البنزين، للمرة الخامسة على التوالي.
وقد يصلح منتصف هذا الليل، خبراً لمطلع نشرتنا. فبعد اربع ساعات، تقفل مهلة الترشيحات النيابية، ويحتفل للمناسبة بافتتاح مبنى الانتخابات هذا المساء، في حضور رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة.
وتكر طويلاً لائحة الأخبار الصالحة فعلياً لمطلع نشرتنا: كيف تنازل سمير جعجع عن ماروني في المتن، فركبت اللائحة الحريرية فيه. أو كيف نقل كارلوس كل احتياطه الانتخابي فجأة الى كسروان، مسجلاً بذلك خطوة حاسمة، على طريقة المباغتة في المعارك العسكرية الكبرى. أو كيف شرح الأب كميل مبارك، كيف لم يُعط الإذن الكنسي، ليكون مرشحاً على لائحة التغيير والاصلاح في عاليه، رغم نيله تاييداً ساحقاً من مسيحيي هذه الدائرة...
كل أخبار هذا النهار تصلح للبداية، لكننا، قررنا القفز فوقها كلها، واخترنا أن نبدأ من ميشال المر. فأمس لم تسنح لنا الفرصة، نظراً الى ضيق الوقت، لإعطاء هذا الديمقراطي الكبير حقه، ولإيفاء سيد الكاب سور فيل، ومحرقة برج حمود، وقلعة بتغرين، وخراج المتين، ومشروع الزعرور... بعض ما له على المتنيين واللبنانيين. بالروح والدم، رشحه أزلامه. أفلا يستحق منا وقفة لحظة، ولو بالكلمة الحق؟

[Jess]

نكسات الحريري تتواصل , والضباط خارج السجن لبنانيا وفي الاحتجاز المؤقت دوليا




عاد مسلسل الأزمات، لينغِّص عطلة سعد الدين الحريري، في وطنه الأخير، السعودية، وليستعجل مروره في وطنه ال
escale
لبنان.
حتى بدت لوائح قريطم، مثل الثوب العتيق المهترئ. كلما سَد فيه المستقبلي الشاب خرقاً، حتى ظهرت فيه خروق.
ففي المتن الشمالي، عاد سمير جعجع ليطرح معضلة مرشحه الماروني. مهدداً بذلك مرشح ميشال المر، بيار الأشقر، الذي ترك بلديته، ولم يضمن حتى ترشيحه. ما جعل مسيحيي قريطم في هذه الدائرة، ثنائيين معلنين: ثنائي جعجع نسيب لحود من جهة، وثنائي المر أمين الجميل من جهة ثانية. والتجاذب بينهما لم ينته، في انتظار الترياق الشافي للجميع، مع عودة صاحب الترياق من الرياض.
أما في عكار، فحتى اللحظة، يمتنع المرشح الأرثوذكسي، نضال طعمه، وهو نسيب الوزر طارق متري، عن زيارة الجميل وإعلان ترشيحه من عنده. تمهيداً لاحتسابه على حصة كتائب عكار المستحدثة. ويعمل الحريري أيضاً على معالجة الأزمة، موضعياً.
أما في بيروت، فلا يزال سيرج طور سركيسيان مهدداً داخل فريقه، من قبل مرشح قواتي. رغم جدية سركيسيان المطلقة، في الترشيح والتمثيل والأداء.
تبقى طرابلس، حيث يواجه ترحيل سامر سعاده الى عاصمة الشمال، أزمة أكثر جدية. ذلك أن كوادر تيار المستقبل أنفسهم، خصوصاً الحرس القديم منهم والمتدرج في صفوف الحركة الوطنية سابقاً، يرفضون ترشيح سعاده، ويصرون على جان عبيد، حتى أنهم بدأوا يشكلون نواة حركة الأخير وماكينته.
وفي المقابل تراجعت لهجة التباين داخل المعارضة، حول المقعد الشيعي الثاني في بعبدا. بعدما لاحت تسوية تعطي عين التينة مقعداً بديلاً خارج بيروت.
وكأن النكسات الانتخابية لم تكفِ الأكثرية الحريرية، حتى جاء انصياع لبنان لطلب المحكمة الدولية، ليزيد المطبات أمامها. ففي اليوم الأخير من المهلة المعطاة للقضاء اللبناني، انتقلت صلاحية ملف اغتيال رفيق الحريري الى لاهاي. وبات الضباط الأربعة أحراراً لبنانياً، وموقوفين دولياً في صورة موقتة. وهو ما اعتبره المعنيون خطوة أولى للموقوفين، خارج السجن.
تبقى الترشيحات النيابية، مالئة الدنيا. أي مؤشرات تحمل؟ وكيف يمكن قراءتها مذهبياً، ودوائرياً؟ لماذا السنة هم الأكثر دينامية؟ ولماذا الدروز هم الأكثر ركوداً؟