Otv Intro

[Sheriff Ice]

على ماذا نشكرهم؟؟



اليوم عيد الشكر في أميركا.

والليلة، يجتمع كل أبناء العم سام، حول موائد الديكة الرومية، ليشكروا رب العام سام وأربابَه، على كل ما أُعطي لهم.

وفي بيروت، ثمة سلطة كاملة على محور قريطم السراي وشركائهما،حاولت طيلة الأعوام الماضية، أن تتأمرك في كل شيء. لكنها أصابت عن ذكاء، في أنها لم تتبنَّ عيد الشكر.

تصوروا لو أنهم فعلوا. فعلى ماذا كان اللبنانيون سيشكرونهم؟

هل يشكرهم موظفو القطاع العام على الهرب من مجلس النواب، كي لا يُقروا حقوقاً لهم، تعود الى اثني عشر عاماً؟

أم يشكرهم كل مواطن تضرر من انفجار، على إهدار أموال الإغاثة على الزفت الانتخابي،كي يمتلكوا أصواتهم، بدل دفع التعويضات لترميم ممتلكات المواطنين؟

أم يشكرهم كل إنسان صاحب حق عالق امام محكمة، على تطييرهم مجلس القضاء الأعلى، وشلهم سلطة العدل، لأنهم مختلفون على تقاسم مواقعها، ومحاصصة مناصبها؟

أم يشكرهم الناخبون الذين زُورت إرادتهم، على إلغائهم المجلس الدستوري، من أجل سرقة تمثيل الناس وشرعيتهم الفعلية؟

أم يشكرهم كل أرثوذكسي لبناني، على تحويلهم نيابة رئاسة الحكومة، موقعاً غير موجود في سراياهم الواسعة، بداعي صدورهم الضيقة؟

أم يشكرهم المعلمون على تركهم يُضربون ويعتصمون ويتظاهرون، ولا جفنَ لهم يرف؟

ام يشكرهم العمال، على مئتي الف ليرة، أكلتها قفزات الأسعار، ولا من يراقب؟

ام يشكرهم ارباب العمل، على مفعولٍ رجعي، قد يهدد بإرجاعهم الى وضع المفعول بهم؟

أم يشكرهم المديرون العامون الموضوعون اعتباطياً في التصرف، رغم أحكام قضائية لصالحهم، لمجرد انهم لا يدينون بالولاء لسيد السراي، ولا ينتمون الى مذهبه؟

أم يشكرهم نصف مليون مشترك في الهاتف الخلوي، لأنهم منعوا وزيراً من إصلاح قطاع نهبوه، وإقفال مغارة لصوصهم المعروفين؟

أم نشكرهم كلنا، لأنهم جاءوا الينا بكل اصوليي الشرق وإرهابييه، فنكبوا الجيش الوطني بمئتي شهيد، ثم أهدروا الأموال على غير الضحايا؟

أم نشكرهم، لأننا لم نقع بعد رهائن إرهابييهم، كما حصل في مومباي؟

حسناً فعلوا، حين لم يستوردوا عيد الشكر. لأننا كنا سندرك أيَّ شكر يستحقون، وأي مصير يأخذوننا اليه. مصيرٌ، اين منه إرهاب الهند، ورهائنه وضحاياه.

[Jess]

تيار المستقبل يستخدم اغتيال الرئيس الحريري كوسيلة انتخابية للقضاء على العماد عون.القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية تتلقيان مساعدات الحريري لخطف التمثيل السياسي المسيحي

القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية تتلقيان مساعدات الحريري لخطف التمثيل السياسي المسيحي , وتيار المستقبل يستخدم اغتيال الرئيس رفيق الحريري كوسيلة انتخابية لمحاولة القضاء على العماد ميشال عون.
هذه هي الأرزة وهذا هو الخط االأحمر. شعار طرحته القوات اللبنانية قبل الاحتفال بقداس شهدائها الذين سقط بعضهم دفاعا عن كرامة المجتمع المسيحي . فماذا بقي من هذا الشعار في سوق الصرف الانتخابي , بعدما أغرقت ماكينة القوات الانتخابية اضافة الى ماكيانات حلفائها، المناطق المسيحية باموال تيار المستقبل والدول الداعمة له؟

الاف الصناديق المحملة بالمواد الغذائية تصل قيمة الواحدة منها الى مئة دولار أميركي تقريبا ممهورة بختم عن روح الشهيد رفيق الحريري توزع بشكل مدروس انتخابيا فتنقل المواطن الى قلب الدائرة محاطا هذه المرة بالخط الازرق.
هذه المواد العينية المقدمة كخدمات كيف تقرا على ضوء القانون الانتخابي؟
مخالفة هذه المادة خلال الفترة الانتخابية تعرض صاحبها الى الغرامة والسجن , لكن هل أن مخالفة مضمونها خارج الفترة الانتخابية له تاثير على حرية الناخب ؟
الرد الطبيعي على هذا الكلام ان مؤسسات الحريري توزع منذ سنوات عدة هذه الاعاشات وهي مساعدة ليس لها غاية انتخابية .لكن السؤال الذي يطرح :اذا كانت مساعدة انسانية فلماذا يعمد تيار المستقبل الى توزيعها في المناطق المسيحية عبر حلفائه المسيحين ويتم اختيار بيوت محددة دون غيرها؟. وهل اعتادت القوات اللبنانية على توزيع المساعدات عن روح الشهيد الحريري ؟.
الكتائب اللبنانية تبارز القوات اللبنانية في طرح الشعارات المتجانسة مع هذه التاثيرات الانتخابية خصوصا تلك التي ترفض التبعية وتستعجل تطوير النظام من دون اغفال 'طبعا النقطة على السطر.

[Jess]

هو ثابتٌ و هم يتلوّنون

فقدت البوصلة السياسية توازنها لأول مرة منذ اكثر من ستة اشهر، متعدية كل سقف سياسي كان تم التوصل اليه ضمناً في المواقف والتصريحات، بعد اتفاق الدوحة .

وابل من الاتهامات رافق ارتفاع وتيرة الأصوات المعارضة لزيارة العماد ميشال عون غداً الى سوريا. اتهامات تقسو مع بدء العد العكسي لموعد الزيارة، وكأن الخوف من النتائج يعلو كل حجة لمن كان يتلوّن بألوان الوصاية. فلم يبق له لون، يوم بات القرار حراً ومستقلاً.

وحده العماد عون باق على موقف واحد لم يتبدّل ولم يتأّثر أبداً. اختصره بعبارة: خصمُ سوريا عندما كانت في لبنان، وصديقُها وهي في سوريا.

عشرون عاماً مرّت وبقي الموقف نفسه فيما الآخرون لم يجدوا سبيلاً سوى إطلاق النار عشوائياً على كل من زار سوريا. فلم يسلم وزير الداخلية ولا قائد الجيش . ووصلت الوقاحة الى حد اشتراط موافقة رسمية مسبقة... ردّ عليها رئيس الحكومة اليوم بتأكيد علمه بجدول أعمال العماد قهوجي في دمشق، كما ستدحضها نتائج الزيارة التي تتزامن وانفتاحين (2) فرنسي وأميركي على سوريا فيما يتوجه رئيس الجمهورية الى ألمانيا حاملاً ملف لبنان.

كل هذا، وسبحة فضائح الأكثرية الوزارية تكرّ، الواحدة تلو الأخرى. وآخرها الشيكات الخاوية التي وزعتها الهيئة العليا للإغاثة، مثيرة جدلاً يكاد لا ينتهي حولها.

وقبل الدخول في جديد السياسة، وقفة مع جردة حسابية علمية لمن ثبُتت مواقفه ولم تتبدل يوماً. فالعماد عون غداً في زيارة الى دمشق، يستهلها باجتماع قبل الظهر مع الرئيس السوري بشار الاسد.

[Jess]

عمليَّةُ قلبٍ مفتوح وصفحَةٌ بيضاءَ جديدة تنطلِقُ من ظروفٍ تغيَّرَت ومسؤولينَ تغيَّروا...
مُعادَلَةٌ ثُلاثيَّةٌ عَنوَنَت الزيارَةَ التاريخية للعماد ميشال عون الى سوريا.

معه، ثَبُتَت معادلَةُ الحروبِ التي تَمحي في السِلمِ أخطاءَ المعارِك وهفواتِها. فكَسَرَت خوفَ اللبنانيِّينَ ولا سيما المسيحيونَ منهم بعدما اثبتت أنَّ ما مِن هروبٍ من الماضي، ولا محوَ له مِن الذاكِرَةِ الوطنية لئلاّ تتكرَّر أخطاؤه في المستقبل.

في دمشق، حَظِيَ العماد عون باستقبالِ رؤساءِ الدول . سَجَّادٌ أحمر وحفاوَةٌ بالغة لزيارَةٍ وَصَفَها البيانُ الرئاسي السوري بالتاريخيَّة. حَفاوَةٌ تجاوَزَت البروتوكولَ الرئاسي، فأجلَسَت العماد عون في مقعَدِ الرئيس السوري الذي جَلَسَ بدورِهِ في مِقعَدِ الضيف.

خمسُ ساعاتٍ أمضاها العماد عون مع الرئيس السوري بعدما تخطَّت خلوَتُهُما الوقتَ المُحَدَّد لها بأشواط. ساعتان فتحا في خلالِها كلَّ الملفات. اثنتان أُخرَيان خلالَ مأدُبَةِ الغداء التي أقامَها الرئيسُ السوري على شَرَفِ ضَيفِه اللبناني والوفدِ المرافق. وساعَةٌ خامسة تابَعَ في خلالِها الاسد مؤتمَرَ العماد عون الصحافي المباشَر.

زيارَةُ دمشق استقت امتدادَها من خطوَةِ الدوحة لتُتَمِّمَها وتستكملَها.

يومَها، قال العماد عون إنَّ مسيحيِّي الشرق يُغادرون فيما مسيحيو لبنان يَعودون.

واليوم، الرسالةُ واضحة، الى كلٍّ من مسيحيِّي الشرق ولبنان معاً.

حانَ الوقتُ لوَضْعِ الحقيبة جانباً. حانَ الوقتُ للاستقرارِ النهائي في الشرق العربي. فالمسيحيونَ يستطيعونَ العَيْشَ بسلامٍ في محيطِهِم القريب أينما كانوا من دونِ سَفَرٍ ولا هجرة.
الرسالةُ حملتها زيارَةُ العماد عون في يومِها الأول

[Rabi3]

04-12-2008


نرفع رؤوسنا بك


وفي اليوم الدمشقي الثاني، ارتسمت غصةٌ في حلق ميشال عون، وعلقت في حدقته دمعةٌ محبوسة

هذا الآتي من فوق نجوم القيادة، ومن الأعلى من قمم الزعامة. هذا الآتي من دعس السجاد الأحمر، ومن همس القلب الأبيض، ومن لمس الغصن الأخضر. هذا الآتي من أفراح شعب، ومعاناة قضية، وحكمة تاريخ، ودقة جغرافيا، واتزان حساب، وسحر كيمياء، هو نفسه، كاد اليوم، أن يهطل الندى من عينيه

لا في القصر، ولا في لحظة نصر. بل حين وقفت فتاةٌ مجهولةُ الوجه والاسم والهوية، لتقول له، من على مدرج أكبر جامعة في العالم
انت قلت أنك آت إلينا برأس مرفوع. وأنا الفتاة المسيحية المشرقية اقول لك، اننا نرفع رؤوسنا بك، وأنك فخرنا

سكت الجنرال. لم يتمكن حتى من إعطاء الكلام لطالب آخر. غارت عيناه في الرضى المكتوم، واكتفى الوجه ببسمة من وصله حقه

في اليوم الدمشقي الثاني، لم يكن ميشال عون السياسي، هو الحاضر الأكبر. بل كان معه، وفيه، ومنبثقاً منه، الجنرال المربي. أمام آلاف تجمعوا للمرة الأولى على ذاك المدرج وخارجه، منذ الرئيس تشافيز، جلس العماد المحاضر، يخاطب عقولا منفتحة، وعيوناً مستنيرة : أقول لكم أن الحق في الاختلاف، هو من طبيعتنا كبشر. لكن، لا تحولوه حقاً في الخلاف. أقول لكم، أن كل الآحاديات مصيرها السقوط. ووحدها تعددية المجتمع البشري، هي المستقبل. اقول لكم، أن لدينا فوارق، وهذا طبيعي وضروري. فإذا طرحنا فوارقنا من بعضنا، صرنا كلنا مفلسين. وإذا جمعناها، تقدمنا أكثر، لنكون كاملين

بهذه الرؤية، والرؤيوية، كان يتحدث ميشال عون. فيما كان الصغار على ضفاف مستنقعات الماضي والكذب، يحوِّرون كلامه، ويجتزئون خطابه، ويشوهون المعاني، ويحرِّفون المضامين
كأنهم مرة جديدة، ارادوا التأكيد على زور أسمائهم وانقلابها على الحقيقة
كأنهم مرة جديدة، ارادوا أن يجزموا للناس، أن عون وحده المستقبل، فيما كل عمالتهم وحقاراتهم ضغائرهم، فمن الماضي
وأن عون وحده صادق، فيما كل خبرهم وعنوانهم واقتطاعهم والكاريكاتور، هو الكاذب
وأن عون هو قوات الخير. فيما هم قوات الشر
وأن عون هو التقدم نحو المشاركة. فيما هم تخلفٌ الى بائد الاستئثار والجاهلية وانحطاط القيم والانسان
أن عون هو الوطني الحر، لا بل هو الحرية وهو الوطن، فيما هم عبيد لدى شركة، أو عائلة، أو سيد، أو أو حتى لدى زيت اسود لا أكثر



في اليوم الدمشقي الثاني، لم يجدوا غير العهر الإعلامي لينضحوا به ويضجوا. ولم يجد ميشال عون غير الغصة المكبوتة، والدمعة المحبوسة، ليجيب على هتاف فتاة، باسم كل المشرق
انت رفعت رؤوسنا

[Rabi3]

5-12-2008

وفي اليوم الثالث قرعت الاجراس


وفي اليوم الثالث قُرعت له الأجراس، تهليلاً وابتهالاً


في اليوم الدمشقي الثالث، خرج ميشال عون من أبواب سور الشام القديمة، الى الأرض الجديدة، على درب بولس. هو من أخرج شعباً كاملاً من أسوار الانعزال والخوف والانغلاق والتقوقع


خرج ميشال عون الى مسيحيي الشرق، كما خرج بولس إليهم، ناشراً الرسالة في الأرض كلها


من صيدنايا الى حمص براً، على دروب معبدة بالهتافات والأدعية. ومنها الى حلب، عبر سماء صافية منسوجة من قلوب تعتصر تأثراً وفخراً


مسيرة حج، بمحطات لا تنتهي. من السيدة الى مار سركيس وباخوس. ومن مار تقلا الى أم الزنار. ومن عينين الى كل العيون


مسحوه بالزيت المقدس. حملوا اليه السعف والطبول والصنوج. وجاءوا مهللين


في الحفر الصخري حيث سيدة صيدنايا، انتظروه منذ الخامسة فجراً. في درجات حرارة جليدية. ولم يخافوا الصقيع. كأنهم كانوا ينتظرونه منذ عقود، أو منذ قرون


طال انتظارهم في التاريخ، واليوم. حتى انبلج فجره، وأشرقت شمسه، فعلت حرارات الأكف والعيون والوجوه والقلوب... والإيمان


بعد صيدنايا، في معلولا، وقف أمام الأيقونات الدهرية. طلب أن يصلي الأبانا بلغة يسوع. بالآرامية الأولى، لغة الرسل الأحد عشر. ووفده كان مصادفةً من أحد عشر. صلى : لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض، قبل أن يُسرَّ الى خادم المذبح، أن رعشة مسَّته، من لغة السيد


واستمر حجُّه


في جرف القديسة تقلا، حيث هربت مسيحية من اضطهاد الوثنيين، ادرك كل المحيطين به، ان زمن الاضطهادات قد ولى. دفنه هو، بهامته الصخرية، وطوى بكفه، زمن حقائب السفر


في حمص، تدافع الآلاف لرؤيته. قطعوا الطريق امام موكبه. حملوا رجاءهم وإيمانهم، ومشوا طويلاً خلفه. كأن كل الطريق في صوته. كأن كل المدى في عينيه...


بعد السياسي في اليوم الدمشقي الأول، والمربي في اليوم الثاني، في يومه الثالث، كان ميشال عون، المشرقيَّ بامتياز


من دمشق الى بيروت، لم تتشوش الصورة. رغم كل الصور الاستفزازية لصغارٍ من صنع أيتام غازي كنعان


من دمشق الى بيروت، وصل صوت المعلم : جئت أعلن نهاية الغيمة السوداء. ومن يريد أن يكون كبيركم، فليكن خادماً لكم


خدمة التاريخ والإيمان والحقيقة، أداها ميشال عون، لكل مشرقي حيّ حرّ. خدمة الرجاء الحق، والقيامة الحقة

[Jess]

و الآن ماذا سيكذبون بعد؟

والآن، ماذا سيخترعون ويزوِّرون ويَكذبون بعد؟

ذهب ميشال عون الى سوريا، مرفوعَ الرأس، كما اعتاد أبداً، وكما كان دوماً. بينما اعتادوا هم تمريغَ أنوفهم على عتبة عنجر. فأصابهم الجنون.

وعاد ميشال عون من دمشق، محققاً ثلاثة أهداف دفعةً واحدة: تكريسُ سيادة لبنان، وانفتاحُه على محيطه، وتجذيرُ مسيحيي كل المشرق في أرضهم.

فيما أمضَوْا هم عقدين من الزمن، يمتهنون سيادتنا، ويخيِّروننا بين التبعية والصدامية، ويهمِّشون المسيحيين، ويُقصونهم، ويحصرونهم بين المدفون وسائر المدفونين. فتضاعف جنونُهم حتى الهلوسة.

ماذا سيكذبون بعد؟

قالوا أن الزيارة تهدفُ الى نيلِ مقاعدَ انتخابية. ثم ناقضوا أنفسَهم، بالزعم أن الزيارةَ نفسَها، لا تحوزُ شعبية مسيحية. فجاء المدُّ المسيحي واللبناني العارم، تأييداً ومبايعةً، ليسخِّفهم ويُظهرَ هشاشتَهم.

ثم قالوا أن الجنرال، ذهب الى دمشق ليعدِّل الطائف. فجاءت الوقائعُ لتثبت، أنَّ ما طرحه العماد عون لا يمسُّ الدستور، يل يصحِّح الممارسات. وهو لا يَحيد عما طرحته بكركي طيلة عقدٍ ونصف، وعما أعلنه رئيسُ الجمهورية ميشال سليمان، في خطاب القسم، وفي عيد الجيش، وفي أكثر من موقفٍ معلن. فيما حلفاؤهم يطرحون نسفَ النظام، والعودةَ الى أدبيات الحروب ومشاريعها.

وأخيراً هلوسوا، أن الزيارة، تؤكد تبايناً مزعوماً بين الرابية وبعبدا. فجاء الجوابُ الحاسم، ومن القصر الرئاسي بالذات: ذكرياتُ العمادين مشتركة. وتخطيطُهما للجولات اللاحقة واحد. أما التناقضُ فليس موجوداً، إلا بين معدلِ غرورهم، ومعدلات ذكائهم.

ماذا سيكذبون بعد؟ قد يطلعون علينا غداً، بأن أرضَهم هي الثابتة، وأن الشمسَ تدور حولها. لكنَّ شمسَ الحقيقة، ستظلُّ ساطعة، كما كانت هذا الصباح، في بعبدا.

[Jess]

يَطمَئِنُّ الى انتخاباتِنا النيابية المقبلة. والرئيسُ الفرنسي الحالي، نيكولا ساركوزي، يأتي إلينا في السادس من كانونَ الثاني المقبل، ليَطمَئِنَّ الى علاقاتِنا بسوريا. وقبلَهُما جاء الأميركي والروسي، ليطمَئِنَّا الى قُدُراتِ جيشِنا وقوانا الأمنية.

فهل نحنُ الى هذا الحدّ قَلِقون، وهم الى هذا الحدِّ حَريصونَ على مصلحَتِنا؟ أم أننا الى هذا الحدِّ مُقلِقون، فيما هم حريصونَ الى هذا الحدِّ على مصالِحِهِم؟
تدقيقٌ بسيط، يَكفي لمعرِفَةِ ما إذا كانوا قَلقينَ علينا، أم قَلقينَ منَّا.

فحين يَطمَئِنُّ كارتر الى صحَّةِ انتخاباتِنا، هل سيسألُ عن الزفتِ المَهدور لإغاثَةِ مرشَّحي الأكثرية المَنكوبينَ بانهيارِ الشعبيَّة؟ ام سَيَسألُ عن قولِ زعيمِ نظامٍ بترودولاري، أنه على أتمِّ الاستعداد لصَرْفِ نصف ثروَتِه، لدَعْمِ رعاياه من طبَقَةِ السُلطة عندَنا؟

إذا سأل، يكونُ قلِِقاً على التمثيلِ الحقيقي لشعبِنا. وإذا لم يسأل، يكون قَلِقاً من هذا التمثيلِ بالذات.

وحين يأتي ساركوزي ليَطمَئِنَّ الى علاقاتِنا بسوريا، هل سيسأل، كيف أنَّ السياسيِّينَ أنفسَهم، الذين جاءوا بسلَفِهِ جاك شيراك، ليُقنِعَنا ببقاءِ الجيش السوري عندَنا الى الأبد، هم أنفسُهم مَن يحاولُ إقناعَهُ بضَرْبِ سوريا بعدَ جلائها عنا؟ وكيف أنَّ موقِفَهُم السابق، جَعَلَهُم يتنعَّمونَ بمغانِم السلطة، وموقفَهم اللاحق، ضَمَنَ لهم بقاءَهم في السلطَةِ أيضاً؟

إذا سأل، يكون قلِقاً على حسنِ جوارِنا. وإذا لم يسأل، يكون قلِقاً منه.

وحين جاءَ الأميركي والروسي ليَطمَئِنَّا الى قدراتِ قوانا العسكرية. هل سألا عن سيادَةِ جَوِّنا ومائِنا وبَحْرِنا في الجنوب والبقاع؟ وهل سألا كيف واجهنا اسرائيل حين احتلَّتْنا وحينَ أمطَرَت علينا عناقيدَ غَضَبِها وحين قرَّرَت جَعْلَنا قبل عامَين أرضاً محروقة؟

إذا سألا، يكونان قلقَين على سيادَتِنا وأمنِنا وقوَّتِنا الوطنية. وإذا لم يسألا، يكونان قلقين من كلِّ هذه، على مصالح بلدَيهما، لا غير.

كلُّ ذلك، لأنَّ استقلالَنا، لا يُتَوَسَّل على أبوابِ السفارات، كما قال الذاهِبُ الى دمشق مُستَقِلاً، والعائدُ منها مُستَقِلاً

[Jess]

زوجة فرانسوا الحاج: ليس فتح الإسلام من قتل اللواء الشهيد ووكيل العائلة يكشف عن ضغوطات وتقصير في عمل لجنة التحقيق

مارون ناصيف-
otv-

سنة مرت على إغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء الركن الشهيد فرانسوا الحاج وكأنها دهر على قلب زوجته والعائلة التي تعتبر أن هذه الجريمة أحدثت زلزالاً وأيقظت الحسّ الوطني لدى الشعب اللبناني. فزوجة اللواء الشهيد "لودي" تؤكد أن سبب الإغتيال لم يكن فقط قيادته معركة مخيم نهر البارد وتقول "لقد برزت هذه المعركة شخصية فرانسوا هذا الضابط المقدام الشجاع الذي قضى على تنظيم فتح الإسلام الإرهابي في المخيم الشمالي لكنها لم تشكّل السبب الرئيس في إغتياله وليس من حاربهم فرانسوا في نهر البارد هم الذين قتلوه بل جاء الإغتيال بعد بروز شخصية اللواء الشهيد وما كان سيقدمه للبنان بالتعاون مع بعض الشخصيات لأن من قتل فرانسوا كان يحاول إغتيال لبنان هذا البلد الذي يتخبط للخروج من كبوته".

الحاج تؤكد أن فرانسوا كان يؤمن كثيراً بالشعب اللبناني ويطمح الى تأسيس مدرسة وطنية تربي الأجيال على حبّ لبنان والتعلق به. وتضيف: لقد وضع إستشهاد فرانسوا حدّاً لليأس بعدما أكّد للشعب اللبناني أن هناك أبطالاً لا يزالون يقدمون أنفسهم قرابيناً على مذبح الوطن".

أما بالنسبة الى التحقيقات وما وصلت اليه هذه القضية فيكشف وكيل عائلة الشهيد المحامي صليبا الحاج وهو إبن عمّ الشهيد عن ضغوطات مورست في هذه القضية على المجلس العدلي الذي لا يملك فريق عمل مؤهل بحسب الحاج لمتابعة التحقيق في جريمة بهذا الحجم. ويقول: "للأسف فالقضاة في المجلس العدلي لا يملكون مكاتب خاصة بهم بل يتناوبون على إستعمال المكاتب لذلك سأعمل على إعادة ملف قضية اللواء الحاج الى القضاء العسكري خصوصاً وأن التحقيق يعيش يوماً ويموت أيام".

الحاج الذي يعتبر أن الخلل في التحقيقات يكمن في عمل الضابطة العدلية التي يجب أن تجمع الأدلة وتقدمها الى قاضي التحقيق غير راضٍ على عمل لجنة التحقيق الدولية التي على رغم الجهد الذي تقوم به تقصّر أحياناً في بعض الأمور لأن المعطيات المتوافرة في هذه القضية جدية ومهمّة وتسمح لنا بالقول "إننا نملك رأس خيط".
في زمن كثر فيه المطلوبون المتهمون بجرائم إرهابية وعُرفت أماكن تواجد الكثيرين منهم يبقى السؤال: هل لبنان اليوم بحاجة ماسة الى فرانسوا الحاج ثانٍ لإلقاء القبض على هؤلاء الإرهابيين والإنتهاء من كل تنظيم يعرض الجيش اللبناني للخطر كما حصل في مخيم نهر البارد؟.

[Jess]

ما مِن شَكٍّ، أنَّ جلسةً لمجلسِ الوزراء، كالتي عُقِدَت اليوم، تَدفعُ الفريقَ الحريريّ الى الإحساسِ بالغُربَة

ما مِن شَكٍّ، أنَّ جلسةً لمجلسِ الوزراء، كالتي عُقِدَت اليوم، تَدفعُ الفريقَ الحريريّ الى الإحساسِ بالغُربَة، أو بالوجودِ في كونٍ آخر، لا علاقةَ له بكونِهم.
فمِن حيثُ هم آتون ومُمَوَّلون، لا وجودَ لمبدأ وزيرٍ أو شريك، ولا لمفهومِ شراكةٍ وحوارٍ ونِقاش. ففي أنظمَتِهم العائلية، كما في شركاتِهم الشخصية، كلُّ ما يواجهونَهُ مجرَّدَ رعايا، يُقبِّلونَ الأيدي. أو مجردَ موظَّفين، يُؤمَرون، فيأتمِرونَ وينفِّذون.

هكذا كانت الصدمةُ واضحةً على وجوهِ الحريريِّينَ في مجلِسِ الوزراء، حين رفضَ الوزيرُ محمد الصفدي استئثارَهم بالهيئَةِ المُشرِفَةِ على الانتخابات. حتى أنَّ وزيراً شاباً منهم، فقدَ أعصابَه وبدأ بالصراخ، على الوزيرِ المُعتَرِض، والحليفِ له. وذُهِلَ الحريريونَ أكثر، حين حاولوا تمريرَ مُصادَرَتِهم للهيئَةِ نفسِها، باقتراعِهم لوحدِهِم، أي بالأكثريَّّةِ البسيطة التي غَنِموها من قانون غازي كنعان. قبل أن يُفاجَأوا بأنَّ مثلَ هذا الاقتراع، يجب أن يكونَ بأكثريَّةِ الثلثين، فتراجعوا. وبين المحاولةِ والتراجُع، ظهرت كلُّ مكبوتاتِهم. فنفَّسَ وزراءٌ من ميليشيا سابقة، حقدَهُم ضدَّ القاضي منير حنين، لأنه كان رئيساً للمجلِسِ العدلي الذي دانَ زعيمَهُم. وحاول آخرونَ تمريرَ أسماءَ من خارِجِ لائحَةِ الوزير زياد بارود. ولولا مُكتَسَباتِ المعارضة في الدوحة، وانتزاعِ الثلثِ الضامن، لَما بَقِيَ من هيئةِ الانتخابات أيُّ شيءٍ يَضمَنُ نزاهةَ أيِّ انتخابٍ مقبل.

والنهجُ الحريريُ نفسُه، تفجَّر فساداً وإفساداً في قضيَةِ الهيئَةِ العليا للإغاثة. أكثرُ من ستينَ مليار ليرة هُدِرَت على تنفيعاتٍ انتخابية، وتمَّ دسُّها بين أوراقِ ملفٍ كبير، للتضليلِ والتضييع. ولما ظَهَرَ أنَّ أهلَ الإصلاحِ بالمرصادِ للمحاولة، طارَ البند، وتأجَّل مرةً جديدة، لتظلَّ مغارةُ الإغاثة مختومةً بالشمع... الأزرق.
قضيةٌ واحدة، لم يتمكَّن الحريريونَ من تمريرِها، ألا وهي بيعُ الأراضي عشوائياً لغيرِ اللبنانيين. فالآليةُ التي كان قد فَرَضََها وزراءُ الأقلية، أثمرتِ اليوم، التزاماً جزئياً بالحفاظِ على أرضِ الوطن. في وَجْهِ أكثريةٍ دَفتَرِيَّة، تَعتبرُ الأرضَ، والسيادةَ، والكرامةَ، والوطن، مجردَ أوراقٍ في دفاترِ شيكاتِهِم.