|
|
|||||||
| Political Forum « Politics from lebanon and the world... » |
![]() |
|
|
Share | Thread Tools | Search this Thread |
|
|
#31 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
ما الذي يؤكد ان الليلة الميلاد
الليلة يولد يسوع. الليلة نسألُ أنفسَنا: ما الذي يجعلُ من منتصف هذه العشية، أكثرَ أمسيات الأرض فرحاً، وسكينةً داخلية، وإحساساً بأنَّ أمراً عظيماً يحدث الآن، في قلب كلٍ منا. مع أنَّ وقائعَ الحدث، لا تنبئُ بالكثير. فيسوعُ ابنُ مريم، لم يولد في الخامس والعشرين من كانون الأول. وهذا التاريخ، لم يُحدَّد إلا لاحقاً، وعلى طريقة الاصطلاح من قبل الكنيسة الأولى، موعداً لعيد ميلاد الرب بالجسد. ويسوعُ ابنُ مريم، لم يولد حتى من ألفين وثمانمئة عام. فالعلوم الزمنية، تُظهر خطأً في الحساب الغريغوري، مقداره ستة أعوام. ويسوعُ التاريخي، لم يولد ربما عند منتصف الليل تماماً... وكثيرةٌ هي التفاصيلُ التي قد تغايرُ إيمانَنا الشعبي البسيط، برواية الميلاد. ما الذي يجعلُ إذن إيمانَنا صحيحاً؟ ما الذي جعلَ كلَّ تلك التفاصيل الصغيرة، تسقط أمام امتحان التاريخ؟ ما الذي كرَّس هذا التاريخ، حقيقةً ثابتة على مرِّ الأزمان؟ بكل بساطة، إنها الحقيقة. حقيقةُ أنَّ الربَ صار جسداً وحلَّ بيننا. ما همَّ في أي ساعة، ما همَّ في أي يوم، ما همَّ في أي سنة. الربُّ حقيقة. تجسدُه حقيقة.إذن ميلادُه حقيقة، أياً كانت كلُّ التفاصيل. وحقيقةُ الرب وتجسدِه وميلادِه، ثالوثٌ هي منذ البدء. ثالوثٌ عنوانُه المجدُ لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاءُ الصالح لبني البشر. هكذا، يعلمنا ميلادُ الرب، أن التاريخَ يُسقط كلَّ التفاصيل، ولا يحفظُ، إلا الحقيقة. ليلةَ الميلاد، إليكم بعضَ الحقائق، ولا شيء إلا الحقائق
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
|
|
#32 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
بعد الجنوب، قطاعُ غزة خَطَفَ كلَّ الاضواء مازِجاً السياسةَ بالأمن. أشلاءُ ضحاياه ملأت الشاشاتِ والضمائر. مواطنونَ فلسطينيونَ اصطادَتْهُم طائراتُ اسرائيل وقذائِفُها، فبَعْثَرَتْهُم على الطرق وفي العراء، كورَقِ الشجر في الخريف.
والقاسِمُ المشتَرَك بين الجنوب وغزة، حربٌ شعواء. الجنوب تفادى التدهوُرَ بعد العثورِ على صواريخ الكاتيوشا المُعَدَّة للإطلاق التي كادت تُعَرِّضُ القرار 1701 للإهتزاز، او حتى تُطيحُ به، ضارِبَةً في آن، الاستقرارَ الجنوبي والأمنَ الدولي. وفي الجنوب، جالَ رئيسُ الجمهورية، والى جانِبِهِ قائدُ الجيش، ليؤكِّدَ الى الداخل كما الى الخارج، أنَّ مفتاحَ الاستقرار يَربُضُ هناك. وفي السياسة ايضاً، زيارَةُ العماد ميشال عون الى بكركي بعد قطيعَةٍ طويلة، مؤكِّداً ثُنائيَّةً حتميةً، سياسية ودينية لسيّد بكركي: سوريا لن تعودَ بأيِّ شكلٍ من الأشكال الى لبنان. وكنيسَةُ مار مارون ستُبنى في بْراد السورية. اما نتيجَةُ الزيارة، فإبقاءُ التواصل بين الرابية وبكركي بعدما تجمَّدَ لأكثر من سنة. في هذه الاثناء، تتسارَعُ أخبارُ غزة، دقيقةً تلو الاخرى. التصريحاتُ الاسرائيلية تُنذِرُ بالأسوأ وبفَتْحِ القطاع على كلِّ الاحتمالات، فيما عددُ الضحايا يرتفِعُ بشكلٍ مضطرد، ليتعدى المئتَين وخمسة، فيما الجرحى سبعمئةٌ وخمسون
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
| The Following User Says Thank You to Jess For This Useful Post: | SysTaMatIcS (12-29-2008) |
|
|
#33 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
منذ ثلاثة الاف عام وكما تخبرنا التوراة حاصر العبرانيون اريحا اقدم مدينة في التاريخ لشهور واعوام ولم يتمكنوا من دخولها.
وتضيف حكاية التوراة ان اله اسرائيل امر يشوع بن نون خليفة موسى في قيادة الشعب اليهودي بان يطوف الشعب حول اسوار اريحا نافخين بالبوق وصارخين باعلى الصوت والهتاف وفي اليوم والساعة المحددين صرخوا بصوت واحد عظيم وبنفخ الابواق فانهارت اسوار اريحا ودخلها يشوع واعمل السيف والقتل والذبح في اعناق الرجال والنساء والاطفال ولم يوفر شيخا ولا رضيعا. بعد ثلاثة الاف عام , ما اشبه اليوم بالبارحة الشعب الذي اسمى نفسه شعب الله المختار اصبح وبامتياز واستحقاق شعب الله الجزار. اما العرب نسل ابراهيم واسماعيل ,اتباع الديانة السماوية العزيزة واصحاب الرسول الكريم فقد وضعوا تاريخهم وراءهم وباتوا عن حق وجدارة شعب الله الفاقد القرار. ربما يكون مفهوما ان يرى بعض الغرب بعين متحيزة وفئوية ما يجري في غزة وتدين واشنطن القتيل وتشجع الجلاد على الامعان في القتل. لكن ان يحمل بعض العرب المسؤولية في ما يحصل للشعب الفلسطيني وحماس فهذا ما لم يسبقهم احد اليه. الموقف المصري اعطى براءة ذمة للاسرائيلي ومنحه اجازة مرخصة عربيا لاستحلال وهدر دم حماس اما بقية عرب الاعتدال فاختاروا التخلي والاعتزال وسماع شعوبهم يرددون مع الشاعر و بتصرف : يا امة خجلت من تخاذلها الامم. جحيم غزة في يومه الثاني قتلى ودمار غارات ونار ومزيد من الوعيد الاسرائيلي بان العملية مستمرة حتى القضاء على حماس. اما الخلفية الحقيقية فقد كشفت جانبا منها صحيفة هآرتس التي قالت ان هدف الهجوم هم محو اثار هزيمة تموز واخفاقات تساهال ضد حزب الله. وللمفارقة فأن الكلام الذي يعلنه الاسرائيليون ولا سيما ايهود اولمرت لجهة الاستمرار في الهجوم حتى انهاء حماس شبيه بالمواقف ذاتها التي اطلقت عشية وغداة حرب تموز لجهة القضاء على حزب الله ولا ضرورة للتذكير بالنتيجة. ماذا في اليوم الثاني من عملية الرصاص المصبوب؟
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
| The Following User Says Thank You to Jess For This Useful Post: | SysTaMatIcS (12-29-2008) |
|
|
#34 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
رصاص مسكوب وتراشق للتهم
في اليوم الثالث لعمليَّةِ "الرصاص المسكوب"، لم تستَرِح أيُّ آلَةٍ من أجهزَةِ الدمار الاسرائيلية ولم يَهدأَ ايُّ مدفَعٍ او طائرة او مروحيَّةٍ قاتلة. فالقذائفُ والصواريخُ الاسرائيلية لم تَرتوِ بدماءِ ثلاثمئَةٍ وخمسينَ قتيلاً، لا بل أَنذَرَت آلةُ الدمار الهمجية بالمزيدِ من الضحايا ، حتى تدمير حركة المقاومة الاسلامية حماس، كما قال وزيرٌ اسرائيلي. وحدهم الهادئون والمستريحون كانوا حكّام المنطقة وسط غياب علني لأدنى مستوى التضامن في ما بينهم. يبحثون في امكان الاجتماع بعد ثمان واربعين ساعة، ويتراشقون التهم بضرب اي قمة عربية محتملة فيما رئيس الجمهورية اكد تأييده عقد قمة عربية كما السعي الى وقف العدوان. فلا تفيد دعوة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى تحركهم السريع للعمل على وقف العنف ، ولا تؤثر في تقليص هذه الساعات الثماني والاربعين التي ستكون حتماً كافية لمضاعفة رقم ضحايا غزة، بمعدل سقوط عشرة او اثني عشر بريئاً جديداً كل ساعة. فتكون المسؤولية بالسكوت على الجريمة، كما قال الامين العام لحزب الله . وفيما التجمعات والتظاهرات المنددة والمستنكرة لم تترك ساحة في البلدان العربية والغربية تقريباً، سارع محامي الدفاع الاميركي للتأكيد على لسان الناطق باسم البيت الابيض أن اسرائيل تتحرك في قطاع غزة في اطار الدفاع عن النفس. اما السلام في الشرق الاوسط فمجهول المسار بعد هجوم غزة، والمحادثات الاسرائيلية السورية مستحيلة، كما قال وزير الخارجية التركية، الراعي العلني لهذه المحادثات.
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
|
|
#35 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-26-2014
Join Date: Apr 2008
Posts: 5,388
Thanks: 1,475
Thanked 4,960 Times in 2,942 Posts
Groans: 0
Groaned at 6 Times in 6 Posts
|
قصفٌ مستمرّ ، خلافاتٌ مجمّدة
قبل الاخير من السنة، بدا الوضع العام كجردة حساب شاملة لاثني عشر شهراً، شكلت مرتكزاً وقاعدة اساس لما هو آت قريباً فيما سادت مأساة قطاع غزة كل التطورات من دون استثناء، وكأن اي نشاط آخر يخجل من صور اطفاله الراقدين في برادات المستشفيات، ونحيب نسائه وهدير الطائرات في سمائه ورغم تصاعد قرع طبول الحرب البرية والتهديدات الاسرائيلية بأن الغضب آت، لم يطرأ اي تبديل على الصورة العربية العامة باستثناء بعض التفاصيل التي لن تخدش المسار العام للتطورات المقبلة. فالرئيس المصري يعلن شروطاً لفتح معبر رفح فيما وزير خارجيته يطرح من انقره نقاطاً اربع للتهدئة: وقف اطلاق النار، والعودة الى التهدئة، وفتح المعابر لرفع الحصار، وضمانات اقليمية او دولية لبقاء المعابر مفتوحة واذا كانت هذه النقاط لن توقف العمليات الاسرائيلية نهائياً، كما لن يوقفها بيان قمة التعاون الخليجي ، فإن الطرح الفرنسي لوقف النار لثمان واربعين ساعة سيلد حتماً ميتاً، لأن المطلوب قبيل الانتخابات الاسرائيلية القضاء على حماس وليس تجميد نساطها حتى النداءات الدولية لن تبدل في مسار الدبابات الاسرائيلية الرابضة على حدود غزة. فهي لم تبدّل مسار اي حرب من قبل ولن تفعل اليوم انما في لبنان، بدّل قصف غزة مسار جلسات مجلس الوزراء العادية واستبعد البحث في الملفات الداخلية الخلافية فأضفى الاتفاق حيث الخلاف، ومراعاة المواقف حيث حدة التوتر OTV - 30-12-2008 |
|
|
|
|
|
#36 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
يومُ الضحايا الأربعمئة والاثنيَن والعشرين والجرحى الألفَين ومئتين، تُسقِطُهم هَمَجيةُ كيانٍ، كلُّ ما في دولتِه طقوسٌ لِسَفْكِ الدم
وبلغَّةِ الوقائعِ الميدانية، إنه يومُ ما يوصَفُ باستكمالِ الاستعدادات، لبدايةِ التحرُّكِ براً في غزة. إما عَبْرَ عملياتِ توغلٍ محدودة، وإما عَبْرَ مناوراتٍ للضغطِ العسكري والنفسي، وإما عَبْرَ محاولةِ اجتياحٍ برِّيٍ جدي. وهو ما يترقَّبُهُ المقاوِمونَ في غزة، لتحويلِهِ محطةً مِفصَلِيَّة، تُعلِنُ هزيمةَ العدوان على الأرض، بعد أسبوعِ غطرسَتِه وجرائِمِه في الجو. وفي لغَّةِ المساعي الدبلوماسية، إنها عشيةُ انطلاقِ المبادرَةِ التركية عَبْرَ الرياض، مع زيارَةِ إردوغان إليها السبت، وترقُّبِ المبادرة الفرنسية في الاتجاهِ نفسِه، مع انتظارِ وصول ساركوزي الى المنطقة مَطلِعَ الأسبوع المقبل. وفي لغَّةِ التحركاتِ الشعبية المستَنكِرَة والشاجِبَة، إنه يومٌ جديدٌ لِغَزَّة، من الضفَّةِ الأسيرة الى جاكرتا، ومن الهند وبنغلادش وأفغانستان، الى تونس وعمان. أما في لغَةِ بيروت، فهو يومُ انكشافِ الانقسامِ الجَذري والجوهري العميق، بين سلطةِ بيروتَ من جهة، وشعبِ بيروتَ من جهةٍ أخرى. كأنَّ بيروتَ لم تَعدْ بيروتَ محمود درويش وصادق جلال العظم، وقباني والشيخ إمام. كأنَّ بيروتَ لم تَعدْ مدينةَ اللغَّةِ الواحدة والوَجْهِ الواحد. كأنهم أرادوا استنساخَ أنظمةِ الكَذبِ والدَجَلِ والنِفاق. ففيما كان أبناءُ بيروت، يُحاصِرونَ سفارةَ حسني مبارك بأعلامِ فلسطينَ الذبيحة، كان السنيورة والحريري، المُدَّعِيان تمثيلَ بيروت، يدافِعانِ عن نظام مبارك، ويحاولان سُدىً، تحويلَ المعركة صوبَ السيد حسن نصرالله، وصوبَ المقاومة اللبنانية، وصوبَ التهويلِ بانفجارٍ جنوبي، للتخفيفِ ربما عن العدو الاسرائيلي في معركَةِ غزة. وبكلِّ اللغات، يبقى يومٌ جديدٌ للدمِ الفلسطيني الغزاوي، يواجِهُ السيفَ، ويَصمُدُ، حتى ينتصر
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
|
|
#37 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
يوم غزة الثامن: ملامح المأزق الإسرائيلي و الإرباك الحريري
وفي اليوم الثامن من العدوان البربري على غزة، بدأ يرتسمُ المأزقُ الاسرائيلي. فلا التراجعُ ممكن، تحت طائلة إعلان الهزيمة السياسية، وانهيارِ حزبَيْ العمل وكاديما، ووصولِ نتنياهو الى السلطة بعد أسابيع، وهو ما ترتعدُ منه واشنطن. ولا التقدمُ ممكنٌ أيضاً، تحت طائلة بدءِ الهزيمة العسكرية، أو سقوطِ كل ما أُنجز من عملية التسوية سابقاً، وهو ما ترتعبُ منه واشنطن أيضاً. وبين الاستحالتين، فتح الكيانُ الاسرائيلي فسحةً للمراوحة والمناورة وتضييع الوقت والتهويل. فعمد عسكرياً الى تطبيق تكتيكين: أولاً قصفٌ مدفعي عنيف لأطراف القطاع، وثانياً محاولةُ فصل غزة اثنين في عمقها. وذلك للإيحاء بأنَّ عملياتِه البرية باتت وشيكة. أما سياسياً فحرَّك أكثرَ من طلب استدراجٍ للمبادرات، غرباً وشرقاً، تحت عنوان تعهُّد حماس بوقف الصواريخ مقابل البحث في كل شيء. وهو ما لم يلقَ أيَّ تجاوب. وسط هذه الأجواء تحركت إيران عشية وصول ساركوزي الى المنطقة. فعلى وقع الفشل المصري، والذي رتَّب فشلاً تركياً مماثلاً على ما يبدو، وصل جليلي الى دمشق حيث التقى القيادة السورية، وحمل الى خالد مشعل رسالة دعمٍ إيراني كامل. وإذ انتقل جليلي الى بيروت، يُنتظر أن يصلَ لاريجاني الى دمشق أيضاً بعد أيام، تأكيداً للموقف الإيراني الداعم للمقاومة الفلسطينية من جهة، والجاهز للتنسيق مع باريس، في أي وساطةٍ مشرِّفة ممكنة، من جهةٍ أخرى. والى جانب هذا الحراك، استمرت غزة تدفعُ ثمنَ صمودِها وحيدةً وبصمت. في اليوم الثامن، بلغت حصيلةُ الحربِ الهمجية عليها نحو 451 ضحية، بينهم أكثرُ من خمسة وسبعين طفلاً. العالمُ كله تظاهر استنكاراً للمجزرة الصهيونية. أما فؤاد السنيورة فاختار التضامنَ، عبر الاتصال بمحمود عباس وأبو الغيط، وبالسفير السعودي، الذي كان رئيسُ القضاء في مملكته العائلية، قد أفتى باعتبارِ التظاهرات المؤيدة لغزة، عملاً غوغائياً، يصدُّ عن ذكر الله. أما وليد جنبلاط فذهب أبعد، معلناً ثورةً حتى النصر، ولو من خلفِ جدران القصر. غزة وحدها تدفع الثمن، وغزة وحدها ستنتصر، وغزة لن تهديَ نصرَها إلا الى غزة وأهل غزة ووطن غزة.
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
| The Following User Says Thank You to Jess For This Useful Post: | SysTaMatIcS (01-04-2009) |
|
|
#38 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
ومن قالَ أنهم لم يتعلموا من حربِ تموز؟
هكذا بدت الحربُ على غزة في يومِها التاسع، تكراراً غبياً للعدوانِ على لبنان، مع تصحيحٍ شكليٍ لبعضِ التفاصيل. فبدل أن تقفَ رايس، كما وقفت في حربِ تموز، وتعلنَ جِهاراً أنها ضد وقفِ النار، تولَّى ممثلوها وأبواقُها المهمةَ ذاتَها، ولكنْ بصمت، في مجلسِ الأمن. ففشلت المنظمةُ الدولية ثلاثَ مرات في التوصُّلِ الى أيّ اتفاقٍ أو قرارٍ أو حتى بيان، يدعو الى حقنِ الدمِ الفلسطيني المهدور تحت جنازيرِ الدباباتِ الصهيونية. وبدل أن تخرجَ أصواتٌ مصرية وسعودية وأردنية وبيروتية، كما خرجت في حرب تموز، منددةً بالمقاومين المغامرين، ومهدِّدةً بمحاكمتِهم، كما فعلَ يومَها سعد الدين الحريري، لجأوا اليوم الى مقولة الوحدة، وحدة الشعب الفلسطيني، وجعلوا منها مِشْجَباً يعلقون عليه خِزيَهم وتخاذلَهم وتواطؤَهم وجُبنَهم وصمتَهم المريب. وبدل أن تؤكدَّ اسرائيل كلَّ يوم، ثقتَها بنصرٍ من سراب، كما فعلت في تموز، تحاولُ اليومَ بعضَ تواضعٍ، والكثيرَ من التعتيم، كي تتجنبَ فضائحَ إعلامية وميدانية جديدة، يبدو أنها بدأت تُسجل على أرض غزة. هكذا، ورغمَ الضحايا الخمسمئة للهمجيةِ الصهيونية، ورغم محاولاتِ أكبرِ ماكينةٍ للعنفِ والقصفِ في المنطقة، تقسيمَ غزة المحاصرة، ورغم البالوناتِ الإعلامية عن توغلاتٍ وتقدمات، لا تزالُ غزة صامدة. ولا يزالُ مقاوموها يخوضون الحربين معاً، حربُ تدفيع المحتلِّ ثمنَ وجودِه على أرضِهم غالياً، وذرةً ذرة، وحربُ الردِّ بالصواريخ على الداخلِ الاسرائيلي، كرمزٍ من رموزِ الاستمرارِ في المواجهة. أما في السياسة، فيصلُ الى المنطقة غداً ساركوزي، حاملاً أفكاراً ونياتٍ طيبة. لكنَّ الخطوةَ الجدية لم تنتظرِ الغد، بل أطلقَها الليلة أميرُ دولة قطر، داعياً مجدداً الى قمة عربية طارئة، لأنه قبل أن يستمعَ المجتمعُ الدولي إلينا، علينا نحن أنْ نستمعَ الى مجتمعِنا العربي
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
|
|
#39 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
وفي اليوم العاشر من العدوان على غزة، فُتِحَ بازارُ المساومات، فوقَ الدماءِ والتضحيات. تراجَعَ الكلامُ عن الميدانيات، وتقدَّمَ الحديثُ عن الوِساطاتِ والمبادرات. فوَسْطَ الصمتِ الأميركي المشجِّع للحرب، والعجزِ العربي المُريب حيالَها، دفَعَ الأوروبيونَ بكلِّ قواهُم الى ساحَةِ المساعي.
نيكولا ساركوزي وَصَلَ الى المنطقة. ومن بوابَةِ القاهرة الموصَدَة، مثلَ معبر رفح، يحاوِلُ سَبْرَ ملامح الحل. فيما الوسيطُ التركي يبدو الأكثرَ فاعلية. فبعدَ مَنْحِها شبهَ تفويضٍ للتفاوض من قِبَلِ حماس، نجحت أنقره في تنظيمِ لقاءٍ يُعقَدُ في مصر غداً، بين وفدٍ من حماس، يضمُّ عضوَي مكتَبِها السياسي، عماد العلمي ومحمد نصر، وبين الجانب المصري، لسماعِ ما لدى الأخير من طروحات. علماً أن الحَمَساويِّينَ يُصرِوُّنَ على شَرطَيْ وقف النار ورفع الحصار، قبل البَحْثِ في أيِّ شأنٍ آخر. وبعد الفرنسي والتركي، يَصِلُ سولانا الخميس، ثم وزير خارجية تشيكيا، الذي تتسلم بلادُه الرئاسةَ الأوروبية، الأحدَ المقبل. علماً أن كلَّ الحِراكِ الأوروبي ينحصِرُ في بضعِ أفكار عامة: وقفُ إطلاق الصواريخ، مقابلَ وقفِ النار. ومن ثم وضعُ آليةٍ لضَبْطِ معابِرَ غزة، لقاءَ رَفْعِ الحصار. يرافِقُ كلَّ ذلك بحثٌ في الآلياتِ الميدانية للتنفيذ، وفي الأطرِ الدولية الضامنة للاتفاق. إن عَبْرَ قواتٍ دولية مشتركة، أو عَبْرَ قرارٍ لمجلس الأمن يفوِّضُ قوةً أممية، أو سوى ذلك. وإزاءَ هذه السيناريوهاتِ المنتَظَرَة، يترقَّبُ المعنيونَ كلمةَ الأمين العام لحزبِ الله السيد حسن نصرالله الأربعاءَ المقبل، بما قد تَحمِلُهُ من مؤشراتٍ واتجاهات. كما تَظَلُّ أرضُ غزة المعيارَ الأول لموازين الحرب والسلم، التفاوض أو التصادم. فالخطوطُ الحمرُ التي تَرتَسِمُ بدمِ الغَزَّاويِّينَ، لن يَقدِرَ أيُّ مفاوضٍ على تخطيها لاحقاً. وهي خطوطٌ تتكثَّفُ كلَّ يوم، وتترسَّخُ وتتأكد، تماماً كما في أحداث اليوم العاشر من حربِ الهمجيَّةِ الصهيونية على غزة
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
|
|
#40 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
وفي اليوم الحادي عشر للحرب على غزة، بدأت تتوالى انهياراتُ الفريق المهاجم.
سياسياً، بدأ كشفُ الأسرار بين حلفاء المجزرة، وفضحُ بعضِهم البعض، في التواطؤ ضد غزة. إذ كشفَ الاعلامُ الاسرائيلي، أنَّ حسني مبارك قال لوفد الاتحاد الأوروبي، أن انتصارَ حماس ممنوع، ودعاهم الى عدم السماح بذلك. ورغم النفي المصري الرسمي للخبر، تظلُّ صدقيتُه ماثلة في الكلام الاسرائيلي المتكرر، عن دعم عددٍ من الأنظمة العربية لما تقوم به اسرائيل. أما على الصعيد الدبلوماسي، فتمثلت انهياراتُ العدو، في تهافت الوسطاء الدوليين لعرضِ مشاريعَ تسوية، تصبُّ كلها عند نقطتيْ وقفِ الصواريخ، وضبطِ معابر غزة. وهذا ما تبين أن مصرَ عرضته اليوم على وفد حماس، بعد لقاء عمر سليمان بعضوَيْ مكتبها السياسي، عماد العلمي ومحمد نصر. لكن الحمساويين أكدوا رفضَهم أيَّ تسويةٍ لا تبدأُ برفعِ الحصار بالكامل عن غزة، كما شددوا على رفض اي مشروعٍ يتضمن وجودَ مراقبين دوليين على أرض غزة، وهو ما كان مدارَ بحثٍ، ضمن المشروع الأوروبي، بتسويقٍ فرنسي مصري مشترك، وتنفيذٍ تركيٍ متصوَّر، على قاعدة أن يتولى الأتراكُ تلك المراقبة. ومن المرجح أن يكونَ ساركوزي قد عاد الى القاهرة، ليتبلَّغ من المصريين، جوابَ حماس على هذا المشروع، والمتوقع أن يكون الرفضَ القاطع. أما عسكرياً، فكانت ذروةُ انهياراتِ الهجوم الصهيوني، وقوعَ قواتِه المتوغلة براً في أكثر من كمين، أَسقطَ لهم عشراتِ الإصابات، بينهم قائدُ لواء النخبة الصهيونية، غولاني. كذلك نجاحُ المقاومة الغزاوية في صدِّ محاولة إنزالٍ بحري، جنوبي مدينة غزة،وإجهاضُ محاولةٍ اسرائيلية للتحكم بجَبليْ الريِّس والكاشف في الشمال. هذه الهزائم الميدانية للمهاجمين، ردت عليها آلةُ القتلِ الصهيونية، بمجازرَ جديدة، على طريقة قانا 1996 و2006. فقصف الصهاينة مدرسةً تابعة للأونروا، كانت تُعتمد ملجاً للمدنيين، ما أسقط نحو أربعين شهيداً من هؤلاء. وما عمَّق صورةَ المأزق الصهيوني، الذي وصفته مجموعةُ الأزمات الدولية، في تقريرٍ لها اليوم، بما يسبقُ الكارثة. كارثةٌ سياسية للمشروع الصهيوني، يتمُّ إخفاؤها بمذابحَ بربرية، ضد الدم الغزاوي.
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
![]() |
|
| Tags |
| intro, otv |
| Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests) | |
|
|