Otv Intro

[Jess]

هل خسر التيار الوطني الحر حقاً في الانتخابات؟

هل خسر التيار الوطني الحر حقاً في الانتخابات البلدية والاختيارية في اقضية جبل لبنان كما حلا
للبعض ان يصف نتائج الخريطة الانتخابية منذ ان بدأ فرز الصناديق في مختلف اقضية جبل لبنان مساء امس؟

وهل يعود فوزه في بلدتي الحدت والدامور الى تحالفاته، كما اصر بعض الاعلام على قوله، فتكون الحدت من نصيب تحالفه مع حزب الله، والدامور لتحالفه مع الاشتراكي؟
علماً ان في البلدية الاولى، الاصوات المسيحية هي التي ترجح الفوز دون غيرها مع العلم ان الصوت المسلم يتركز في حارة سبنيه ذي الغالبية السنية فيما التحالف مع الاشتراكي هو بحكم الواقع بفعل الخريطة السياسية التاريخية للمنطقة.
ولم َ لم يأت هؤلاء على ذكر التحالفات الباقية في المناطق الاخرى. مع الكتائب او القوات او المر او غيرهم؟

ولمَ لم يأت هؤلاء على ذكر خريطة انتشار التيار ووجوده في مختلف البلديات التي لم يكن موجوداً فيها من قبل؟
فإذا كانت خريطة الارقام لم تنته بعد بالكامل. والارقام الرسمية مؤجلة الى الغد في وزارة الداخلية، الا ان الذي لم يؤجل ابداً هو ذلك الخناق المطلوب تشديده قبل ستة ايام من انتخابات بيروت ومع تصعيد منحى المفاوضات والاتصالات بشأن استحقاق العاصمة البلدي والاختياري الاحد المقبل.

فمع انقضاء الصفحة الاولى من رباعية الاستحقاق البلدي، تعود الانظار لتتجه نحو معركتي زحله وبيروت، خصوصاً ان المواجهة الديمقراطية تبدو حتمية بعد استكمال تموضع فريق الطاشناق في خريطة العاصمة.
لكن قبل كل ذلك، مطلوب جردة حساب للثاني من ايار. وقراءة هادئة قد تكون بدايتها الحتمية من الحدت.

[Jess]

بدأت تتضحُ الصورة أكثر فأكثر. وبدأ يظهر أنَّ ما حصلَ يومَ الأحد الماضي في جبل لبنان، وما يُحضَّر لحصولِه يومَ الأحد المقبل، وما يسيل حبراً غزيراً في بعضِ وسائلِ الإعلام...ليس مجردَ انتخاباتٍ بلدية واختيارية. إنها معركة مدروسة، ومحضَّرة، ومتعدِّدةُ الآباءِ والمتبنِّين، لمحاولةِ إلغاءِ ميشال عون...

ما كان ناقصاً من التفاصيل، البديهية أصلاً، أكدته من دون لبسٍ، ما آلت إليه انتخاباتُ بيروت. إذ كيف يُعقل أن تكونَ هذه المدينة بالذات، ستُ الدنيا، والعاصمة العالمية للكتاب، وجامعةُ الشرق، ومطبعةُ العرب، وصحيفةُ المشرق، وكلُّ صفاتها الكوزموبوليتية...أن تكون في الوقت نفسه، عاجزةً عن استيعابِ عضوٍ إضافيٍ واحد، في تركيبة مجلسِها البلدي؟؟؟ وهو ما كان مطروحاً، لا للمحاصصة، ولا للمقاصصة، بل بما يضمن توازنَها وميثاقيتَها وتعاونَ أبنائها وإنماءَ أحيائها والبيوتِ وأماكنِ العيشِ الكريمِ فيها؟

في المقابل، اتُخذَ القرار: المطلوب معركةُ إلغاءٍ في قلب بيروت. ليس فقط في المجلس البلدي. بل حتى في معركةِ آخرِ مختارٍ، أكان في الرميل أو الصيفي أو المدور، أو طبعاً في الأشرفية. حتى أن معلوماتٍ مؤكدة كشفت لل
otv،
أن رئيسَ الحكومة عرضَ على حزب الطاشناق أن يستأثرَ بالمقاعد الأرمنية كاملة على لائحته، مقابل أن يتخلى عن التحالف مع التيار الوطني الحر، في انتخابات المخاتير نفسها. وهو لذلك انتظر أمس ساعتين كاملتين لاستنفاد هذا المسعى. ولم يعلنْ لائحتَه، ولم يُعطِ مقعداً أرمنياً للأرمن التابعين له، إلا بعد تبلُّغِه رفضَ الطاشناق. وتقول المعلوماتُ نفسُها، أن مسعاً مماثلاً كان يحصلُ مع حزبِ الله، قبل أن يفشلَ أيضاً...فشلت المساعي، لكنَّ الهدفَ لا يزال محدداً: إلغاءُ ميشال عون في بيروت... قبل أربعةِ أيامٍ من هذه المعركة، كيف تبدو تفاصيلُها؟

[GeneralMickey]

هذا الأحد، الانتخاباتُ رسمياً في بيروتَ والبقاع. لكنها فعلياً، محصورة في الأشرفية ومحيطِها من عاصمة لبنان، وفي زحلة وبعضِ الجوار من عاصمة البقاع...

أي بالعربي المشبرح، الانتخاباتُ هذا الأحد حصراً، ومرةً أخرى، بين المسيحيين...

ما هو السبب؟ البعضُ يحاولُ إضفاءَ مسحةٍ تجميلية على هذا الواقع. فيدَّعي مثلاً أن ذلك يعود الى حيوية الواقعِ المسيحي وديناميته. البعضُ الآخر على العكس، يزيدُه سواداً. فيزعمُ أن السببَ هو غيابُ مرجعياتٍ جامعة لدى هذه الجماعة. بعضٌ ثالث يذهب أكثر صوب الفلسفة واللاهوت والفكر السياسي، فينظِّر لكون المسيحيين مفطورين على التعدُّدِ وحريةِ الاختيار...وغيرِ ذلك من التبريرات...

غيرَ أن المدقِّقَ بأحوال انتخابات بيروت مثلاً، يرى أن اقتصارَ الانتخابات على المنطقة المسيحية، يعودُ الى أسبابٍ أكثرَ واقعيةً ومادية. فالمعركة محصورة في الأشرفية، لأن لدى المسيحيين مثلاً، رئيسَ حزبٍ يدَّعي رفعَ أمنِ المجتمعِ المسيحي فوق كل اعتبار، فيما هو لا يخوضُ معاركَه إلا ضد المسيحيين، وعلى أرضهم. وليس المقصودُ بهذا الكلام زمنَ الحروبِ والميليشيا والتصفياتِ الجماعية والاغتيالاتِ الشهيرة. بل المقصودُ به هو اللحظةُ الراهنة. فحين وجَّه وليد جنبلاط قبل أيامٍ مثلاً، كلاماً قاسياً ضد رئيسِ هذا الحزب، وكاد ينصحُه بإقفال فمِه، بماذا ردَّ عليه؟ قال له باسماً: ضربُ الحبيب زبيب. أما حين يقفُ ميشال عون مطالباً بأن تنتخبَ الأشرفيه ممثليها في المجلس البلدي، فحينها فقط، يرفعُ ذاك المضروبُ بالزبيب صوتَه، متوعِّداً بحربٍ في زواريب الأشرفيه...

الحربُ مسيحية مسيحية، لأن لديهم نائباً شاباً، على سبيل المثال أيضاً، لم يعرفْ بعد أنْ لا فيزا بين لبنان وسوريا. لكنه يعرف أن ينشرَ ملصقاتٍ بصورٍ متحركة موروثة، ضد ميشال عون...

نكتفي بهذا القدر من مسحِ هؤلاء النوابِ والنائباتِ والنوائب، كي لا نصلَ الى المحرَّمات والمحظورات...هكذا نفهم أن المعركة مسيحية مسيحية، لأنَّ الحريري موفَّق بانكشارية، يخوضون له... وعنه، معاركَه. فإذا خسرَ خسروا. وإذا ربحَ... خسروا أيضاً. تماماً كما كان درسُ 7 حزيران. ومع ذلك يكررون دورهم ووظيفتهم الانكشارية..

لكل ذلك، معركةُ بيروتَ غداً، استفتاءٌ ضد الإلغاء. ومقاعدُ بلدية بأصواتٍ حريرية، ومختار بأصوات الأحرار...

[Jess]

ليس تفصيلاً الانقلابُ المسجلُ يومَ الأحدِ الأخير، بكلِ المقاييس، وبقوةٍ هادئة، بين البقاع وبيروت...
فمن دون سخونةٍ اقتراعية، ولا تهافتَ على الأقلام، تهافتت أكثريةٌ نيابية، لم يمضِ على أكثريتها عامٌ واحد، على أبوابِ الصناديق البلدية...

مبالغةٌ هذا الكلام؟؟؟ فلندقق في مضمونه:

في بيروت، فوزٌ بلدي باهت لفريق الحريري. مع قدرةٍ تعبوية متواضعة. وخصوصاً، مع حضورٍ سني معارض، تخطى الثلث، للمرة الأولى منذ موجة العام 2005. أما اختيارياً، فمناصفةٌ مسيحية واضحة، لن تنتهي على ما يبدو، إلا عبرَ القضاء. ذلك أن بعضَ أقلامِ الرميل والأشرفيه، تحولت موضعَ مراجعاتٍ قانونية. يُنتظر أن تحالَ الى مجلس شورى الدولة، عبر طعونٍ في بعض النتائج. وهي في حال تبنيها، قد تحوِّل المناصفة المسيحية في العاصمة، أرجحيةً عونية واضحة. وهو في كل حال، ما سنعود إليه بالتفصيل بعد قليل، مع ضيفنا لنشرة هذا المساء...

في البقاع الغربي، اكتساحٌ للتيار الوطني الحر وحلفائه، في غالبية البلديات المسيحية. حتى أن مرشحاً رئاسياً سابقاً من فريق الأكثرية، لم ينجحْ في الفوزِ في بلديةِ مسقطِ رأسه...وفي هذا البقاع نفسه، تقدمت المعارضة السنية أشواطاً كبيرة، حتى استعادت معظمَ المعاقل والقلاع...فيما ظل البقاعُ الشمالي، على إجماعه لصالح الثنائية الشيعية، مع شواذين اثنين لتأكيد القاعدة لاغير...

تبقى زحله...ففي عاصمة البقاع، انتصر الزحليون على نوابهم مجموعين، باستثناء واحدٍ منهم فقط. وسجل التيارُ الوطني الحر هناك رصيدين اثنين: إذ انتصر في استفتاءِ مرشحه، ونَصَرَ المعارضة في فوزها الساحق...

[Jess]

هناك قولٌ شهيرٌ للوزيرِ السابق الياس سابا، مفادُه أنَّ الرقمَ في لبنان وجهةُ نظر...
طبعاً حين أطلقَ سابا هذا القول، كان يقصِدُ به الاقتصاد. لكنه يبدو أنه يصحُّ أيضاً على الاقتراع...

ففي زحلة، خسر نوابُها مدينتهم. لكنْ وفقَ قراءةِ سمير جعجع ربما، وجهةُ نظر...
في البقاع الغربي، انقلابٌ كاملٌ في الموازين، مسيحياً وسنياً...وجهة نظر...
في بيروت : المدوَّر صارت بالتوافق. لكن لماذا أعطى هذا التوافق ثلثي المقاعد للمعارضة والثلثَ فقط للموالاة؟؟؟ وجهة نظر...

في الرميل 7-5 لصالح المعارضة...وجهةُ نظرٍ أيضاً. مع العلم أنَّ قلماً بكامله تبدلت أرقامُه، والشهودُ والشواهدُ شاهدة، وسنعود إليها في متن النشرة...ومع ذلك كله...وجهة نظر...
في الأشرفية والصيفي، ربحت الموالاة. وربحت 16 مقعداً كاملاً. وهذارقم، وليس وجهة نظر. ولا يمكن تجاهله، إلا لمن يغضُّ النظر، أو يُعمي البصر...تماماً كما كلِّ الأرقامِ الأخرى...

بعد أحدين، سيأتي دورُ جزين، وقرى قضائها، وقرى صيدا ومناراتِ الحدود وقلب الجنوب. وبعدها بأسبوع، كلُّ الشمال. فهل يمكن الاتفاقُ منذ الآن، على طريقةٍ للانتقال من وجهة النظر، الى جمود الرقم المنتصر؟؟؟

قد يكون المدخل، ولو بعيداً لدقائق من زحمة البلديات، بالعودة بالرقم، الى مجالِه الأساسي. أي الى المالِ والأعدادِ والاقتصاد. مثلاً، كيف يمكن لشركة طيران الشرق الأوسط، أن تطيِّرَ نصف مليون دولار على سيارة؟ وكيف يمكن لوزيرة المالية، أن تطيَّرَ التدقيقَ في التطيير؟

[Jess]

قد تولد لنا موازنة. بتأخير سبعة اشهر عن الموعد القانوني، وبعد تعطيل استمر اربعة اعوام مشت خلاله البلاد على بركة القاعدة الاثني عشرية، خطت الموازنة العامة لهذه السنة، اولى خطواتها على درب الاقرار.

التأخير ليس مهماً بحد ذاته، فالمبدأ هو الاهم. مبدأ مناقشة مشروع موازنة كان يجب ان تقرّ في مجلس النواب، نهاية العقد النيابي العادي في كانون الاول الماضي، او في العقد الاستثنائي الشهري الحُكمي في كانون الثاني.
واذا كان كانون الاول تحول الى حزيران او تموز، الموعد المفترض لإقرار الموازنة بعد مناقشتها نيابياً، فإن السنة المالية بمفهومها المتعارف عليه اختصرت بخمسة اشهر ، وهي الفترة المتقبية من عمر الموازنة التي لن تبدّل قيد انملة، لا بالنفقات، ولا بالعجز الذي لن يتراجع حتماً، لا بل يتوقع ان ترتفع نسبته الى 38%، تماماً كما الدين العام.
لكن، قبل الغوص في متاهات الموازنة، تبقى الانظار لبنانياً مشتتة بين الخارج والداخل.

في الداخل، بدأت تقرع طبول انتخابات صيدا بعدما طار التوافق فيما بدأت العدّة تُعد للثالث والعشرين من الجاري.
وفي الخارج، رسالة نقلها وزير الخارجية الاسبانية ميغيل انخيل موراتينوس امس عن عدم نية اسرائيل شن هجوم على لبنان، فيما طالب الرئيس الاميركي بتعزيز المظلة الصاروخيــة في اسرائيل درءاً لصواريخ حماس وحزب الله كما قال.
والطلب الاميركي هذا، تزامن مع معلومات عن نصب تركيا بطاريات صواريخ مضادة للطائرات على حدودها مع سوريا، لمنع اي هجوم على دمشق او ايران.
لكن قبل الغوص في الداخل الانتخابي، البداية من مشروع الموازنة

[Jess]

هل المنطقة المحيطة بنا على عتبة تطورٍ مفصليٍ كبير؟ وهل لبنان معنيٌ بهذا التطور؟ السؤالُ الغامض هذا، لا بد أن تثيرَه هذه السلسلة الهائلة من الزيارات والجولات. تصوروا فقط أجندةَ الأيام الممتدة منذ نحو أسبوع، وحتى نحوه:

جاءنا قبل أيام موراتينوس، رغم انشغالِ بلادِه بأزمتها المالية. ثم جاءنا موران. بعدهما يصلُ فريديريك هوف هذا المساء، تمهيداً لوصول جورج ميتشل. بين الاثنين أميرُ الكويت، وبعدَه يصلُ عمرو موسى. حتى رئيسِ وزراء اليونان، باباندريو، وفي ظل سقوط بلادِه نتيجة انهيارِ ماليتها العامة، الى تصنيف الهلاك، يأتينا زائراً بعد يومين. على أمل أن نتعلمَ من كارثة أثينا، فيوقف بعضُهم التبجُّحَ بأنه اخترعَ صيغة الليرة التي لا تُقهر، فيما العجزُ والدينُ قاهران لكلِ البلاد وأهلها...

بعد كل هؤلاء، قد يصل كوشنير، وقد يصلُ سواه كثيرون...

هذا عندنا، أما في المحيط، فالحركة ليست أقلَّ تبشيراً بحدثٍ ما. ففي إيران اتفاقٌ أولي على تبادلِ الوقود النووي. وبالتالي على حل أزمة طهران مع الغرب، بوساطة برازيلية تركية مشتركة. وفي إيران أيضاً حلحلة مع فرنسا، بوساطة سورية، أدت الى إطلاق مواطنة فرنسية كانت معتقلة في السجون الإيرانية. وفي المقلب الآخر من الشط الشهير، بغداد في حراكٍ جدي، سعياً الى تشكيل حكومتها. وحدَها اسرائيل تبدو في عالمٍ آخر، تُطلق مناوراتِها العسكرية تحت عنوان نقطة التحول، فيما كلُّ نقاط التحول في العالم، تبدو في اتجاهاتٍ مغايرة....

ولأن الوضعَ كذلك، لم يصدقْها اللبنانيون. حتى أن بعضَهم أطلق مشاريعَ سياحية جديدة، عند الخط الأزرق بالذات. على بعد سنتميترات من الشريط على نبع الوزاني.

لم يصدقْها اللبنانيون، بدليل أنهم تابعوا انهماكَهم ببلدياتهم والمخاتير. واستضافوا فتياتِ البلاي بوي المثيرات، لم يصدقِ اللبنانيون اسرائيل، ربما لأنهم باتوا يملكون أميركا. أو باتوا يملكون جمالَ أميركا... فبعد اليوم، قد يكون من الصعب على أهالي بلدة صريفا الجنوبية، أن يصرخوا: الموت لأمريكا. وسيكون أكثر صعوبة على أهل الولايات المتحدة الأميركية، أن يُنكروا جمال ولاية فقيه واصلها...الولاية هي ميتشيغان، والأصل هو لبنان. أما فقيه، فهي ريما فقيه، الآتية من صريفا، لتصير ثاني لبنانية تحمل لقبَ ملكة جمال أميركا...

[Jess]

بين التهليل للاتفاق النووي في إيران، أو التشكيك فيه، يُمضي لبنان آخرَ محطتين من استحقاقِه البلدي...والفارقُ في الاهتمامات، حتى المفارقة، ليس موجوداً بين طهران وبيروتَ وحسب. بل الفوارقُ والمفارقات نفسُها، موجودةٌ أيضاً في قلب العاصمة اللبنانية...

منها مثلاً أن كوشنير آت إلينا، وفق معلومات خاصة ومؤكدة للOTV، يوم السبت المقبل. علماً أن زيارته لن تستغرقَ أكثرَ من خمس ساعات. غير أن مسؤولي الدولة كلَهم، يجهلون مغزى الزيارة، ويتساءلون عن معناها الفعلي، طالما أن الثنائي غيان- levitt، لم يصلْ الى دمشقَ بعد...

ومن مفارقاتنا، أن مطارَ بيروت الدولي، قد أُصيب بالدوار ربما، من زحمة الزوار الدوليين. فيما كلامُ التهويل بالحرب علينا، لم يتوقف. فإذا كانت ثمة حربٌ ستقع، فلماذا لا يزورون من يهددُ بشنِّها؟ وإذا كان ما من حرب، فلماذا يهوِّلون، ولماذا في الحالتين، يزورون؟

ومن مفارقاتنا أيضاً، أن رئيسَ الحكومة زار دمشق، بعد تأخيرٍ طالَ شهراً ونصف الشهر، عن الموعد الذي كان قد أبلغه الى مجلس الوزراء. وفي المفارقة نفسها أنه زار العاصمة السورية من دون وفدٍ رسمي. فيما الرئيسُ السوري يقول أنه غير منزعج من زيارة الحريري الى واشنطن. بعدما حُكي وتردَّد أن الانزعاج- في حال وجوده- قد يقتضي المعالجة، أو حتى الاستئذان...وهو ما يقدر عليه الحريري من دون شك، وقد يقدر على أكثر منه. تماماً كما قُدِّر لابن عمته في صيدا، أن يصيرَ مرشحاً باسم فقراء المدينة، في وجهِ رفاقِ معروفَ القلعة...

تبقى مفارقة أخيرة، مجلس وزراء غير رسمي يلتئم هذه الليلة حول مأدبة رسمية على شرف امير الكويت في القصر الجمهوري. استبقَته قبل الخميس المقبل ملفات عدة، يُحكى سراً أن التعيينات تحركت من الجوارير، لتُبحثَ في الغرف السود. فيما الموازنة مطلوبٌ سلقُها سلقاً، لتسهيل هضمِها على شعبٍ بلغَ التخمة، من ديْن الستين ملياراً، أو السبعين، أو من يدري أصلاً ما هو الرقم الصحيح...

وللمزيد عن لقاء الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رئيس الجمهورية والمأدبة على شرفه، ننتقل مباشرة الى قصر بعبدا، مع الزميل جاد ابو جودة....

[Jess]

الاستنفارُ الأول سياسي ودبلوماسي. وهو في الواقع استكمالٌ لاستنفارٍ متواصلٍ منذ أيام أو حتى أسابيع. أما أجندته لليومين المقبلين، فتتضمن زيارتين لوزيري خارجية كل من فرنسا وألمانيا. في مقابل متابعةٍ لجولة الحريري على عمَّان والقاهرة، وصولاً الى واشنطن. وفي ظل كلامٍ عن وصولٍ وشيكٍ لوزيرِ الخارجية الإيرانية الى الرياض...استنفارٌ... لا تزالُ القراءاتُ متباينةً حيال أسبابه. لكنها مجمعة على دراسةِ وقائعه وترقُّب نتائجِه...

أما الاستنفارُ الثاني فهو عسكري. وعنوانُه المناوراتُ الاسرائيلية قرب الحدود، والردُ عليها بمناوراتٍ مماثلة من قبل حزبِ الله، أكد مسؤولُه في الجنوب أنها ستشملُ آلافَ المقاتلين...
يبقى الاستنفارُ الثالث، وهو انتخابيٌ بلديٌ واختياري. مع المحطة الثالثة في الجنوب. حيثُ رغمَ التزكيات، ورغم الإطارِ المحدود للاستحقاق، ورغم ما يُحكى عن الحس العالي للناسِ هناك حيال القضايا الوطنية الكبرى، بدأ هذا الاستنفارُ يلامسُ بعضَ الخطوط الحمر. بدليل ما يحصل في صيدا. وبدا أن توتراتِه لم تعد ثانوية. وهو ما تجلَّى في اضطرارِ السيد حسن نصرالله لتناولِه مطولاً، في احدى المحطات المخصصة أصلا لاحًتفالية التحرير ...

استنفاراتٌ ثلاثة، ماذا لو قفزت فوقها مفاجأة أمنية؟ ماذا لو غطَّى عليها خبرٌ من نوع، أن محمد زهير الصديق، الشاهدَ الملك، أو شاهدَ الزور... قد قُتل؟ هذا ما يكشفه للotv نجلُ اللواء جميل السيد، وأحدُ وكلائه، المحامي مالك السيد

[Jess]

هذا الأحد انتخاباتُ الجنوب. والانتخابات... هي انتخابات. وهي الأساسُ الأول للديمقراطية. التي من دونها لا سيادة، ولا إصلاح، ولا إنماء ولا خير...

ولذلك، فالانتخابات... ليست تزكية. والانتخابات... ليست معركة. الانتخابات هي وعيٌ، والتزامٌ، وخيارٌ وإرادة. وهي في ذلك، تبلغُ ذروةَ الرقيِ والحضارة والحداثة والمعاصَرَة و توازي كلَّ القيمِ الإنسانية...

وأبناءُ الجنوب أهل لكل ذلك، مؤهَّلون له. ومستحِقون له. ولذلك، فلديهم غداً انتخابات. لا تزكيات. ولا معارك ولا حروب. وأهلُ الجنوب يدركون أنَّ مقاومتَهم كانت الحركة الوحيدة التي هزمت اسرائيل في المنطقة، لأنها كانت، وستظلُّ ترتكزُ على مجتمعٍ أهلي، ونخبٍ مدنية، وحكمٍ محلي، ومؤسساتٍ مجتمعية. ولأنها منبثقة من ديمقراطية ما، ٍولو كانت خاصة. وإن كانت تعاني الشوائبَ والتشوهات. بينما في الدولِ المواجِهة لاسرائيلَ كافة، سقطت حركاتُ المقاومة، لأن أنظمتَها ألغت الديمقراطية، تحت شعار: لا صوتَ يعلو فوق صوت المعركة. فانتهَوْا الى إسقاطِ الإنماءِ وحقوقِ الإنسان، والديمقراطية والمقاومة معاً...

غداً في الجنوب انتخاباتٌ إذن. من أجلِ الديمقراطية. ومن أجلِ حفظ مقوماتِ المواجهة لأيِ عدو. ومن أجل تثميرِ قدراتِ ناسِنا في التطويرِ والتنميةِ والتحديثِ والعصْرنة...

غداً، من صيدا الى جزين، ومن مغدوشه الى مرجعيون، هناك انتخابات. أي هناك انتصارٌ جديد. مساوٍ للانتصاراتِ ضد الاحتلال. انتصارٌ للديمقراطية، وللبنان...

هل ثمة من يحاولُ نشرَ أجواءَ معاكسة لذلك؟ هل هناك من يحاولُ تشويهَ هذه المناخات؟