|
|
|
#41 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
كل الكلام والمساعي في كفة، ودمُ غزة في كفة.هكذا هي الصورة في اليوم الثاني عشر من حرب الهمجية الصهيونية المستمرة على شعب القطاع.
في كفة الكلام، استأنف مجلسُ الأمن هذا المساء مشاوراتِه، للبحث في مشروع قرارٍ عربي حول الأزمة. لكنَّ العارفين بكواليس نيويورك، يؤكدون أن المشروعَ في حد ذاته، ليس غيرَ كلامٍ بكلام، الهدفُ منه تبرئةُ أصحابه العرب من تهمة الصمت المريب، أو التواطؤ المشين. فيما الرفضُ الأميركي سيكون جاهزاً على طاولة مجلس الأمن، لينقذَ اسرائيل من العدالة الأممية، ولينقذَ أهلُ المشروع العربي من الفضيحة الأخلاقية والإنسانية. وفي كفة الكلام أيضاً، مبادرةٌ مصرية، تحولت لاحقاً مصرية فرنسية، قبل أن تصيرَ مؤيدةً من تل أبيبَ ورام الله وسائرِ العناوين الأميركية في الصراع. مضمونُ المبادرة ثلاثُ نقاط: أولاً دعوةُ طرفيْ الصراع الى وقفٍ فوري لإطلاق النار. تتعهد مصرُ أثناءه بفتح ممرات إنسانية لوصول المساعدات الحياتية، كما بالعمل على مساعي حلٍ نهائي وشامل. ثانياً، تدعو مصر طرفيْ الصراع الى مفاوضاتٍ مباشرة للبحث في أسس الحل، على قاعدة تأمين الحدود ورفع الحصار وفتح المعابر. وتشارك في هذه المفاوضات أطرافٌ أخرى مثل الاتحاد الأوروبي والرباعية الدولية. ثالثاً، تدعو مصر جميعَ القوى الفلسطينية الى استكمال حوارها الوطني، وإنجاز مصالحتها الشاملة، التي لا تستثني أياً من القوى الفلسطينية. معلومات خاصة بال otv، تؤكد أن هذه المبادرة عرضها اللواء عمر سليمان أمس على وفد حماس في القاهرة. مؤكداً أنها العرضُ الأخير، ومهدداً الوفد بأنَّ زمنَ المقاومات في العالم والمنطقة، قد انتهى. رفضت حماس الطرح، لكنها اكتفت إعلامياً بالتعبير عن ذلك، بلغة إبداء التحفظات، والتريث لمزيدٍ من الدرس. والدرسُ نفسُه، كانت الحكومةُ الأمنية الاسرائيلية تُنجزُه مساء، عبر قرارها توسيعَ عملياتِها في غزة. غزة، التي تطفئُ الليلةَ شمعةَ شهيدِها السبعمئة. فيما كلُّ جوارِها والعالم يكتفي بالكلام، لغةٌ واحدة تسود على أرض غزة، لغةُ دمِ الشهداء، حتى يصبحوا على وطن
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
| The Following User Says Thank You to Jess For This Useful Post: | The Brain (01-08-2009) |
|
|
#42 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
ما هو عنوانُ المحطة الرابعة عشرة من جلجلة غزة؟
مجموعةٌ كبيرة من الوقائع تصلح لذلك. مثلاً، بورصةُ الدم تُقفل على نحو 800 شهيد. أو 260 طفلاً ذبحهم هيرودسُ الجديد. أو، الأممُ المتحدة تشهدُ على جرائمِ حربِ الأمة الصهيونية. أو أوروبا تؤكد استخدامَ اسرائيلَ قنابلَ فوسفورية، في انتهاكٍ للقانون الدولي واتفاقياتِ جنيف... وفي السياسة، مجموعةٌ أكبر من التطورات الصالحة للعنْوَنة. مثل: أخيراً، العربُ انتزعوا قراراً من مجلس الأمن. أو بعده مباشرةً، اسرائيلُ تمزقُ قرارَ نيويورك وتقررُ الانتقالَ الى المرحلة الثالثة من إبادتها لغزة. أو ثلاثون شهيداً بعد القرار الدولي بوقف النار، أو عفواً، القرارُ بالحاجةِ الى وقف النار. أو سعود الفيصل يحتفلُ في نيويورك، ورايس تُمنِّنُه بأنها اكتفت بالصمت، ولم تصفعه بالرفض... وبالانتقال الى عواصم العرب، لا تبدو مشاريعُ العناوين أقلَّ دسامة أو دلالة. مثلاً، عمان تدافع عن تل أبيب في وجه الأردنيين. أو القاهرة تعلن برنامجَ تقنين الأطباء الداخلين الى غزة، فيما حصادُ الدم الغزاوي يفيضُ وفرةً وكثرة. أو رام الله تشهدُ مأساةَ صراع الفلسطينيين في ما بينهم، وتفشلُ في توحيدِ ما جمعه السيفُ الصهيوني في غزة... وتبقى ساحةُ المساعي والمبادرات، وفيها غلةٌ غيرُ قليلة من عناوين الدبلوماسية الباردة، فوق الموتِ الساخن. مثل، جلعاد أبلغَ المصريين شروطَ اسرائيل لتسهيل المبادرة. أو، حماس قد تعود لسماع المصريين ثانيةً. أو، أبو مازن غداً في القاهرة، لمناسبة عودته مواطناً بلا صلاحيات، أو لمناسبة تكريسه رئيساً بفرمان الدبابات. أو موسكو تتابع مشاوراتِها، أو فريقُ أوباما يستعد للحكي مع حماس... عشراتٌ من الأخبار والوقائع والأرقام، تصلحُ عنواناً لليوم الرابع عشر من حرب غزة. لكنَّ عنوانَ اليوم، خبرٌ صغير، نقله الصليبُ الأحمر من هناك. من مقبرة الإنسان والضمير للألفية الثالثة. عنوانُ اليوم، خبرٌ يقول، أنه تمَّ العثورُ على أطفالٍ يتضوَّرون جوعاً، بعدما أمضوا أياماً عدة، متعلقين بجثث أمهاتهم، آملين منها أن تعطيهم طعاماً... انتهى الكلامُ والعنوان. إليكم ما تبقى من أخبار.
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
|
|
#43 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
نصفُ شهرٍ على العدوانِ الهَمَجي على غزة، وأهلُ القطاع صامِدون. صحيحٌ أنَّ عددَهم تناقَصَ أكثر من ثمانمئة. وصحيحٌ أنَّ أطفالَهم طوَّبوا نحوَ ثلاثمئة ملاكٍ سماوي. وصحيحٌ أنَّ وطنَهم باتَ يَفتقِدُ الكثيرَ من مقوِّماتِ الحياةِ الأساسية. لكنَّ غزة صامدة. وها هو صمودُها يُزهِرُ ويُثمِر، من نواكشوط الى رام الله، ومن الجزائر الى عمَّان، وفي كلِّ أرضٍ فيها إنسانٌ حرٌّ وضميرٌ حي.
أما في المساعي والمبادراتِ المحيطة بغزة، فباتت الصورةُ كالآتي: أولاً، أصبحَ معروفاً أنَّ واشنطن أجرت صفقةً مع العرب في مسألَةِ قرارِ مجلِسِ الأمن الرقم 1860. فسَمَحَت بتمريرِ القرار، لقاءَ عدمِ تضمُّنِه أيَّ آليةٍ تنفيذية. وذلك في سياق تواطؤٍ أميركي عربي، بهدَفِ فَرْضِ المبادرَةِ المصرية، كآليةٍ لهذا التنفيذ. ثانياً، الموقفُ المصري بات معروفاً أيضاً، وقد طلبت القاهرة من الرئيسِ الفلسطيني السابق، محمود عباس، إعلانَه نيابةً عنها، وهو الإصرارُ على وجودِ قواتٍ دولية في غزة، ورَفْض الطَرْحِ الحَمَساوي بِجَعْلِ المراقِبينَ الدوليِّينَ في الجانب المصري من الحدود. ثالثاً، الموقفُ الاسرائيلي، وهو وَفْقَ معلوماتٍ خاصة بالotv، يركِّزُ على نقطتَين: ضماناتٌ مصريَّةٌ وعربية ودولية بمَنْعِ دخولِ السلاح الى غزة. وتأخيرُ الجدوَلِ الزمني لانسحابِ القوات الاسرائيلية بعد الاتفاق، تماماً كما حاولَ الاسرائيليونَ في لبنان إبانَ حرب تموز. رابعاً، الموقفُ الحَمَساوي، كما كشفته أوساطُ الحركة للotv، لا يزال يُصِرُّ على التلازُمِ بين وَقْفِ العدوان وفوريَّةِ الانسحاب الاسرائيلي ورَفْعِ الحصار كاملاً، وفَتْحِ كلِّ المعابر، وأولُّها معبرُ رفح. لكنَّ حماس، كما تؤكِّدُ أوساطُها، تُبدي استعدادَها الدائم للتفاوض. ولذلك فهي أرسلت اليوم وفداً خُماسياً منها، يَضُمُّ الى جانب عماد العلمي ومحمد نصر، ثلاثةَ مسؤولينَ انتقلوا الى القاهرة من قلب غزة. وهم عضو المجلِسِ التشريعي الدكتور صلاح بردويل، وجمال أبو هاشم وأيمن طه. والتقى الوفدُ مساءً عمر سليمان، وسيجتمِعُ اليه ثانية غداً. كما يلتقي الوفدُ مستشارَ رئيسِ الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، الموجود في القاهرة للمشاركة في المفاوضات. وهو ما بدا إشارَةً الى أزمَةِ الثقة الحَمَساوية المصرية، خصوصاً بعد دور أبو الغيط في نيويورك، كما يَعكِسُ رغبةً تركية في التوسُّط بين أطراف الصراع. ما هي الاحتمالات؟ إما أن يَقبلَ المصريونَ والاسرائيليونَ بتعديلِ المبادرة، وإما الاستعاضة عنها بصيغٍ وَسَطِيَّة تُرضي الجانبين، وإما التعنُّت، ما يعني الفشل، وإعلانَ الفشل، والبحثَ بالتالي عن وساطةٍ جديدة، ووسطاء جدد. كلُّ ذلك، مرهونٌ بصمودِ غزة، مع بدايةِ الأسبوعِ الثالث من الحرب عليها.
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
|
|
#44 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
في اليوم السادس عشر من الحرب على غزة، بات السؤال مشروعاً: هل أصبحنا على شفير حربٍ تعدُّها اسرائيل لكل المنطقة؟ أم أنَّ المسألة مجردُ رسائلَ ضغط، تساعدُ في حسم السباق القائم، بين مسار التصعيد الاسرائيلي، ومسار مشاريع الحلول؟
ما الدافع الى طرح السؤال؟ بكل بساطة، إنها سلسلةُ الإشكالات الأمنية الخطيرة، التي تقفُ خلفَها اسرائيل. بدءاً بصواريخ جنوب لبنان قبل أيام، وصولاً الى سقوط جرحى في الجانب المصري من الحدود مع غزة، انتهاءً بإعلان اسرائيل من جهتها، أنَّ جنوداً لها تعرضوا لإطلاق نار، في الجانب المحتل من مرتفعات الجولان. وفي الحالات الثلاث، تقف اسرائيلُ خلفَ الافتعالات الأمنية. ما يؤشر الى السؤال: هل يحضِّر الكيانُ الصهيوني لنقل مأزقه الغزاوي الى كل المنطقة، في محاولة للخروج منه؟ الاحتمال الآخر لهذه الظاهرة، هو أن تكونَ اسرائيل توجِّه رسائلَ ساخنة، للضغط على مسارات التسوية. خصوصاً بعدما باتت المساعي على هذا الصعيد، أكثر تبلوراً. فما تسرَّب من اجتماعات القاهرة، يشير الى محاولة طبخةٍ جديدة. حيث ألمانيا تقدم الأجهزةَ التقنية لمكافحة تهريب السلاح. بما يطمئنُ اسرائيلَ شكلاً. وتركيا تقدم المراقبين على المعابر، وليس داخل أراضي غزة. بما يؤكد مطالبَ حماس فعلياً. علماً أن النقاطَ الخلافية، لا تزال تدور حول المهل الزمنية، بين الهدنة الإنسانية وانسحاب الجيش الاسرائيلي، كما حول مدة الهدنة العسكرية المطروحة. إضافة الى المحاولة الاسرائيلية الدائمة، لإعادة دورٍ ما لسلطة محمود عباس، الى غزة. كلُّ هذا على الورق. أما على الأرض، فغزة في اليوم السادس عشر من العدوان عليها، تُختصر بثابتتين، ومستجد واحد. الثابتة الأولى، أن نحو تسعمئة شهيد، ونحو 3500 جريح، لم يحولوا دون استمرار رمز المقاومة الغزاوية، ألا وهو استمرار سقوط الصواريخ الحمساوية على مستعمرات الاحتلال الصهيوني. والثابتة الثانية، أن هذا الواقع بالذات، لم يقنع اسرائيل بعد، بوقف ذبحها للأطفال في غزة. أما المستجد، فهو لجوء الكيان الصهيوني الى استخدام سلاح جديد، محظور دولياً، هو الفوسفور الأبيض. هكذا يكرس الصهاينة محرقةَ غزة، ظاهرة الألفية الثالثة.
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
| The Following User Says Thank You to Jess For This Useful Post: | SysTaMatIcS (01-12-2009) |
|
|
#45 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
قدِّر لأطفال غزة أن يجيبوا على سؤال: من الذي يقتلكم أكثر؟ تراهم، ما كانوا يجيبون؟
ماذا يجيبون، وهم يسمعون شيمون بيريز يعلن بالحرف، أن قادة العرب طالبوه بالقضاء على حركة حماس، لأنها كارثة بالنسبة إليهم. ماذا يجيبون، وهم يسمعون رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم، يؤكد، أن بعض وزراء الخارجية العرب، اقترح في اجتماعهم الأخير، إعطاء اسرائيل مهلة ثلاثة أيام إضافية، من أجل أن تؤدب حركة حماس. تراهم ماذا يجيبون، وهم يسمعون مسؤولاً مصرياً يرفض جازماً سحب سفير بلاده لدى اسرائيل، بعدما سمعوا مسؤولاً مصرياً آخر وأعلى مستوى، يهددهم بكسر أرجلهم إن حاولوا اجتياز معبر الذل في رفح. تراهم ماذا يجيبون، وهم يسمعون مفتي العائلة السعودية الحاكمة سعيداً، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، يصدر فتوىً دينية بتحريم التظاهرات المنددة بالعدوان الاسرائيلي عليهم، وعلى إخوتهم وأهلهم وأترابهم. قد تتقدم مساعي الحل. وقد يكون التريث للمرة الأولى، مؤشراً إيجابياً. اسرائيل أجَّلت عودة عاموس جلعاد الى القاهرة. وحماس طلبت مهلة للرد على الملاحظات والتعديلات. نقاطُ الخلاف باتت محصورة: أماكنُ انتشار القوات الدولية، أو المراقبين الدوليين. الجدولُ الزمني لوقف النار والانسحابات. آجالُ التهدئة الرسمية بين حماس واسرائيل. والوضعُ في غزة بين حماس والسلطة الفلسطينية. وقد يكون الدورُ التركي، بات على قاب قوسين من إنضاج التسوية. وليست مصادفة أن تستضيفَ اسطنبول غداً مؤتمرَ البرلمانات الآسيوية، ليأتي لاريجاني متباحثاً، فيما باريس تتفاوض مع طهران، نيابةً عن أوروبا، حول غزة. كل ذلك قد يصير واقعاً. لكنَّ أطفالَ غزة، سيسألون: ترى، من قتلنا أكثر؟
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
| The Following User Says Thank You to Jess For This Useful Post: | SysTaMatIcS (01-13-2009) |
|
|
#46 |
|
info@sync.com.lb
Last Online: 11-29-2020
Join Date: Apr 2006
Posts: 3,827
Thanks: 1,348
Thanked 2,391 Times in 1,306 Posts
Groans: 0
Groaned at 16 Times in 15 Posts
|
يوم سقوط آخر الأقنعة و يوم رحيل منصور الرحباني
فليكتُبِ التاريخ، أنَّ اليومَ الثامنَ عَشَر، من حربِ الهمجيَّةِ الصهيونية على غزة، هو يومُ سقوطِ آخرِ الأقنعة. يومُ ظهورِ كلِّ الحقائقِ المُرَّة. اليوم أعلنت قطرُ ساعةَ الحقيقة لكلَّ العرب. من المحيطِ الى الخليج، كما يحلو لمنظِّري تلك الأمةِ تحديدَها. دَعوَتُها الى قمَّةِ التضامن مع أطفال غزة، المذبوحينَ المَسحولين، المشلَّعةُ أجسادُهم الطَرِيَّة، فرزت أهلَ لغَّةِ الضاد: عربُ اسرائيل، سارعوا الى رَفْضِ القمة، بألفِ ذريعةٍ وذريعة. وعربُ فلسطين، بدأوا يُعِدُّون لعقدِها بِمَن حَضَر. واليوم روى أولمرت، بوقاحة، لا بل بفظاظة، كيف أملى على رايس عدمَ اقتراعِها لصالح القرار 1860. وكيف طلب معلِّمَها بوش، وفرضَ عليهما رأيَه. ليردَّ البيتُ الأبيض على إذلال أولمرت لسيده، بالقول أنها تقاريرُ غيرُ دقيقة. واليوم استفاقَ محمود عباس، ليتَّهم، شكلاً، اسرائيلَ بمحاولةِ القضاءِ على الشعب الغزاوي. فيما أصرَّ ضمناً، على رفضِ مقاضاةِ اسرائيلَ بارتكابِها جرائمَ حربٍ وإبادة. واليوم تبارى إعلامُ العائلة السعودية المالكة سعيدةً، بالتباكي على غزة، واستنكارِ خذلانها. قبل أن يُعلنَ أنَّ الرياضَ نفسَها، لا ترى مناسباً عقدَ قمةٍ لأجل غزة. واليوم تذكَّر بعضُ قانونيي البلاطات العربية وكتبةِ قصورها والحاشيات، أنَّ القمةَ لا تصيرُ نظاميةً، إلا بموافقةِ ثلثي الدول العربية. كأنَّ عربَ اسرائيل، يرفعون مبدأَ الثلث المعطِّل. لكن في وجه من؟ في وجه ألف شهيدٍ، ثلثاهم من المدنيين، وثلثُهم من الأطفال. أفلا يدركون أنَّ نصابَ الدم، أقوى من كل نَصبِهم وتنصيبهم ونصيبِ ابتلاءِ شعوبِنا بهم؟! اليوم، سقط آخرُ الأقنعة. وبانت حقائقُ البؤسِ العربي كاملةً. تُرى، لذلك اختارَ منصور الرحباني الرحيلَ اليوم؟ هل سجَّل توأمُ التاريخ الثقافي للبنان ومنطقتنا، اعتراضَه ورفضَه واستنكارَه وشجبَه، بالانتقالِ لملاقاةِ ساكن العالي؟ صاحبُ زهرة المدائن، والقدس العتيقة،وسنرجع يوماً، وسيفٌ فليُشهر، وأذكر يوماً كنا في يافا... هل أضربَ قلبُه اليوم، حداداً على موتِ وجدانِ قضيةٍ وشعبٍ ومبادئ، شيَّد لها، طيلة نصف قرنٍ، هياكلَ أكبرَ من بعلبك؟ رحلَ منصور لحظةَ يعُزُّ أمثالُه. عادَ الى حيثُ سبقَه توأمُ روحِه، عاصي، في 21 حزيران 1986. عادَ إليه، كما عودةِ الفينيق. هو من وصفَ موتَه في كتابِه "أسافرُ وحدي ملكاً"، بالقول: سأموتُ الليلةَ عن بيروتْ سأُصلبُ في الحمراءْ ليكونَ للبنانَ رجاءٌ وحياةٌ للشهداءْ يا شعبي... متحدٌ بالمجدِ أنا متحدٌ بالموتِ أنا بالذلِّ، بأوجاعِ الفقراءْ ويداك صليبي تنبسطانِ من الجولانِ الى سيناء.
__________________
http://www.gamync.com Lebanese Produced Mobiles Games by http://www.sync.com.lb |
|
|
|
| The Following User Says Thank You to Sheriff Ice For This Useful Post: | SysTaMatIcS (01-13-2009) |
|
|
#47 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
هدنَةُ غزة باتت وشيكة. وقد تُعلَنُ خلالَ هذه النشرة.
ما الذي أنضَجَها؟ قد تكونُ دعوَةُ قطر الى القمَّةِ العربيَّةِ الطارئة في الدوحة، يومَ الجمعة المقبل. هذه الدعوَةُ التي أسقطت آخرَ أوراقِ التين عن العَوْراتِ الفاضِحَة لعَرَبِ اسرائيل المفضوحين. حتى أنَّ إرباكَ العائلَةِ السعودية بلَغَ حدَّ المزايَدَةِ الغبيَّة، فبادرت الى دعوَةِ مجلِسِ التعاوُنِ الخليجي للاجتماع الخميس. فيما كانت تنسِّقُ مع نظامِ القاهرة، لإحباطِ قمَّةِ الجمعة. ما الذي أنضَجَ التسوية؟ قد يكون التحرَّكُ الدولي، والأوروبي خصوصاً، الذي غالباً ما يتطوَّعُ لإنقاذِ تل أبيب وواشنطن من مآزِقِهِما. وقد يكون مسلسلُ الرسائل التي رَصَدَتْها اسرائيل. من الجَرحى المصريِّينَ على حدودها، الى إطلاقِ النار من الحدودِ الأردنية والجولان، وصولاً الى حادثتَي إطلاقِ الصواريخ من جنوب لبنان. وقد يكون نجاحُ المفاوضات، نتيجةً لعبقريَّةٍ استَجَدَّت لدى الوسطاء، فاستنبَطوا صيغَةً للحل تُرضي الطرفَين، وتجعَلُ كلاً منهما يَرى نفسَه رابِحاً، أو يرى في الحلِّ المطروح عليه، حداً لخسائرَ بات يراها عِبئاً ومأزقاً. قد تكون أسبابُ نضوجِ الهدنَةِ كثيرةً ومتشعِّبَة، مُعلَنَةً أو سرية. لكنَّ الأكيدَ أنَّ الفَضْلَ الأول في إقرارِ التسوية، يعودُ الى صمودِ الدَم في غزة. الى تلك الكأسِ المَشروبَةِ حتى الألف. الى صُوَرِ الأطفال، وجراحِ الأطفال، وأشلاءِ الأطفال، وأكفانِ الأطفال... تاريخياً، غالباً ما تَغَنَّى الصهايِنَة، بجوابٍ لغولدا مئير، حين سُئِلَت يوماً: متى تنتهي الحربُ بينَكم وبينَ الفلسطينيين، فأجابت: حين يَصيرُ حبُّهم لأطفالِهِم، أكبرَ من رَفْضِهِم لأطفالنا. اليوم سقطت تلك الكذبة. صارت الحقيقةُ كالآتي: متى تتوقَّفُ الحرب؟ الجواب: حين يَصير دمُ الأطفال والشهداء، أغزرَ من الحِقْدِ الصهيوني على الأحياء
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
| The Following User Says Thank You to Jess For This Useful Post: | SysTaMatIcS (01-15-2009) |
|
|
#48 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
فحين يَقِفُ جيرالد كوفمان، النائبُ اليهودي البريطاني، كاسِراً كلَّ المُحَرَّمات الصهيونية، وصارخاً بأنَّ العدوانَ الاسرائيلي، هو مثلُ عدوانِ النازيِّينَ الذين قَتَلوا جَدَّتي في سريرِها، وأرغموا عائلتي على الفرار الى بولندا...
وحينَ تَستَعِدُّ بلدةُ أسيزي الإيطالية، مَسقِطُ رأس القديس الأشهَر فرنسيس، قديس السلام، للتظاهر تضامناً مع ضحايا العدوان الصهيوني... وحين يَقِفُ رئيسُ الوزراء التركي، رجب طيب إردوغان، زعيمُ البلَدِ الوحيد في العالم، الذي يأمَنُ الجيشُ الإسرائيلي التَدَرُّبَ على أرضِه وفي أجوائِه، حين يَقِفُ إردوغان أمامَ الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، طارحاً طَرْدَ إسرائيل من المنظمة الدولية... وحين يُعلِنُ الرئيسُ الروسي، رئيسُ أوَّل بلد اعترف بقيامِ إسرائيل قبل واحدٍ وستينَ عاماً، أنَّ العدوانَ الحاصل، يؤكِّدُ أنَّ حلَّ قضايا الشرق الأوسط بالقوة، مستحيل... وحين يعلن نيكولا ساركوزي، الرئيس نصف اليهودي، أنَّ العدوانَ القائم، لن يساعِدَ في تحسينِ أمن إسرائيل... وحين تبادر اليابان، يابان ناغازاكي وهيروشيما ودَرْسِ الحِيادِ الكامل دولياً والدولة المنزوعَةُ الجيش، حين تبادِرُ الى شَجْبِ الهجمات الإسرائيلية... وحين تؤكِّدُ نيويورك تايمز، صحيفَةُ صُنَّاعِ القرار الأميركي في السياسَةِ الخارجية، أنَّ محمود عباس وحركة فتح، هما أكبرُ الخاسرينَ من العدوان الإسرائيلي... حين يكون كلُّ ذلك في يومٍ واحد، لا يكون هذا اليوم قمَّةَ غزة في الدوحة. بل يكون العالمُ كلُّه، في قمة غزة. وتكون غزة انتصرت. تماماً كما كانت صورُ أطفالِها وشهدائها وأشلائها، منتَصِرَةً على الموت، في وجدانِ كلِّ العالم، وعلى أرض غزة، وعلى كلِّ المداخل المؤدِّيَة الى اجتماعِ غزة في الدوحة اليوم... وتبقى البدايَةُ من الدوحة حيث كانت غزة محوَرَ الحَدَثِ والحديث. ومن هناك يوافينا مراسلُنا جاد أبو جودة بالمستجدات وآخرُها البيانُ الختامي ومؤتمرٌ صحفي لرئيسِ الحكومة ووزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل خليفه. جاد تفضل.
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
| The Following User Says Thank You to Jess For This Useful Post: | SysTaMatIcS (01-17-2009) |
|
|
#49 |
|
Registered Member
Last Online: 06-16-2010
Join Date: Mar 2006
Posts: 1,139
Thanks: 9
Thanked 72 Times in 54 Posts
Groans: 0
Groaned at 2 Times in 2 Posts
|
Hello guys.
first of all thanks for those who were posting the intros. 2nd starting tomorrow i'llk be back with the intros at 7:50. sorry for being late but lately i was busy at work. Thanks
__________________
Economics: Dig First, Money Later |
|
|
|
|
|
#50 |
|
Community Moderator
Last Online: 06-23-2013
Join Date: Dec 2006
Posts: 14,267
Thanks: 7,236
Thanked 8,442 Times in 4,889 Posts
Groans: 31
Groaned at 29 Times in 23 Posts
|
قُدِّرَ للنائب البريطاني الأشهر عربياً، جورج غالاوي، أن يَدخُلَ على الزعماءِ العرب المُلتئِمينَ في منتجعِ شرمِ الشيخ، أيُّ حوارٍ كان سَيَجري بين الطرفَين؟
الأرجح أن تكراراً كان سيحصل، للقاءِ غالاوي بفؤاد السنيورة، بعد انتهاءِ عدوان تموز. يومَها قال النائبُ البريطاني أمام وسائِلِ الإعلام: منذ عقودٍ وأنا معتادٌ على زعماءَ عرب، يَخرجونَ مَهزومينَ من مواجهاتِِهِم مع اسرائيل، ثم يحاولون إقناعي بأنهم انتصروا. إنها المرةُ الأولى التي أرى زعيماً عربياً - وكان يَقصدُ السنيورة - خَرَجَ بلدُه منتصراً من حربِ اسرائيلَ عليه، وهو يصرُّ على نكرانِ الانتصار، والتأكيدِ على أنه هُزم. الصورةُ نفسُها، في وقتٍ أقصر. في لبنان ثلاثةٌ وثلاثونَ يوماً. في غزة ثلاثةٌ وعشرون. والنتيجةُ واحدة. في اسرائيل سارعَ رئيسُ جهازِ الأمن الداخلي، شين بيت، الى الترجيح بأنَّ حماس ستعيدُ بناءَ الأنفاقِ في غضونِ بضعةِ أشهر. فيما علَّقت يديعوت أحرونوت أنَّ نتيجةَ الحرب ستكونُ عودةَ حماس الى السلطة في غزة، رغمَ أنفِ أولمرت وباراك وليفني. مع استمرارِ قُدرَةِ الحركة على إطلاقِ الصواريخ، ومع تنامي شرعيَتِها العربية، وتراجُعِ خطابِ المبادراتِ السلمية لسنواتٍ طويلة. أما هآرتس فاعتبرت أنَّ حربَ غزة كانت الأغلى ثمناً لاسرائيل، لأنَّها ألحقت بها ضرراً لا يمكنُ إصلاحُه. وفي انتظارِ تقرير فينوغراد، نسخةُ غزة، يستمرُّ عربُ اسرائيل في بُكائيَّتِهم، وعَويلِهِم والنَحيب. فيتحدَّثُ أحدُهم عن أنَّ الأولويةَ الآن هي لوحدةِ الصف الفلسطيني. وهو يَعرِفُ أنَّ دمَ الأطفالِ في غزة كرَّسَ هذه الوحدة نهائياً. ويدعو آخر الى وحدَةِ الموقف العربي. وهو يُدرِكُ أنَّ ما أُعلِنَ في الدوحة، باتَ سقفاً، لا ينزل تحتَه، إلا مَن كان بلا رأس، أو مَن يُقدَّمُ رأسَه للقَطع. ويَنتَحِبُ آخرونَ على كلفَةِ إعادَةِ إعمارِ غزة، محاولينَ تحويلَ النظر، عن كلفةِ استعادَةِ الحقِّ والكرامَةِ والقضايا المشروعة. لماذا هذه المواقف؟ ربما لأنَّ اصحابَها يشعرونَ بالهزيمة هم أيضاً. كما فعلوا في تموز 2006. ألم تَقُل ليفني إنها تمثِّلُ أيضاً مصالحَ العرب المعتدِلين؟
__________________
If my smoking bothers you. Don't breathe. ![]() |
|
|
|
| The Following User Says Thank You to Jess For This Useful Post: | SysTaMatIcS (01-19-2009) |
![]() |
|
| Tags |
| intro, otv |
| Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests) | |
|
|