من غســـــان الى مـــــي... مع محبتــــــي

[Jean]

من غســـــان الى مـــــي... مع محبتــــــي


مرحبا مي، كيفك؟ الحمدلله على رجوعك بالسلامة.
يا صديقتنا مي، إني، وباسم كل الشعب اللبناني وباسم الشريحة الكبيرة التي أمثل، أشجب شجبا لا رجوع عنه محتقرا هذه اليد الآثمة التي امتدت الى وردة الكلمة الحرة ونالت من جزء منك ولكن لم تنل من الفكر الذي يتمثل في شخصيتك الحرة
والمصممة على الوصول نحو جواب نهائي للسؤال الكبير الذي نسأله كلنا "لماذا لا يمكنني أن أعرف ماذا يجري من حولي؟" لقد بكينا كثيرا عندما امتدت يد الغدر اليك وتتالت زياراتنا، زوجتي وأنا، الى مستشفى "أوتيل ديو" لنطمئن عنك ونقف الى جانب عائلتك الكريمة في خضم المحنة التي كانت تعصف بها... وبنا، و"ياما تمنينا عودة عقارب الساعة الى الوراء ويا ريت ويا ريت... ولكننا اليوم نحن واياك تخطينا هذه المرحلة، واني، وبكل عاطفة وايمان، أخط هذه الاسطر بيدي اليسرى بأفكار يمينية أكثر مما تتصورين او يتصور البعض، وفي هذا الاطار سأحاول القفز فوق خط العاطفة لأدخل في الموضوعية التي أتمنى كما يتنمى كل اللبنانيين ان تكون هي المسيطرة على أجواء برنامجك الجديد "بكل جرأة".

اننا كشعب لبناني فرحون جدا بطلتك الجديدة على شاشة الـLBC التي نحب ونحترم، شاكرين الله ومار شربل، الذي نؤمن كلنا به، على الاعجوبة التي خلصتك من المصير الذي كان يرسمه لك أعداء الله.

صدقيني يا مي حين أقول اننا في هذا البلد وبكل طوائفه بتنا غزارة مصلين من دون ايمان، والجميع يصلي لاله واحد طالبين منه ان يوفقنا ويقتل أعداءنا... فيا للعجب! فاذا صلينا كلنا للاله الواحد
واذا أراد هذا الاله ان يستجيب لكل الدعوات فالكل يربح أو نموت كلنا... فهل الله بقاتل؟ وهل الله بحاقد يرد الكيل كيلين؟

هنا يبادرني سؤالان وبالحاح، أليس يسوع المسيح والعذراء مريم كما كل القديسين هم رمز المحبة والغفران؟ أليس التسامح هو الذي يميز الديانة المسيحية عن غيرها؟

صدقيني يا مي، منذ بدأت قوافل الشهداء بداية بمحاولة اغتيال الوزير مروان حماده وانتهاء بجبران تويني الصديق العزيز، صعقنا دهشنا وبكينا، بكينا كثيرا... نحن في لبنان ننتمي الى نوع واحد من الناس، وهو اننا نحب ونقدر ونؤيد مبادئ زعيم سياسي معين، وفي المقابل نكره الباقين الى حد الحقد. يا عزيزتي انا لست من هذا النوع لأننا في هذا الشكل نعجز عن بناء الوطن. فانا، كما ذكرت في مواقف سابقة وكما يعرف الجميع، أحبذ "التيار الوطني الحر" وأفكار العماد ميشال عون لأنها، وبكل بساطة، تشبه أفكاري، انا اللبناني الذي لا يسرق ولا يكذب ولا يريد الا الخير والسلام لكل أبناء الوطن.

وأؤيد أفكار الدكتور سمير جعجع وهو يعرف ذلك. ويا للصدفة، فمنذ أيام قليلة، وبالتنسيق مع الدكتور جورج مفرّج والصديق طوني قهوجي، انتهيت لتوي من تلحين وتسجيل نشيد الذكرى الاولى لخروج الدكتور جعجع من السجن وأصبح الـCD بين يديه.

واني أؤيد اتجاهات الشيخ سعد الحريري، وأتبنى تطلعات الوزير الياس المر، واني وبكل بساطة متصالح مع نفسي، وفي امكاني ايجاد نقطة ايجابية داخل كل مسؤول لبناني لأنطلق منها نحو حل معين، وهدفي دائما هو جمع الفرقاء وليس التفرقة. ولهذا السبب غنيت للجنرال عون في ساحة الشهداء عندما "عاد الوطن الى الوطن" في 7 ايار 2005. وزرنا، والدي وانا، الدكتور جعجع في الارز عندما خرج الوطن من السجن. وفي هذا الاطار اريد ان ألفت الى أن الاغنية التي كتبها ولحنها والدي الياس الرحباني وغنيتها انا تقول: كرمال العم بيموتوا، وقفوا وقفة ضمير، وطنكم على الهاوية وصار بخطر كبير، يا لبنانيي، بيكفي أنانية، وحدو الغفران – وأشدد على كلمة "غفران" – بيحمي لبنان، فكيف بالاحرى اذا كان الذي نظلمه ونتهمه ليس بخاطىء أصلا لكي نغفر له؟ ففيما ينزح اللبنانيون تحت وطأة القتل والموت الاسرائيلي، إضافة الى العذاب والتهجير والتدمير وجرائم الحرب التي ترتكب كل يوم بحق نسائنا وأطفالنا العزّل، وفي أوقات يجتمع فيها اللبنانيون للاتحاد بوجه الكوارث التي تضرب الوطن، لفتني في حلقتك التي بثت منذ أيام والتي استضفت فيها السفير الصديق الاميركي جيفري فيلتمان والسفير الصديق جوني عبدو بالاضافة الى الصديق جدا راجح الخوري، لفتني استحضار الاحقاد حتى وصلنا في مكان خلال الحلقة تم فيها اظهار الجنرال عون على أنه خائن بسبب ورقة التفاهم التي بينه وبين "حزب الله".

دعيني أؤكد لك أن أهم ما في ورقة التفاهم هذه هي الغاء الحرب الاهلية وأجواء الاحتقان التي كانت مسيطرة على البلد قبل حادثة 5 شباط وبعدها، كما اضفت جوا من الود والتسامح بين الطوائف والاديان، وأكثر من شعر بهذه النتائج هم الناس القاطنون في محاذاة بعضهم بعضا في بيروت وضواحيها كما في كل المناطق اللبنانية المختلطة وغير المختلطة.

العام الفائت خرج الجيش السوري من لبنان، فماذا ترك لنا؟ ترك لنا أفرقاء لبنانيين متأثرين بالتركات التي تشرّبوها طيلة 30 سنة بسبب هذا الوجود، ولكن في المقابل أصبحنا نواجه أفرقاء لبنانيين البعض يؤيد توجهاتنا والبعض الآخر لا يؤيدها، فماذا عسانا نفعل بالشريحة التي لا تؤيد افكارنا؟

مسيحية كانت أو مسلمة؟ أنلغيها؟ أم نضعها الى الحائط ونعدمها ونرشها بالرشاش لأنها ليست من رأينا؟!! يا عزيزتي هؤلاء لبنانيون باقون معك ومعنا للعيش معاً في هذا الوطن الجريح، فمن الحكمة الوصول معهم الى نقاط تلاق، لكي ننطلق منها، وبهدوء، ومهما طال الوقت الى حلول نتفق عليها في ما بيننا من دون الحاجة للجوء الى أي طرف خارجي. هذا هو لبنان الذي نؤمن به ويؤمن به الجنرال عون كما العديد من الزعماء والفرقاء، وبهذه الطريقة نتمكن من جمع الفرقاء اللبنانيين لكي نخرج من مستنقع الشرق الاوسط السياسي باقل خسائر ممكنة والتي يحاول العالم القاءها على الكاهل اللبناني، فنكون في تصرفنا المسيحيين الاصيلين المتسلحين بالتسامح ومحبة الآخر...

اما بالنسبة للأسرى في السجون السورية الذين تكلم عنهم السفير فيلتمان فصحيح ان قسماً منهم أسر في فترة حرب 89 – 90 كما ذكرت، ولكن دعينا نتذكر ما كان عنوان تلك الحرب، ألم تكن حرب التحرير؟ تحرير لبنان من الوجود السوري؟ ألم يكن هذا وما زال حتى اواخر العام المنصرم مطلب جميع اللبنانيين؟ ألم يكن هذا مطلب الرئيس رفيق الحريري رحمه الله؟ والنائب وليد جنبلاط؟" وفرقة 14 آذار"؟ (مع التحفظ على عدد الناس الذي لم يعد يؤيد هذه المجموعة الا في الصورة المعلقة على الحائط...)، اذا، حسنا فعل الجنرال عون حين بدأ حربه منذ 16 عاما لانه لو اتحد المسيحيون يومئذ ووصلت حرب التحرير الى اهدافها وكنا وفرنا كل خسائر الـ15 سنة الاخيرة الماضية، وكنا وفرنا جميع الشهداء الذين اغتيلوا ابتداء من محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة وصولا الى اغتيال جبران تويني الحبيب، مع التمني بعودة جميع الاسرى من السجون السورية والاسرائيلية...

وفي ما يختص بتفاهم الجنرال مع "حزب الله" دعيني أسأل، هل كان "حزب الله" ضعيفا وهزيلاً وتسلح وتقوّى بعد ورقة التفاهم مع العماد عون؟ أفلم تدعم القوى المعروفة بـ"14 آذار" الحزب في الانتخابات النيابية ضمن الحلف الرباعي واستغنت عنه بعد الانتخابات؟ ومن هو الموجود على طاولة مجلس الوزراء الى جانب وزراء "حزب الله"، هل هم اعضاء "كتلة التغيير والاصلاح" أم وزراء "الاكثرية"؟ أفلم يشرّع بيان مجلس الوزراء قدسية المقاومة وحقها في جميع تحركاتها من اجل تحرير الارض واسترجاع الاسرى؟

في نهاية هذه السطور أؤكد لك أننا كلنا نتكل على مار شربل كما تتكلين عليه أنت وهو يحبنا كما يحبك، وأقترح عليك استضافة الجنرال عون (اذا أراد)، وتسأليه عن كل ما يدور في خاطرك بروح محبة مسيحية لأننا دعاة جمع ولسنا دعاة قسمة، وهنا سأنهي بقسم جبران تويني الشهير:
نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، أن نبقى موحّدين، الى أبد الآبدين، دفاعاً عن لبنان العظيم.

بكل محبة وتسامح.

غسان الرحباني- النهار

[Patriotic]

This article is not the complete one, Annahar deleted too many things.

We will try to get the original one, we asked for it, and its a matter of time, then we could post it.

[xcoder]

owww, i noticed the biggest part of the article doesn't match with the title.
it would be great if u can get the original copy.

[Ralph]

When we got the first news of the explosion that hit May Chidiac, my family was the first to light candles and pray.

When she came back, we expected some change, maybe an unbiased, more patriotic or lets say more professional point of view. But all we got is disappointment.

After comments about the Lebanese Armymen jailed in Syria, comments such as "moukhallafet el 3imed Aoun", she truely lost all my respect.

[xcoder]

she lost my respect when she accepted the lebanese forces to use her and her case for electoral goals.
i wasn't expecting this at all.
and personaly i am not shocked of what she's saying now that's what she always used to do but not this much of course.
i remember when we won the elections the LBC reporter in keserwen told her. the first results shows that FPM won all the seats so she replied 'are you sure?" with voice shaking

[Ralph]

LOL, man thats the only thing i regret on election day!
I wasnt home to watch the face expressions on LBC's news anchors. I bet there was plenty of yellow faces.

[Patriotic]

Originally Posted by xcoder

she lost my respect when she accepted the lebanese forces to use her and her case for electoral goals.
i wasn't expecting this at all.
and personaly i am not shocked of what she's saying now that's what she always used to do but not this much of course.
i remember when we won the elections the LBC reporter in keserwen told her. the first results shows that FPM won all the seats so she replied 'are you sure?" with voice shaking

All the Lebanese parties used some case in the elections.
We cannot say that May's case was used from the LF, since May is a LF supporter, and the use was from both sides, she used her case also in its campaign, and she used LF to get more votes.

In the elections, you will be forced to used many cases for your win, that's called PROPAGANDA.

[Jean]

رسالة غسان الرحباني الكاملة: خاص tayyar.org
من غسان الى مي ... مع محبتي

غسان ا. الرحباني 28 ايلول 2006

مرحبا مي، كيفِك؟ الحمدلله على رجوعِك بالسلامة،
يا صديقتنا مي إنّي وبإسم كل الشعب اللبناني وبإسم الشريحة الكبيرة التي أمثّل، أشجب شجباً لا رجوع عنه محتقراً هذه اليد الآثمة التي امتدت الى وردة الكلمة الحرة ونالت من جزءً منك ولكن لم تنل من الفكر الذي يتمثّل في شخصيتك الحرة والمصممة على الوصول نحو جواب نهائي للسؤال الكبير الذي نسأله كلنا "
لماذا لا يمكنني أن أعرف ، ماذا يجري من حولي" ، لقد بكينا كثيراً عندما امتدت يد الغدر اليك وتتالت زيارتنا زوجتي وأنا الى مستشفى "أوتيل ديو"، لنطمئن عنكِ ونقف الى جانب عائلتك الكريمة في خضم هذه المحنة التي كانت تعصف فيهم... وفينا، وياما تمنينا عودة عقارب الساعة الى الوراء ن ويا ريت ويا ريت..... ولكننا اليوم نحن وإياك تخطينا هذه المرحلة ، وإني وبكل عاطفة وإيمان أخطّ هذه الأسطر بيدي اليسرى بأفكار يمينية أكثر مما تتصورين أو يتصور البعض ، وفي هذا الإطار سأحاول القفز فوق خط العاطفة لأدخل في الموضوعية التي أتمنّى كما يتنمنّى جميع اللبنانيين أن تكون هي المسيطرة على أجواء برنامجك الجديد "بكل جرأة".

إننا كشعب لبناني فرحين جداً بطلّتك الجديدة على شاشة الLBC التي نحب ونحترم شاكرين الله ومار شربل ، الذي نؤمن كلنا به وبالأخص على الأعجوبة التي خلّصتكِ من المصير الذي كان يرسمه لكِ أعداء الله......

صدّقيني يا مي حين أقول أننا في هذا البلد وبكل طوائفه بتنا غزارة مصلّين دون إيمان والجميع يصلّي لأله واحد طالبين منه أن يوفقنا ويقتل اعدائنا فيا للعجب ! فإذا صلّينا كلنا لنفس الإله وإذا أراد هذا الإله أن يستجيب لكل الدعوات فالكل يربح أو نموت كلنا... ؟!! فهل الله بقاتل؟! وهل الله بحاقد يردّ الكيل كيلين؟!!
هنا يبادرني سؤال وبإلحاح ، أليس يسوع المسيح والعذراء مريم كما جميع القدسين هم رمز المحبة والغفران...؟!!
أليس التسامح هو الذي يميّز الديانة المسيحية عن غيرها؟
صدّقيني يا مي منذ بدأت قوافل الشهداء الأخيرة بداية بمحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة انتهاء بجبران التويني الصديق العزيز صعقنا دهشنا وبكينا ، بكينا كثيرا....
نحن في لبنان ننتمي الى نوع واحد من الناس وهو أننا نحب ونقدّر ونؤيد مبادء زعيم سياسي معيّن وفي المقابل نكره الباقين الى حد الحقد.
يا عزيزتي أنا لست من هذا النوع لأننا بهذا الشكل نعجز عن بناء الوطن. فأنا كما ذكرت في مواقف سابقة وكما يعرف الجميع أني أحبّز التيار الوطني الحر وأفكار العماد عون لأنها وبكل بساطة تشبه أفكاري أنا اللبناني الذي لا يسرق ولا يكذب ولا يريد إلا الخير والسلام لكل أبناء الوطن.
واؤيد أفكار الدكتور سمير جعجع وهو يعرف ذلك ويا للصدفة ، فمنذ ايام قليلة وبالتنسيق مع الدكتور جورج مفرّج والصديق طوني قهوجي ، فقد انتهيت لتوّي من تلحين وتسجيل نشيد الذكرة الأولة لخروج الدكتور سمير جعجع من السجن وأصبح الCD بين يديه ...
وإني اؤيد اتجاهات الشيخ سعد الحريري ، وأتبنى تطلّعات الوزير الياس المر وإني وبكل بساطة متصالح مع نفسي ، وبإمكاني وجود نقطة إجابية داخل كل مسؤول لبناني لأنطلق منها نحو حل معين وهدفي دائماً هو جمع الفرقاء وليس التفرقة ، ولهذا السبب غنيت للجنرال عون في ساحة الشهداء عندما عاد الوطن الى الوطن في 7 ايار 2005 . وزرنا والدي وأنا الدكتور جعجع في الأرز عندما خرج الوطن من السجن ... وفي هذا الإطار اريد أن الفت الى ان الأغنية التي كتبها ولحنها والدي الياس الرحباني وغنيتها أنا تقول : كرمال العم بيموتوا، وقفوا وقفة ضمير، وطنكم على الهاوية وصار بخطر كبير، يا لبنانية ، بيكفي أنانية ، وحدو الغفران وأشدد على كلمة غفران، بيحمي لبنان ، فكيف بالأحرى إذا كان الذي نظلمه ونتهمه ليس بخاطىء أصلاً لكي نغفر له،
ففيما ينزح اللبنانيون تحت وطأة القتل والموت الأسرائيلي إضافة الى العذاب والتهجير والتدمير وجرائم الحرب التي تُرتكب كل يوم بحق نسائنا وأطفالنا العزّل، وفي أوقات يجتمع فيها اللبنانيون بالإتحاد بوجه الكوارث التي تضرب الوطن، لفتني في حلقتك التي بُثت منذ أيام والتي استضفت فيها السفير الأمريكي جيفري فالتمان والسفير الصديق جوني عبدو بالإضافة الى الأستاذ راجح الخوري الصديق جداً ... لفتني اصرارك على استحضار الأحقاد الضيقة حتى وصلنا في مكان خلال الحلقة الى النحو التالي ، مي شدياق اللبنانية التي نحب تريد إظهار الجنرال عون على أنه خائن بسبب ورقة التفاهم التي بينه وبين حزب الله ، بالمقابل السفير الأمريكي يدافع عنه منتقياً الكلام اللابق بدقة وحنكة للهروب من السؤال الفخ. يا للعجب فنحن دائماً بحاجة الى جهة خارجية لكي تسوّي فيما بيننا !!!
دعيني أؤكد لك أن أهم ما في ورقة التفاهم هذه هي الغاء الحرب الأهلية وأجواء الإحتقان التي كانت مسيطرة على البلد قبل وبعد حادثة 5 شباط ، كما أضفت جواً من الود والتسامح بين الطوائف والأديان وأكتر من شعر بهذه النتائج هم الناس القاطنون بمحاذاة بعضهم بعضاً إن في بيروت وضواحيها كما في كل المناطق اللبنانية المختلطة وغير المختلطة .
العام الفائت خرج الجيش السوري من لبنان ، فماذا ترك لنا ؟؟! ترك لنا عدة أفرقاء لبنانيين متأثرين بالتركات التي تشرّبوها طيلة 30 سنة بسبب هذ الوجود ولكن بالمقابل أصبحنا نواجه فرقاء لبنانيين البعض يؤيد توجّهاتنا والبعض الآخر لا يؤيدها ، فماذا عسانا نفعل بالشريحة التي لا تؤيد أفكارنا؟!! مسيحية كانت أو مسلمة؟ أنلغيها ؟ أو نضعها عرض الحائط ونعدمها ونرشها بالرشاش لأنها ليست من رأينا ؟!!

يا عزيزتي هؤلاء لبنانيون باقون معكِ ومعنا للعيش معاً في هذا الوطن الجريح ، فمن الحكمة الوصول معهم الى نقاط تلاقي ما، لكي ننطلق منها وبهدوء ومهما طال الوقت الى حلول نتفق عليها فيما بيننا دون الحاجة للجوء الى أي طرف خارجي . هذا هو لبنان الذي نؤمن به ويؤمن به الجنرال عون كما العديد من الزعماء والفرقاء ، وبهذه الطريقة نتمكّن من جمع الفرقاء اللبنانيين لكي نخرج من مستنقع الشرق الأوسط السياسي بأقل خسائر ممكنة والتي يحاول العالم إلقائها على الكاهل اللبناني ، فنكون بتصرفنا هذا المسيحيين الأصليين المتسلحين بالتسامح ومحبة الآخر ...
وفي حال كان رأيك مغايراً لهذا التصوّر ، فكوني صريحة واعترفي جهاراً بعدم مقدرتك على التعايش مع جميع اللبنانيين وتحولي من محاور الى طرف....

أما بالنسبة للأسرى في السجون السورية التي تكلم عنها السفير فالتمان ، صحيح أن قسماً منها أُسر في فترة حرب 89 ،90 كما ذكرتِ أنت ، ولكن دعينا نتذكر ما كان عنوان هذه الحرب، ألم تكن حرب التحرير؟ تحرير لبنان من الوجود السوري ؟ ألم يكن هذا وما زال حتى أواخر العام المنصرم مطلب جميع اللبنانيين ؟ ألم يكن هذا مطلب الرئيس الحريري رحمه الله ؟ والنائب وليد جنبلاط ؟" وفرقة 14 آذار" ؟ ( مع التحفظ على عدد الناس الذي لم يعد يؤيد هذه المجموعة إلا في الصورة المعلقة على الحائط ....) ، إذاً ، حسناً فعل الجنرال عون حين بدأ حربه منذ 16 عاماً لأنه لو اتحد المسيحيون يومئذ ووصلت حرب التحرير الى أهدافها لكنّا وفرنا كل خسائر ال15 سنة الأخيرة الماضية وكنا وفرنا جميع الشهداء الذين إغتيلوا إبتداءً من محاولة إغتيال الوزير مروان حمادة وصولاً الى إغتيال جبران التويني الحبيب ، مع التمني بعودة جميع الأسرى من السجون السورية والإسرائيلية ... وأسأل نفسي هل كان السفير فالتمان خائفاً من الجنرال عندما لم يجاريكي حين حاولتِ جاهدةً تبيان العماد عون على أنه خاطىء وخائن ؟!! لا أعتقد ، فالسفير الأمريكي يعرف جيداً من هو الجنرال عون وماذا يدور في خواطره تجاه لبنان الواحد الذي نريده كلنا ، وصدّقيني يا مي نحن كتار ، كتير كتار ...
وفيما يختص بتفاهم الجنرال مع حزب الله دعيني أسأل ، هل كان حزب الله ضعيف وهزيل وتسلّح وتقوّى بعد ورقة التفاهم مع العماد عون؟؟!! أفلم تدعم القوى المعروفة ب "14 آذار" حزب الله في الإنتخابات النيابية ضمن الحلف الرباعي واستغنت عنه بعد الإنتخابات ؟ ومن هو الموجود على طاولة مجلس الوزراء الى جانب وزراء حزب الله ، هل هم أعضاء كتلة الإصلاح والتغيير؟ أم وزراء"الأكثرية"، أَفَلم يشرّع بيان
مجلس الوزراء قدسية وحق المقاومة في جميع تحركاتها من أجل تحرير الأرض واسترجاع الأسرى ؟!!!

في نهاية هذه السطور أطلب منكِ دفن الأحقاد كما فعلنا كلنا ، فإن مار شربل الذي تتكلين عليه ، كلنا نتكل عليه أيضاً وهو يحبنا كما يحبك ، فمن جهتي أتمنى عليك أن تكوني محاوراً منصفاً في برنامجك لا طرفاً ، مقترحاً عليك إستضافت الجنرال عون
( إذا أراد ) ، وتسأليه عن كل ما يدور في خواطرك بروح محبة مسيحية.
اخيراً، أعذريني إن ضايقكِ ما قلت ، ولكن صدّيقيني أن أكثرية اللبنانيين تفاجؤا سلباً عندما سمعوا ما قلتِ لأننا دعاة جمع ولسنا بدعاة قسمة ، وهنا سأنهي بقسم جبران التويني الشهير:
نقسم بالله العظيم مسلمين ومسيحيين أن نبقى موحدين الى أبد الآبدين دفاعاً عن لبنان العظيم.

بكل محبة وتسامح غسان ا. الرحباني