نجاح واكيم للرأي الآخر: حاربت الطائفية وح¡

[sha3be]

نجاح واكيم للرأي الآخر: حاربت الطائفية وحيدا.. و ساقاتل حتى النهاية
العدد 31 -نيسان - ابريل 2009 - الوطن الرأي الاخر

الرأي الآخر: لماذا ستخوض الإنتخابات في حين أن رأيك في القانون سلبي فهو سيسبب حرباً أهلية، وهو قانون مذهبي وطائفي. الا ترى أن هذا تناقض؟
الاستاذ نجاح واكيم: ليس قانون الإنتخاب هذا ولكن كل قوانين الإنتخابات كانت تؤدي دائماً إلى تعميق الإنقسامات الطائفية والمذهبية بين اللبنانيين، وبالتالي فإنها كانت تؤدي دائماً إلى حروب أهلية. فقانون الإنتخاب هو جزء مهم من النظام السياسي الذي بسببه لم يعرف لبنان استقلالاً حقيقياً، وبسببه لم يتحول اللبنانيون من رعايا في طوائف إلى شعب في وطن. وبسببه لم يعرف لبنان سلماً أهلياً حقيقياً. فتاريخ هذا البلد منذ العام 1840 هو تاريخ الحروب الاهلية التي كانت تنتهي في ظروف معينة إلى هدنات، كانت هذه الهدنات تؤدي دائماً إلى حروب أهلية. لهذا نحن بالأساس ضد هذا النظام السياسي كله، ضد الأساس الطائفي الذي يقوم عليه وضد كل قوانين الإنتخابات التي وضعت في السر. مع ذلك خضنا الإنتخابات أكثر من مرّة في ظل قوانين نرفضها، ليس من أجل تكريسها، ولكن من أجل مقاومتها سواء بالاستفادة من الحملات الإنتخابية لطرح خطابنا السياسي، أو من خلال مجلس النواب الذي بقيت فيه تسعاً وعشرين سنة، وطوال تلك الفترة كنت معارضاً دائماً لأنني أعارض النظام وكنت ضد قوانين الإنتخابات التي وضعت في السابق من قلب مجلس النواب. أن يدفعنا رفضنا للقانون إلى الإنكفاء عن المعركة فهذا أمر خاطئ. لو كانت لدينا القدرة على تحريك حملة وطنية شاملة ضد القانون وضد الإنتخابات لفعلنا ذلك بدون تردد. وهذا خيار ناقشناه في حركة الشعب ومع قوىً وفعاليات صديقة لم يشاركنا أحد هذا الموقف الذي دعونا إليه. معركة المقاطعة الشاملة لم نقدر عليها فكان خيارنا الصراع ضد هذا القانون وضد النظام السياسي ولكن عن طريق خوض الإنتخابات.


الرأي الآخر: رغم الطوق الطائفي المضروب على القوى الوطنية والعلمانية ماذا ستفعل في البرلمان؟
واكيم: أقول بداية، إنه من الطبيعي أن تفرض القوى الطائفية طوقاً على القوى الوطنية اللاطائفية. لأنه من الطبيعي أن تعمل هذه القوى على تكريس هيمنتها على السلطة، والتشبث بمصالحها فيها. هذه ليست المشكلة، أو بالأحرى هذه ليست كل المشكلة. ثمة جانب آخر للمشكلة أشد خطراً وهو انكفاء القوى الوطنية اللاطائفية عن التقاط دورها، والمبادرة بشجاعة وثبات للقيام بهذا الدور. هذه القوى ليست ضعيفة إذا أدركت دورها، ولكنها في الحقيقة هي مستضعفة لأنها في الغالب لم تجرؤ على تحويل شعاراتها السياسية إلى مشروع سياسي. أما في البرلمان فقد قاتلت تسعاً وعشرين سنة ضد القوى الطائفية وكنت وحيداً، ولم أجد مشكلة في الأمر. وكنت أعرف أن القوى الوطنية قادرة على احتلال مواقع عدة في البرلمان بقوتها الذاتية إذا هي وحّدت جهودها، ولكنني في غير مناسبة وجدتها تلهث وراء الطائفيات المختلفة طلباً لفتات يرمى لها. لو أن هذه القوى تتخلى عن هذا الفتات وعن حسابات صغيرة وأنانيات ضيقة لاستطاعت أن تشكل الكتلة التاريخية القادرة على التغيير.

الرأي الآخر: ما هو الجديد الذي ستقوم به في البرلمان؟
واكيم: الجديد هو تجديد المعركة ضد هذه الطبقة السياسية. هي حرب طويلة نخوضها وليست معركة واحدة نكسبها أو نخسرها، هناك أمور كثيرة سوف نخوض معارك فيها من الفساد إلى الدين العام إلى الوضع الإقتصادي - الإجتماعي البائس إلى كل المواضيع التي يعاني منها لبنان، وما أكثرها، التربية، التعليم، الثقافة، وتفشي المخدرات ... الخ. لكنني أعرف أن المدخل لمعالجة كل هذه المشكلات وغيرها هو الإصلاح السياسي أي الغاء الطائفية وإقامة الدولة الديمقراطية العصرية.

الرأي الآخر: أهالي بيروت كانوا وراءك لمدة 30 سنة، الآن يبدو أن هناك مشكلة بينك وبينهم، ماهي؟
واكيم: أهالي بيروت كانوا أمامي لمدة ثلاثين سنة، لماذا صاروا ورائي؟ طبعاً لا اتحدث عن الجميع ولكن بشكل عام. اعتقد أن بيروت العظيمة تعيش ردة فعل مرضية. ربما أعرف بعض أسبابها: كانت بيروت إحدى منارات حركة التحرر العربية، إنكسرت هذه الحركة بعد وفاة البطل جمال عبد الناصر، وكان لهذا الإنكسار أثره الكبير على بيروت. ثم جاءت بعد ذلك معظم فصائل المقاومة وقياداتها تصرفت في بيروت وكانها ساحة مستباحة. وهذا أحدث صدمة لها. ثم جاء الإجتياح الإسرائيلي، وقاومت بيروت، فعوقبت من قبل ميليشيات الكتائب بأنتهاك حرماتها وإذلالها. وكانت تشعر بسبب الإعلام الغبي أو الخبيث أن المسيحيين بالتواطئ مع اليهود يذلونها بواسطة ميليشيات الكتائب والقوات بعد ميليشيات ياسر عرفات. ثم جاءت انتفاضة 6 شباط /فبراير 1984 فصلتوا عليها ميليشيات الحزب الإشتراكي وحركة أمل. وبلغة الإعلام الغبي أو الخبيث وبلغة الشارع أيضاً كانت بيروت تشعر أنها تعاقب مرّة اخرى ولكن على أيدي ميليشيات الشيعية والدروز. في مقابل كل هذه الأفعال السيئة تراكمت ردات فعل غير عاقلة أدت بها إلى مذهبية أضاعت فيها هويتها ودورها ورسالتها. كانت أمامي وأمام الجميع فصارت ورائي ووراء الجميع. أنا أؤمن بهذه المدينة ومن هذا الموقع أقول: لقد آن لبيروت أن تخرج من ردة فعلها. أنا أفهم ردة الفعل هذه وأبررها، ولكنني لا أفهم أن تستمر وتتمادى، ولا أبرر أن تستمر وتتمادى، وأومن أنها لن تستمر ولن تتمادى.

الرأي الآخر: ما هي رسالتك إلى أهالي بيروت عبر هذا الترشيح؟
واكيم: رسالتي بسيطة، أن تعود بيروت إلى ذاتها. إلى هويتها ودورها أن تكون العروبة فيها وليس سمير جعجع في دار الفتوى. ان تعود شارع الحمرا، منارة الكتاب والثقافة، هذه أبرز علاماتها وليس شارع مونو.
أن يعود جمال عبد الناصر بجامعته العربية العظيمة إلى قلب الطريق الجديدة عوضاً عن كرتونات الإعاشة. التي يمّن علينا بها شيوخ النفط.

الرأي الآخر: أنت فقير وهم اغنياء، ماذا بوسع الفقراء أن يفعلوا لمواجهة القوة الطاغية للمال؟
واكيم: كما فعل الفقراء دائماً عبر التاريخ، قاموا بأعظم الثورات، حملوا أنبل الرسالات، نشروا العدالة والمحبة والمساواة، عملوا من أجل كرامة العيش في مواجهة الطغاة وفجور رأس المال. حسبي أن أبقى جندياً في هذه المعركة أقبل أن أهزم فيها، فهذا أشرف لي من أن أخون قضيتي وأعمل في خدمة أصحاب رأس المال البغيّ.

الرأي الآخر: لو كان عبد الناصر حياًّ الآن أي رسالة كان سيوجه إلى أهالي بيروت؟
واكيم: لو كان عبد الناصر حياًّ لما احتاج أن يقول شيئاً لبيروت، بل إنه كان سوف يهتم بسماع بيروت التي تصدح بأروع أناشيد الحرية والكرامة والإباء والعروبة.

الرأي الآخر: لماذا لا تترشح في منطقة أخرى غير بيروت خاصة أن نجاحك سيكون مضموناً فيها؟
واكيم: لأنني لم أشأ أن أكون لاجئاً سياسياً عند كل الطوائف، ولأنني لا اهرب، بدأت في زاروب التمليص وسوف انتهي في زاروب التمليص.

الرأي الآخر: كيف يمكن أن نوقف هجرة شبابنا؟
واكيم: بسيطة، بسياسة اقتصادية تنموية صحيحة تؤمن فرص العمل للشباب ولا يتسع المجال هنا لأشرح كيف، ولكنها بالضبط عكس هذه السياسة الإقتصادية التي اتبعت منذ العام 1992 والتي كان الهدف منها إفلاس لبنان ورهنه وإذلال الشباب وسد الأفق في وجوههم ليكونوا خدماً بائسين في الداخل أو يهجروا وطنهم الضيق إلى بلاد الناس الواسعة.

الرأي الآخر: ما تفسيرك لظاهرة المخدرات؟
واكيم: إنها ظاهرة طبيعية جداً بسبب اليأس والإحباط وانسداد الآفاق أمام الشباب، هي شكل من أشكال الإغتراب عن الواقع والهروب منه، بعضهم يهاجر إلى بلدان الخارج بطائرة أو بباخرة ومن لا يجد سبيلاً إلى هذا فهو يهاجر إلى المجهول بـ(صاروخ) وشتى أنواع المخدرات.

الرأي الآخر: نريد أن نتفائل بمستقبل هذا الوطن، ماذا يجب أن نفعل كي نتفائل؟
واكيم: أقول بصدق وبالرغم من كل ما نحن فيه أنا متفائل لا بمستقبل هذا الوطن الصغير فحسب، ولكن أنا متفائل بمستقبل وطننا العربي الكبير ومن ضمنه بالتالي لبنان. أؤمن أنه بعد كل هذا المخاض الذي نشهد عظمته وآلام نزفه من فلسطين إلى العراق إلى لبنان أن حركة تحرر عربية سوف تولد من جديد. لم يكن عبد الناصر هو الذي صنع الأمة ولكن الأمة صنعت عبد الناصر وصنعت جيلاً من النهضويين الكبار في الادب والفن والثقافة. في الشعر والموسيقى، في الكفاح من جبال الأوراس إلى بور سعيد إلى قصر الضيافة في دمشق. هذه الامة العظيمة تستطيع ، وأرى أنها على وشك أن تقول كلمتها من جديد.
http://www.rai-akhar.com/ar/index.ph...=818&Itemid=27

[H@SSàN]

Originally Posted by sha3be

واكيم: أقول بصدق وبالرغم من كل ما نحن فيه أنا متفائل لا بمستقبل هذا الوطن الصغير فحسب، ولكن أنا متفائل بمستقبل وطننا العربي الكبير ومن ضمنه بالتالي لبنان. أؤمن أنه بعد كل هذا المخاض الذي نشهد عظمته وآلام نزفه من فلسطين إلى العراق إلى لبنان أن حركة تحرر عربية سوف تولد من جديد. لم يكن عبد الناصر هو الذي صنع الأمة ولكن الأمة صنعت عبد الناصر وصنعت جيلاً من النهضويين الكبار في الادب والفن والثقافة. في الشعر والموسيقى، في الكفاح من جبال الأوراس إلى بور سعيد إلى قصر الضيافة في دمشق. هذه الامة العظيمة تستطيع ، وأرى أنها على وشك أن تقول كلمتها من جديد.