Santa Clause Between Communism, Capitalism, and the Church

MARX ® · 12-25-2009

ف

ي زمهرير كانون يطل علينا، متوشحاً بردائه الأحمر، سادلا لحيته البيضاء على بطنه الكبير. يرمقنا بنظرات حنونة في بعض الأحيان ومعاتبة أحيانا أخرى... إنه هو، البطل! بطل قصص عيد الميلاد كلها، إنه هذا البطل الذي كنا نحلم أن نراه في 25 كانون الأول من كل عام فلا نرى سوى صورا مشوهة عنه فنحزن وننتظر العام المقبل. إنه دون شك: بابا نويل.
ما الجدوى من التطرق في مثل هذا اليوم إلى موضوع لا يقوم سوى بإعادة إحياء سنوات من الطفولة الغابرة في وقت لا يسعنا حتى استكمال شراء حاجاتنا وهدايانا وفي وقت تضيق فيه الشوارع المكتظة بالناس والمعبوقة بروائح ورود العيد والمذهولة بأناشيد الميلاد؟ في الحقيقة إنه لمن الضروري فهم حقيقة "بابا نويل"، أو بالأحرى حقائقه، فهو خضع، كغيره من الرموز المستخدمة للزينة وللإحتفال بعيد الميلاد لسلسلة مغالطات حول نشأة الفكرة وتطورها لتأخذ اليوم شكلها الحالي.
سانتا كلوز في التاريخ

تشير احدى أبرز الأساطير التي رافقت "بطولات" بابا نويل إلى أن هذا الأخير يسكن القطب الشمالي في مكان ما من "جرين لاند" الجزيرة الأكبر في العالم التي يكسوها جليد أبدي، وهناك وفي أعماق واد خفي شمال شرق الجزيرة يقف بابا نويل بكل هيبته أمام "كونجنس جاردن" مزرعة الملك مسكنه الذي يعيش فيه فيما يتدلي حول عنقه المفتاح الذهبي لمصنع الألعاب الذي يعمل فيه على إعداد الهدايا ليؤكد بإصرار أنه صانع البهجة.
ولكن، وبجسب الوقائع التاريخية، فإن فكرة انتظار "حامل الهدايا" في ليلة 24 كانون الأول تعود إلى التقاليد الجرمانية حيث كان الأطفال ينتظرون "الإله تهور" الذي كان يأتي ويزور المنازل التي حضرت له المذبح الخاص به (وهو موقد النار) ويحضر الهدايا إلى الأطفال الذين علقوا أحذيتهم الخشبية على الموقد. وهذا اليوم كان عند الوثنيين عيد الشمس، فحوله المسيحيون إلى عيد ميلاد المسيح الذي هو شمس العدل والنور الحقيقي، علماً أن لوقا الإنجيلي يخبرنا أن الميلاد كان في أيام أغسطس قيصر، وان أول من صرح بوضوح أن يسوع ولد في هذا النهار هو القديس هيبوليتوس الروماني، في تعليقه على كتاب النبي دانيال، الذي كتب في عام 204.
أما شهرة قصة بابا نويل بصيغتها المعتمدة خصوصاً عند التربويين المسيحيين، فهي مستمدة من قصة القديس نيقولاوس وهو اسقف "ميرا" الذي عاش في القرن الرابع الميلادي، ويحكى أنه كان يقوم ليلاً بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين دون ان تعلم هذه العائلات من هو الفاعل، فتخيل الناس هذا الرجل شيخاً حسناً ذو لحية بيضاء كالثلج ويرتدي ملابس حمراء اللون ، وصاحب جسم قوي شديد، راكباً على عربة سحرية تجرها غزلان ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الاولاد اثناء هبوطه من المداخن او دخوله من النوافذ وشقوق الابواب. أما الصورة الحديثة لبابا نويل، فقد بدأها شاعر أميركي اسمه كلارك موريس الّذي كتب سنة 1823 قصيدة بعنوان "الليلة التي قبل عيد الميلاد" يصف فيها "سانتا كلوز". وفي عام 1860، أنتج رسام أميركي أول رسمٍ لبابا نويل، كما نعرفه اليوم، بالاستناد إلى القصص الأوروبية حوله. فاشتهرت، على أثر ذلك هذه الشخصية في أميركا وبعدها في أوروبا، ثمّ في سائر أقطار العالم.
ولكن هل وصلنا إلى مرحلة يهدد فيها "بابا نويل" حقيقة العيد، وهل بدأ "أب الميلاد" هذا يبعد النظر عن "طفل الميلاد"؟
بابا نويل شيوعي؟

وفي نظرة لافتة، أوضح لنا الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية في كلية الإعلام والتوثيق-2، الدكتور ميشال سبع أن "بابا نويل، بشعره الأبيض وتجاعيد وجهه وثيابه الحمراء وعربته التي تقودها "رنات" (حيوانات الرنّة) سيبريا، لا علاقة له ببيت لحم ولا بفلسطين ويوحي بأنه رجل روسي"، مشيراً إلى أن "بعض الشيوعيين قاموا بربط مجموعة حكايات عن القديس نيكولاوس الذي كان معروفا بـ"أسقف الفقراء" والذي اشتهر بمساعدة المحتاجين، فوظفتها بشكل يرمز لهذا الروسي من أجل ترسيخ الفكر الشيوعي (أي عطاء الأغنياء للفقراء لتحقيق نوع من العدالة الإجتماعية). أعجب الرأسماليون في الغرب الأوروبي والأميركي بهذه الشخصية، فاستغلوها لإنعاش أسواقهم في زمن الأعياد، فانتُقدوا من الشيوعيين، ووجدوا فيها وسيلة لإنتاج السلع، فضربوا بعرض الحائط، بحسب سبع، الصورة المسيحية بما أن همهم الأول ليس بالطبع هما دينياً. فانتشرت هذه الصورة لبابا نويل لأسباب إيديولوجية من جهة، وإقتصادية من جهة أخرى.
وعبر الدكتور سبع، عن استيائه الكبير من "كوننا نحن المشرقيين المحافظين، والذين لا نملك لا السبب الإيديولوجي ولا السبب الإقتصادي لنشر ثقافة "البابا نويل"، نقوم باستهلاك المنتجات "بغباء" دون فهم حقيقة الأمور". وأسف لكون المدارس المسيحية أيضاً هي التي تربي الأجيال اليوم على هذه الأساليب والرموز.
شخصية سانتا كلوز تهدف أولا لخدمة المحتاجين

أما نظرة الكنيسة فتختلف حول هذا الموضوع. فهي تعتبر أن شخصية القديس نيكولاوس الآنف ذكرها والتي عرفت في ما بعد بـ"سانتا كلوز" تهدف أولا لمساعدة وخدمة الفئات الأكثر حاجة.
وفي هذا الإطار، أكد الأب الأنطوني قزحيا كرم، وهو مساعد المرشد الروحي في مفوضية كشافة الإستقلال والمرشد الروحي في مدرسة الراهبات الأنطونيات في رومية، أنه "ورغم اتخاذ بابا نويل صورة تجارية بحتة اليوم، فإن هذا الأمر لا ينفي أن هذه الشخصية تشير إلى ضرورة العطاء في عيد الميلاد وهذا مفهوم مسيحي للمشاركة والمحبة".
ولفت الأب كرم إلى أن العمل جار ويجري على إبعاد الصبغة التجارية عن "سانتا كلوز" وذلك من خلال نشر ثقافة العطاء في المدارس خصوصاً في هذا الزمن، زمن الميلاد، فبات الطفل لا يأخذ الهدايا فقط بل يسعى أيضاً لإعطاء الأكثر حاجة أيضاً، مشيراً إلى أن هذا الأمر يبدأ من الصفوف الصغيرة وصولاً إلى الصفوف الثانوية أيضاً في بعض المدارس المسيحية.
واعتبر كرم أن "بابا نويل ليس غاية بل وسيلة"، مشدداً على أنه "لو مهما كانت الوسيلة فرحة، لا يجب أن ننسى سبب الفرحة، وهو يسوع المسيح".
إذاً، وفي حين يتهم الشيوعيون الرأسماليين بالضلوع وراء هذه الشخصية، يعتبر البعض أنها شيوعية المنشأ والإيديولوجية، في الوقت الذي تسعى فيه الكنيسة على المحافظة على معنى العيد وإيجاد مخارج ذات قيمة روحية عميقة لعادات توارثناها، يبقى على الإهتمام الحقيقي أن يتوجه نحو أمر واحد، وهو ظاهر في الرسالة البابوية بمناسبة عيد الميلاد التي وجهها البابا بندكتوس السادس عشر في هذه المناسبة حين دعا إلى ضرورة التركيز على المعنى الحقيقي للعيد وهو التواضع والتجرد والعطاء.

source

Rampage!! · 12-25-2009

plz fix the size , having trouble reading it ...

**Tawa** · 12-25-2009

Quote:

Originally Posted by Rampage!!

plz fix the size , having trouble reading it ...

Press Ctrl + '+' on the keyboard.

12-25-2009	#1
MARX ® Registered Member Last Online: 02-15-2012 Join Date: Oct 2007 Posts: 1,301 Thanks: 1,291 Thanked 663 Times in 428 Posts Groans: 4 Groaned at 0 Times in 0 Posts	Santa Clause Between Communism, Capitalism, and the Church ف ي زمهرير كانون يطل علينا، متوشحاً بردائه الأحمر، سادلا لحيته البيضاء على بطنه الكبير. يرمقنا بنظرات حنونة في بعض الأحيان ومعاتبة أحيانا أخرى... إنه هو، البطل! بطل قصص عيد الميلاد كلها، إنه هذا البطل الذي كنا نحلم أن نراه في 25 كانون الأول من كل عام فلا نرى سوى صورا مشوهة عنه فنحزن وننتظر العام المقبل. إنه دون شك: بابا نويل. ما الجدوى من التطرق في مثل هذا اليوم إلى موضوع لا يقوم سوى بإعادة إحياء سنوات من الطفولة الغابرة في وقت لا يسعنا حتى استكمال شراء حاجاتنا وهدايانا وفي وقت تضيق فيه الشوارع المكتظة بالناس والمعبوقة بروائح ورود العيد والمذهولة بأناشيد الميلاد؟ في الحقيقة إنه لمن الضروري فهم حقيقة "بابا نويل"، أو بالأحرى حقائقه، فهو خضع، كغيره من الرموز المستخدمة للزينة وللإحتفال بعيد الميلاد لسلسلة مغالطات حول نشأة الفكرة وتطورها لتأخذ اليوم شكلها الحالي. سانتا كلوز في التاريخ تشير احدى أبرز الأساطير التي رافقت "بطولات" بابا نويل إلى أن هذا الأخير يسكن القطب الشمالي في مكان ما من "جرين لاند" الجزيرة الأكبر في العالم التي يكسوها جليد أبدي، وهناك وفي أعماق واد خفي شمال شرق الجزيرة يقف بابا نويل بكل هيبته أمام "كونجنس جاردن" مزرعة الملك مسكنه الذي يعيش فيه فيما يتدلي حول عنقه المفتاح الذهبي لمصنع الألعاب الذي يعمل فيه على إعداد الهدايا ليؤكد بإصرار أنه صانع البهجة. ولكن، وبجسب الوقائع التاريخية، فإن فكرة انتظار "حامل الهدايا" في ليلة 24 كانون الأول تعود إلى التقاليد الجرمانية حيث كان الأطفال ينتظرون "الإله تهور" الذي كان يأتي ويزور المنازل التي حضرت له المذبح الخاص به (وهو موقد النار) ويحضر الهدايا إلى الأطفال الذين علقوا أحذيتهم الخشبية على الموقد. وهذا اليوم كان عند الوثنيين عيد الشمس، فحوله المسيحيون إلى عيد ميلاد المسيح الذي هو شمس العدل والنور الحقيقي، علماً أن لوقا الإنجيلي يخبرنا أن الميلاد كان في أيام أغسطس قيصر، وان أول من صرح بوضوح أن يسوع ولد في هذا النهار هو القديس هيبوليتوس الروماني، في تعليقه على كتاب النبي دانيال، الذي كتب في عام 204. أما شهرة قصة بابا نويل بصيغتها المعتمدة خصوصاً عند التربويين المسيحيين، فهي مستمدة من قصة القديس نيقولاوس وهو اسقف "ميرا" الذي عاش في القرن الرابع الميلادي، ويحكى أنه كان يقوم ليلاً بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين دون ان تعلم هذه العائلات من هو الفاعل، فتخيل الناس هذا الرجل شيخاً حسناً ذو لحية بيضاء كالثلج ويرتدي ملابس حمراء اللون ، وصاحب جسم قوي شديد، راكباً على عربة سحرية تجرها غزلان ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الاولاد اثناء هبوطه من المداخن او دخوله من النوافذ وشقوق الابواب. أما الصورة الحديثة لبابا نويل، فقد بدأها شاعر أميركي اسمه كلارك موريس الّذي كتب سنة 1823 قصيدة بعنوان "الليلة التي قبل عيد الميلاد" يصف فيها "سانتا كلوز". وفي عام 1860، أنتج رسام أميركي أول رسمٍ لبابا نويل، كما نعرفه اليوم، بالاستناد إلى القصص الأوروبية حوله. فاشتهرت، على أثر ذلك هذه الشخصية في أميركا وبعدها في أوروبا، ثمّ في سائر أقطار العالم. ولكن هل وصلنا إلى مرحلة يهدد فيها "بابا نويل" حقيقة العيد، وهل بدأ "أب الميلاد" هذا يبعد النظر عن "طفل الميلاد"؟ بابا نويل شيوعي؟ وفي نظرة لافتة، أوضح لنا الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية في كلية الإعلام والتوثيق-2، الدكتور ميشال سبع أن "بابا نويل، بشعره الأبيض وتجاعيد وجهه وثيابه الحمراء وعربته التي تقودها "رنات" (حيوانات الرنّة) سيبريا، لا علاقة له ببيت لحم ولا بفلسطين ويوحي بأنه رجل روسي"، مشيراً إلى أن "بعض الشيوعيين قاموا بربط مجموعة حكايات عن القديس نيكولاوس الذي كان معروفا بـ"أسقف الفقراء" والذي اشتهر بمساعدة المحتاجين، فوظفتها بشكل يرمز لهذا الروسي من أجل ترسيخ الفكر الشيوعي (أي عطاء الأغنياء للفقراء لتحقيق نوع من العدالة الإجتماعية). أعجب الرأسماليون في الغرب الأوروبي والأميركي بهذه الشخصية، فاستغلوها لإنعاش أسواقهم في زمن الأعياد، فانتُقدوا من الشيوعيين، ووجدوا فيها وسيلة لإنتاج السلع، فضربوا بعرض الحائط، بحسب سبع، الصورة المسيحية بما أن همهم الأول ليس بالطبع هما دينياً. فانتشرت هذه الصورة لبابا نويل لأسباب إيديولوجية من جهة، وإقتصادية من جهة أخرى. وعبر الدكتور سبع، عن استيائه الكبير من "كوننا نحن المشرقيين المحافظين، والذين لا نملك لا السبب الإيديولوجي ولا السبب الإقتصادي لنشر ثقافة "البابا نويل"، نقوم باستهلاك المنتجات "بغباء" دون فهم حقيقة الأمور". وأسف لكون المدارس المسيحية أيضاً هي التي تربي الأجيال اليوم على هذه الأساليب والرموز. شخصية سانتا كلوز تهدف أولا لخدمة المحتاجين أما نظرة الكنيسة فتختلف حول هذا الموضوع. فهي تعتبر أن شخصية القديس نيكولاوس الآنف ذكرها والتي عرفت في ما بعد بـ"سانتا كلوز" تهدف أولا لمساعدة وخدمة الفئات الأكثر حاجة. وفي هذا الإطار، أكد الأب الأنطوني قزحيا كرم، وهو مساعد المرشد الروحي في مفوضية كشافة الإستقلال والمرشد الروحي في مدرسة الراهبات الأنطونيات في رومية، أنه "ورغم اتخاذ بابا نويل صورة تجارية بحتة اليوم، فإن هذا الأمر لا ينفي أن هذه الشخصية تشير إلى ضرورة العطاء في عيد الميلاد وهذا مفهوم مسيحي للمشاركة والمحبة". ولفت الأب كرم إلى أن العمل جار ويجري على إبعاد الصبغة التجارية عن "سانتا كلوز" وذلك من خلال نشر ثقافة العطاء في المدارس خصوصاً في هذا الزمن، زمن الميلاد، فبات الطفل لا يأخذ الهدايا فقط بل يسعى أيضاً لإعطاء الأكثر حاجة أيضاً، مشيراً إلى أن هذا الأمر يبدأ من الصفوف الصغيرة وصولاً إلى الصفوف الثانوية أيضاً في بعض المدارس المسيحية. واعتبر كرم أن "بابا نويل ليس غاية بل وسيلة"، مشدداً على أنه "لو مهما كانت الوسيلة فرحة، لا يجب أن ننسى سبب الفرحة، وهو يسوع المسيح". إذاً، وفي حين يتهم الشيوعيون الرأسماليين بالضلوع وراء هذه الشخصية، يعتبر البعض أنها شيوعية المنشأ والإيديولوجية، في الوقت الذي تسعى فيه الكنيسة على المحافظة على معنى العيد وإيجاد مخارج ذات قيمة روحية عميقة لعادات توارثناها، يبقى على الإهتمام الحقيقي أن يتوجه نحو أمر واحد، وهو ظاهر في الرسالة البابوية بمناسبة عيد الميلاد التي وجهها البابا بندكتوس السادس عشر في هذه المناسبة حين دعا إلى ضرورة التركيز على المعنى الحقيقي للعيد وهو التواضع والتجرد والعطاء. source __________________ Beer Cheaper than Oil. Drink, Dont Drive..

12-25-2009	#2
Rampage!! Registered Member Last Online: 11-23-2012 Join Date: Feb 2008 Posts: 819 Thanks: 611 Thanked 400 Times in 246 Posts Groans: 17 Groaned at 13 Times in 9 Posts	plz fix the size , having trouble reading it ... __________________ thanking people for their post is free you know

Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)