"مسكين" جبران باسيل

SysTaMatIcS · 11-02-2009

وسط خطاب سياسي أقل ما يقال فيه أنه منحط يعكس صورة فساد مجتمع استشرى فيه دور المال ونخرته الفئويه، ووسط غوغاء سياسية قل فيها أصحاب الكرامات والرؤية، أطل جبران باسيل نهار الجمعة الفائت ليعلن فضيحة ليست هي الأولى في مجال الإتصالات

.
فبعد الإحالات المتكررة إلى القضاء وأشهرها في ملف هدر وفساد يقدر بمليار دولار وبعد قضية الباروك الخطيرة الأبعاد خاصةً في شقها المتعلق بإسرائيل، قام الوزير باسيل بطرح معاناة ال"call centers" في مؤتمر صحافي مفصل.
شرح الوزير باسيل بتسلسل منطقي وبتبسيط تقني أهمية مشروع ال-call centers للإقتصاد اللبناني، وبحماسته ودقته المعهودة أعاد باسيل التذكير أن هذا المشروع يخلق فرص عمل بعشرات الألاف وأن لبنان تأخر بهذا المجال عن غيره من الدول وأن هذا الأمر غير مسموح خاصة بوجود عوامل اللغة والوقت والإنفتاح التي يتمتع بها اللبناني من الطالب إلى ربات المنازل ومختلف الفئات ثم فند معاليه مردود المشروع ماليا. بالنتيجة أعلن الوزير أنه لجأ إلى القضاء والإعلام بعدما إستنفذ كل الوسائل من التنبيهات والتحذيرات بأخذ التدابير الادارية والتأديبية بحق المعرقلين وأنه من غير الطبيعي أن "كل قضية تحتاج الى 40 احالة من الوزير كي تبدأ العمل"…
بعيداً عن كل مزايدات الهامشيين، برهن الوزير باسيل عن جدارة لا مثيل لها عبر العمل المنهجي والعلمي في وزارة الإتصالات ورغم الحرب الكونية على ما يمثله سياسياً أقدم على تحسين خدمات الهاتف والإنترنت بكل شفافية ووضع الوزارة على السكة الصحيحة مدركاً أن لا إقتصاد من دون إتصالات فكان رمزاً للديناميكية والإصلاح ونموذجاً لنبض التيار الوطني الحر في الحكم

.
ومن المعلوم أن مواضيع كالذي اثرها باسيل تسقط حكومات في أوروبا أو اقله تشرع الأبواب أمام نقاشٍ مستفيض خاصةً بما يتعلق فيها من المال العام .لكن في لبنان تمر فضائح كبرى من صميم الإقتصاد اللبناني ثانوية في وسائل الإعلام حيث لم تنل الفضائح المتتالية المساحة اللازمة ومنها المؤتمر الأخير للوزير باسيل. "النهار" عنونت بتصريح البطريرك عن السلاح والتسلح وتشكيل الحكومة. "السفير" عنونت عن تشكيل الحكومة وموقف جنبلاط وتوقيف مخابرات الجيش لأحد المطلوبين. "الديار" اهتمت بباسيل عندما رأت أنه أصبح خارج وزارة الإتصالات في بورصة التشكيلة المرتقبة. "البلد" أفردت عنوانها لتصريح الحريري من بعبدا. "المستقبل" لم ترد الخبر في صفحتها الأولى. أما "الأخبار" ذكرت عنوانا على الصفحة الأولى "جبران باسيل يدّعي على عبد المنعم يوسف: مسّ بالخزينة! " أما التفاصيل في الصفحة الإقتصادية. تفاوتت أيضاً المساحة المتاحة بين جريدة وأخرى

كان من المتوقع أن يثير هذا الموضوع حشرية الصحافيين لكن بدلاً عن ذلك سئل الوزير عن مستجدات تشكيل الحكومة مما يؤكد على شغف فريد بالتجاذبات السياسية. لا يخف على أحد الإنحدار الانحطاطي في بعض العمل الصحافي. فبدل أن يهتم أصحاب السلطة الرابعة باستشراء الفساد وبإنتشار العهر الطائفي والزبائني وعذاب المواطن العادي من إزدحام السير إلى سوء المعاملات الإدارية وصولاً إلى عدم وجود شبكة أمان صحي وإجتماعي ناهيك عن الفضائح البيئية بين التلوث البحري وكارثة النفايات العادية والسامة على مرأى من "نجر" جبالنا أو ما تبقى منها، بدل الإضاءة على هذه المواضيع يبحثون عن تصريح من هنا ورد من هناك. مشاكل لبنان الإجتماعية والحياتية لا تصلح لتقرير أو لعنوان جريدة أو نشرة أخبار متلفزة. شباب يعدمون يومياً على طرقات تفتقد عناصر السلامة العامة لا يذكرون ولا يحركون. العطش الوحيد : صرح النائب فلان أن تشكيل الحكومة قريب وتنبأ أخر أن التركيبة أصبحت جاهزة وأعلن مسؤول مطلع أن كذا بالمئة أنجز وإستفاق نائب جديد ليكتشف أن جعجع ركن أساسي في تشكيل الحكومة ونسي أخر أن يشن هجوماً على عون في الفلتة السابقة فأراد التعويض.... فتفرد الشاشات والصفحات لتصريحات صفير والجوز ونشاطاتهم، وإستقبل وودع وصرح وإعتبر ورد وحذر ... أما الفضائح الإقتصادية والبيئية تسيس فوراً ولا تذكر وتمر مرور الكرام

هذه هي حال وزير ديناميكي أراد خدمة بلده حيث جعل من شؤون وزارته أولوية على حملته الإنتخابية، هو "مسكين" حسب معايير نظام غابة الطوائف اللبنانية. فنسمع في الصالونات همساً أنه لم يعرف مداراة ناخبيه في البترون حيث لم يوظف أحداً. فعلاً مسكين جبران باسيل ! وهو لا يألو جهداً في محاربة الفساد ويعقد المؤتمرات الصحفية ليشرح للرأي العام التفاصيل التقنية وليفضح الفاسدين . "مسكين" وسط هذا الإنحطاط في الخطاب السياسي وفي المهنية الصحفية - هلق وقت ال-call centers !!!

من رأى جبران باسيل يوم الجمعة الفائت، اختلطت عليه مشاعر الإعتزاز بوزير إصلاحي من الطراز الأول وبين واقع مجتمع استباحته حيتان ومافيات جعلت من رجال الصدق والإصلاح والعمل الشفاف مساكين في معيار الفاسدين وراسبين في إنتخابات ال-٧٦٠ مليون دولار.
بئس دولة مسؤوليها لا خطاب سياسي لديهم، قضاءها محنط ، صحافتها مريضة والبعض من شعبها مصمم على العيش دون كرامة ... مهرول نحو الإنتحار رافض أي نوع من الدواء. هؤلاء ليسوا بمساكين ؟

هنيئاً للصامدين.
سيلا فلفلي
_______________________________________

Whats said in this article is sadly true , lebanon is not a normal country at all!

**Tawa** · 11-02-2009

Quote:

Originally Posted by SysTaMatIcS

lebanon is not a normal country at all!

How long did it take you to discover that?

**El-Meghwar** · 11-03-2009

A retarded corrupted country where ministers come and cry over TVs as if they are not the ones in charge.
If ministers are the ones who criticize the situation of their ministries, who should fix the problems? Aliens maybe

11-02-2009	#1
SysTaMatIcS Registered Member Last Online: 10-14-2022 Join Date: Dec 2006 Posts: 10,467 Thanks: 14,136 Thanked 4,244 Times in 2,547 Posts Groans: 186 Groaned at 198 Times in 120 Posts	"مسكين" جبران باسيل وسط خطاب سياسي أقل ما يقال فيه أنه منحط يعكس صورة فساد مجتمع استشرى فيه دور المال ونخرته الفئويه، ووسط غوغاء سياسية قل فيها أصحاب الكرامات والرؤية، أطل جبران باسيل نهار الجمعة الفائت ليعلن فضيحة ليست هي الأولى في مجال الإتصالات . فبعد الإحالات المتكررة إلى القضاء وأشهرها في ملف هدر وفساد يقدر بمليار دولار وبعد قضية الباروك الخطيرة الأبعاد خاصةً في شقها المتعلق بإسرائيل، قام الوزير باسيل بطرح معاناة ال"call centers" في مؤتمر صحافي مفصل. شرح الوزير باسيل بتسلسل منطقي وبتبسيط تقني أهمية مشروع ال-call centers للإقتصاد اللبناني، وبحماسته ودقته المعهودة أعاد باسيل التذكير أن هذا المشروع يخلق فرص عمل بعشرات الألاف وأن لبنان تأخر بهذا المجال عن غيره من الدول وأن هذا الأمر غير مسموح خاصة بوجود عوامل اللغة والوقت والإنفتاح التي يتمتع بها اللبناني من الطالب إلى ربات المنازل ومختلف الفئات ثم فند معاليه مردود المشروع ماليا. بالنتيجة أعلن الوزير أنه لجأ إلى القضاء والإعلام بعدما إستنفذ كل الوسائل من التنبيهات والتحذيرات بأخذ التدابير الادارية والتأديبية بحق المعرقلين وأنه من غير الطبيعي أن "كل قضية تحتاج الى 40 احالة من الوزير كي تبدأ العمل"… بعيداً عن كل مزايدات الهامشيين، برهن الوزير باسيل عن جدارة لا مثيل لها عبر العمل المنهجي والعلمي في وزارة الإتصالات ورغم الحرب الكونية على ما يمثله سياسياً أقدم على تحسين خدمات الهاتف والإنترنت بكل شفافية ووضع الوزارة على السكة الصحيحة مدركاً أن لا إقتصاد من دون إتصالات فكان رمزاً للديناميكية والإصلاح ونموذجاً لنبض التيار الوطني الحر في الحكم . ومن المعلوم أن مواضيع كالذي اثرها باسيل تسقط حكومات في أوروبا أو اقله تشرع الأبواب أمام نقاشٍ مستفيض خاصةً بما يتعلق فيها من المال العام .لكن في لبنان تمر فضائح كبرى من صميم الإقتصاد اللبناني ثانوية في وسائل الإعلام حيث لم تنل الفضائح المتتالية المساحة اللازمة ومنها المؤتمر الأخير للوزير باسيل. "النهار" عنونت بتصريح البطريرك عن السلاح والتسلح وتشكيل الحكومة. "السفير" عنونت عن تشكيل الحكومة وموقف جنبلاط وتوقيف مخابرات الجيش لأحد المطلوبين. "الديار" اهتمت بباسيل عندما رأت أنه أصبح خارج وزارة الإتصالات في بورصة التشكيلة المرتقبة. "البلد" أفردت عنوانها لتصريح الحريري من بعبدا. "المستقبل" لم ترد الخبر في صفحتها الأولى. أما "الأخبار" ذكرت عنوانا على الصفحة الأولى "جبران باسيل يدّعي على عبد المنعم يوسف: مسّ بالخزينة! " أما التفاصيل في الصفحة الإقتصادية. تفاوتت أيضاً المساحة المتاحة بين جريدة وأخرى كان من المتوقع أن يثير هذا الموضوع حشرية الصحافيين لكن بدلاً عن ذلك سئل الوزير عن مستجدات تشكيل الحكومة مما يؤكد على شغف فريد بالتجاذبات السياسية. لا يخف على أحد الإنحدار الانحطاطي في بعض العمل الصحافي. فبدل أن يهتم أصحاب السلطة الرابعة باستشراء الفساد وبإنتشار العهر الطائفي والزبائني وعذاب المواطن العادي من إزدحام السير إلى سوء المعاملات الإدارية وصولاً إلى عدم وجود شبكة أمان صحي وإجتماعي ناهيك عن الفضائح البيئية بين التلوث البحري وكارثة النفايات العادية والسامة على مرأى من "نجر" جبالنا أو ما تبقى منها، بدل الإضاءة على هذه المواضيع يبحثون عن تصريح من هنا ورد من هناك. مشاكل لبنان الإجتماعية والحياتية لا تصلح لتقرير أو لعنوان جريدة أو نشرة أخبار متلفزة. شباب يعدمون يومياً على طرقات تفتقد عناصر السلامة العامة لا يذكرون ولا يحركون. العطش الوحيد : صرح النائب فلان أن تشكيل الحكومة قريب وتنبأ أخر أن التركيبة أصبحت جاهزة وأعلن مسؤول مطلع أن كذا بالمئة أنجز وإستفاق نائب جديد ليكتشف أن جعجع ركن أساسي في تشكيل الحكومة ونسي أخر أن يشن هجوماً على عون في الفلتة السابقة فأراد التعويض.... فتفرد الشاشات والصفحات لتصريحات صفير والجوز ونشاطاتهم، وإستقبل وودع وصرح وإعتبر ورد وحذر ... أما الفضائح الإقتصادية والبيئية تسيس فوراً ولا تذكر وتمر مرور الكرام هذه هي حال وزير ديناميكي أراد خدمة بلده حيث جعل من شؤون وزارته أولوية على حملته الإنتخابية، هو "مسكين" حسب معايير نظام غابة الطوائف اللبنانية. فنسمع في الصالونات همساً أنه لم يعرف مداراة ناخبيه في البترون حيث لم يوظف أحداً. فعلاً مسكين جبران باسيل ! وهو لا يألو جهداً في محاربة الفساد ويعقد المؤتمرات الصحفية ليشرح للرأي العام التفاصيل التقنية وليفضح الفاسدين . "مسكين" وسط هذا الإنحطاط في الخطاب السياسي وفي المهنية الصحفية - هلق وقت ال-call centers !!! من رأى جبران باسيل يوم الجمعة الفائت، اختلطت عليه مشاعر الإعتزاز بوزير إصلاحي من الطراز الأول وبين واقع مجتمع استباحته حيتان ومافيات جعلت من رجال الصدق والإصلاح والعمل الشفاف مساكين في معيار الفاسدين وراسبين في إنتخابات ال-٧٦٠ مليون دولار. بئس دولة مسؤوليها لا خطاب سياسي لديهم، قضاءها محنط ، صحافتها مريضة والبعض من شعبها مصمم على العيش دون كرامة ... مهرول نحو الإنتحار رافض أي نوع من الدواء. هؤلاء ليسوا بمساكين ؟ هنيئاً للصامدين. سيلا فلفلي _______________________________________ Whats said in this article is sadly true , lebanon is not a normal country at all! __________________ problems of performance appraisal is that it sucks to memorize them

11-03-2009	#3
El-Meghwar Political Moderator Last Online: 04-22-2023 Join Date: Dec 2005 Posts: 3,146 Thanks: 1,466 Thanked 3,010 Times in 1,400 Posts Groans: 3 Groaned at 5 Times in 5 Posts	A retarded corrupted country where ministers come and cry over TVs as if they are not the ones in charge. If ministers are the ones who criticize the situation of their ministries, who should fix the problems? Aliens maybe __________________ ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين

Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)